٣٥ فائدة منتقاة من كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

لم يُنزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن.

الداء والدواء | ص ٦

 

ومكثتُ بِمَكَّة مُدَّة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكُنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا.

الداء والدواء | ص ٨

 

لو أنني بين الجنّة والنار، لا أدري إلى أيهما يؤمر بي، لاخترتُ أن أكون رمادا، قبل أن أعلم إلى أيّهما أصير.

عثمان بن عفاّن.

الداء والدواء | ص ٩٤

 

إن أشدّ ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يُقال لي: يا أبا الدرداء قد علمتَ، فكيف عملتَ فيما علمتَ؟.

أبو الدرداء.

الداء والدواء | ص ٩٥

 

كان عبدالله بن عباس أسفل عينَيه مثلُ الشِّراك البالي من الدموع.

الداء والدواء | ص ٩٥

 

قال بعض السلف:

المعاصي بريد الكفر، كما أنّ القُبلة بريد الجماع، والغناء بريد الزنا، والنظر بريد العشق، والمرض بريد الموت.

الداء والدواء | ص١٢٥

 

فما استُجلب رزقُ الله بمثل ترك المعاصي.

الداء والدواء | ص ١٣٣

 

من آثار المعاصي القبيحة:

وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله، لا يوازنها ولا يقارنها لذّة أصلا.

فَلَو لم يترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريًّا بتركها.

الداء والدواء | ص١٣٣

 

من آثار المعاصي القبيحة:

الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم، فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا من نفسه!

الداء والدواء | ص١٣٤

 

كما أنّ من اتقى الله جعل له من أمره يُسْرًا، فمن عطّل التقوى جعل له من أمره عسرًا.

الداء والدواء | ص١٣٤

 

لو عطّل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأحسّ من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء، حتى يُعاودها، فتسكن نفسه، وتقرّ عينه.

الداء والدواء | ص١٣٩

 

قال عبدالله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب • وقد يورث الذلَّ إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب • وخير لنفسك عصيانها

الداء والدواء | ص١٤٧

 

(كل بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

قال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعنى القلب.

الداء والدواء | ص١٤٨

 

القلب يصدأ من المعصية، فإن زادت غلب الصدأ حتى يصير رانا، ثم يغلب حتى يصير طبعا وقفلا وختما.

الداء والدواء | ص١٣٩

 

من آثار المعاصي القبيحة:

أّنه كُلَّمَا اشتدت ملابسته الذنوب أخرجت من القلب الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب جدّا حتى لا يستقبل بعد ذلك القبيح، لا من نفسه ولا من غيره.

وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك.

وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح، بل يحسّن الفواحش والظلم لغيره.

الداء والدواء | ص١٦٧

 

من لا حياء فيه ميّتٌ في الدنيا شقيٌّ في الآخرة.

الداء والدواء | ص١٧٠

 

على قدر محبّة العبد لله يحبّه الناس، وعلى قدر خوفه من الله يخافه الناس، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يُعَظِّم الناس حُرماته.

الداء والدواء | ص١٧١

 

من آثار المعاصي القبيحة:

أّنها تستدعي نسيان الله لعبده، وتركه، وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه. وهناك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.

الداء والدواء | ص١٧٢

 

من خاف الله آمنه من كلّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء.

الداء والدواء | ص١٧٢

 

ما صغّر النُّفُوس مثلُ معصية الله، وما كبّرها شَرَّفَها ورفعها مثل طاعة الله.

الداء والدواء | ص١٨٩

 

لا سجن أضيق من سجن الهوى.

الداء والدواء | ص١٩٠

 

واختلف الناس: هل يعود بعد التوبة إلى درجته التي كان فيها؟

حكم شيخ الإسلام بين الطائفتين حكما مقبولا فقال:

التحقيق أن من التائبين من يعود أرفع من درجته، ومنهم من يعود  إلى مثل درجته، ومنهم من لا يصل إلى درجته.

قلت: وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها.

الداء والدواء | ص٢٠٨

 

الرابحون، باعوا فانيا بباق، وخسيسا بنفيس، وحقيرا بعظيم؛ وقالوا: ما مقدار هذه الدنيا من أولها إلى آخرها حتى نبيع حظّنا من الله والدار الآخرة بها؟.

الداء والدواء | ص٢٤٦

 

         مفسدة الزنى تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الحقّ.

         الزنى بالمرأة التي لها زوج أعظم إثما وعقوبة من التي لا زوج لها، إذ فيه انتهاك حرمة الزوج، وإفساد فراشه، وتعليق نسبٍ عليه لم يكن منه، وغير ذلك من أنواع أذاه.

         الزنى بمائة امرأة لا زوج لها أيسر عند الله من الزنى بامرأة الجار.

الداء والدواء | ص٢٦٢

 

فليس في الدنيا والآخرة شرّ أصلاً إلا الذنوب وعقوباتها.

الداء والدواء | ص٢٦٨

 

فالذنب لا يخلو من عقوبة البتة.

وقد تقارن المضرة الذنب، وقد تتأخر عنه إمّا يسيرا وإمَّا مُدَّة.

فإن تدارك العبدُ بالأدوية والاستفراغ والحمية وإلا فهو صائر إلى الهلاك.

الداء والدواء | ص٢٧٢

 

لا تقرّ العين، ولا يهدأ القلب، ولا تطمئن النفس إلا بإلهها ومعبودها الذي هو حقّ، وكلّ معبود سواه باطل.

فمن قرّت عينه بالله قرّت به كلُّ عين، ومن لم تقرّ عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

الداء والدواء | ص٢٨٠

 

لا تظن أنّ قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم*وإن الفجار لفي جحيم) مختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة.

الداء والدواء | ص٢٨٢

 

من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين، وأنّه من الملومين، ومن العادين. ففاته الفلاح، واستحقّ اسم العدوان، ووقع في اللوم. فمقاساة ألم الشهوة ومعاناتُها أيسر من بعض ذلك.

الداء والدواء | ص٣٤٧

 

والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإذا غضّ بصره عن محارم الله عوّضه الله بأن يُطلق نورَ بصيرته عوضا عن حسبه بصره لله، ويفتح عليه باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة.

الداء والدواء | ص٤١٧

 

وخاصّة العقل: النظر في العواقب، فأعقل الناس من آثر لذّته وراحته الآجلة الدائمة على العاجلة المنقضية الزائلة؛ وأسفه الخلق من باع نعيم الأبد وطيب الحياة الدائمة واللذة العظمى التي لا تنغيص فيها ولا نقص بوجهٍ ما، بلذّة منغّصة مشوبة بالآلام والمخاوف، وهي سريعة الزوال وشيكة الانقضاء.

الداء والدواء | ص٤٥٠

 

الأبرار في النعيم، وإن اشتدّ بهم العيش، وضاقت عليهم الدنيا، والفجار في جحيم، وإن اتسعت عليهم الدنيا.

الداء والدواء | ص٤٥٩

 

فليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور.

الداء والدواء | ص٤٩٤

 

ولا يسقط حق الغير بالتوبة من الفاحشة. فإن التوبة وإن أسقطَت حقَّ الله فحقُّ العبد باقٍ، له المطالبة به يوم القيامة.

فإن ظلم الوالد بإفساد فلذة كبده ومن هو أعزُّ عليه من نفسه، وظلم الزوج بإفساد حبيبته والجناية على فراشه أعظم من ظلمه بأخذ ماله كله.

فياله من ظلم أعظم إثما من الفاحشة!

الداء والدواء | ص٥٠٣

 

العشق المحرّم:

وفي العشق من ظلم كل واحد من العاشق والمعشوق لصاحبه بمعاونته على الفاحشة وظلمِه لنفسه.

فكلّ منهما ظالم لنفسه وصاحبه، وظلمهما متعدٍّ إلى الغير.

الداء والدواء | ص٥٠٦

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply