ليس للسعادة طريق، لأنها هي الطريق!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

على بساطة الجملة إلى أنها من أهم القناعات والأفكار التي تجعل الشخص يعتاد السعادة ويعيشها .

فمعظم البشر يمضون سنوات طويلة للحصول على أمور مالية أو معنوية، لكي يشعروا بالسعادة، وما أن يحققوا ماأرادوا يكتشفون أن ما حصلوا عليه هو شيء من الفرح ، من المتعة، من اللذة، والتي غالباً ما تكون مؤقتة وتصبح شيء غير الذي كان يُتوقع ، بينما السعادة الحقيقة هي في الطريق نحو ما نريد، في المسير، في الرحلة .

طبيعي أن نحلم، نخطط، نرنوا إلى أهداف،  نطمح إلى أشياء، بلا شك أنها ستزيد من منسوب السعادة،  ولكن بشرط أن تكون موجودة بالفعل!

كثيرة هي الأفكار والآليات التي يُتحدث عنها، ولكن في الحقيقة أن السعادة أبسط مما يكون، فهي قناعات بمجرد أنيقتنع بها الإنسان وتصبح تلقائية سوف يلاحظ أن مشاعر الرضا والهدوء والراحة والبهجة والقناعة هي الأصل، هي المسيطرة، وأن الحزن والضيق والقلق والكآبة هي الاستثناء، هي الطارئة، والتي بدونها لا يمكن أن يُعرفطعم السعادة .

المتأمل في حياة الأطفال ومعظم كبار السن يجد أنهم يستمتعون ويسعدون بأقل ما يمكن .

فالأطفال لم تسحبهم بعد الأطماع النفسية الغير مُحقِّقة فعلياً للرضا ، ومعظم كبار السن اكتشفوا في نهاية الحياة أنهمصرفوا الكثير من الجهد في التركيز على الغابات البعيدة من الماديات والآمال ، ولم يدركوا جمال الأزهار بقرب نوافذبيوتهم !

السعادة هي التركيز على الموجود من الأشياء المادية والمعنوية ، ومحاولة إتقان مهارات التعامل مع الضغوط ،وبناء نظام حياة مرتب متوازن لكل جوانب الحياة، و فهم لطبيعتها، ووجود معنى لها،  والتواصل الاجتماعي، و العطاء المادي و المعنوي للآخرين ولو بشيء بسيط ، والاهتمام الروحي، والاستمتاع بالحاضر و بالأمورالبسيطة، و بالإمكان أن نستمتع بجمال الطريق مهما كان، في ذات الوقت نستمتع بكل مكان يتم الوصول له.

ومن خلال ما سبق سيتمكن الشخص تحويل السعادة من مكان يتمنى الوصول إليه إلى مضمار يسير فيه، ومن قمةٍ يحاول صعودها إليها إلى أرضية يمشي عليها.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply