منهج تعلم علمي النحو والصرف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

نُشر مفرَّقًا في ملتقى أهل اللغة وآسك وتويتر وفسبك في أوقات مختلفة. وبعضه لم يُنشر من قبل.

-       س: سألتحق قريبًا بالدراسات العليا في تخصص النحو والصرف، فما الكتب التي ينبغي أن أقرأها وأشتغل بها؟

ج: أما النحو فأنصح لك بقراءة "شرح قطر الندى" فـ"شرح شذور الذهب" قراءة ضبط واستظهار، ثم "شرح الألفية" للمرادي أو الأشموني أو ابن هشام بحواشي محيي الدين عبد الحميد واجعل لك في ما تختاره منها وردًا يوميًّا لا تُخلفه وإن قلَّ حتى تستحضر عامّته. ثم "شرح المفصَّل" لابن يعيش. ثم تنتقل إلى "مغني اللبيب".

وتقرأ في نشأة النحو وتراجم النحاة "مراحل تطور الدرس النحوي" للخثران و"مراتب النحويين" لأبي الطيب فـ"طبقات النحويين واللغويين" للزبيدي.

وتقرأ في الأصول والعلل "الاقتراح" للسيوطي و"أسرار العربية" لأبي البركات الأنباري فـ"الخصائص" لابن جني. واستفد من كتاب "ضوابط الفكر النحوي" لمحمد الخطيب، فإنه جيّد محكَم غزير الفائدة.

وفي الخلاف تقرأ "الإنصاف" للأنباري.

ويكون عندك للمراجعة "كتاب سيبويه" و"التذييل والتكميل" لأبي حيان و"همع الهوامع" و"الأشباه والنظائر" كلاهما للسيوطي وغيرها من الكتب الموسَّعة للرجوع إليها عند الحاجة [مع أن قراءَتها خيرٌ لمن تتسع قدرته لذلك].

وتقرأ في الإعراب شيئًا من "المورد النحوي" أو "المورد النحوي الكبير" لفخر الدين قباوة أو "فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال" لمحمد علي الدرة، ثم شيئًا من كتب أعاريب القرآن التفصيلية المعاصرة، ثم تنظر في "الدر المصون" للسمين الحلبي.

وأما الصرف فأرى أن تبدأ بـ"المغني في تصريف الأفعال" لعضيمة و"التبيان في تصريف الأسماء" لأحمد كحيل ثم " شذا العرف في فن الصرف" للحملاوي. واجعل لك فيه وردًا يوميًّا حتى تستحضر جُملته. ثم "شرح الشافية" للرضي أو اليزدي أو الفسوي. والأول أوسعها وأحسنها تحقيقًا ونظرًا، والأخير أوجزها وأسهلها. واستعن بـ"القواعد والتطبيقات في الإعلال والإبدال" لعبد السميع شبانة و"معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم" لأحمد الخراط.

على أنه قد يجوز الاكتفاء ببعض هذه الكتب عن بعض.

 

-       س: أحبّ العربية، ولكني لا أحبّ الإعراب، وأجدني أستثقله، فبم تنصح لي؟

ج: ليس بمستنكرٍ نفورك من الإعراب وأنت غير حاذق به، فهذا أمر فطري طبيعي، فكلّ من لم يضبط علمًا ولم يتحقّق به فإنه يستثقله ويستجفيه لما يجد في مكابدته من العناء والنصب ولما يلزمه من جهلِه به مع اعترافه بجسيم قدره وشرف موضعه من ضرورة لحاق النقص له. وطبيعة النفس تأبى مثل هذا. بل ربما عادى هذا العلم ونصَب له وحرَص على أن يجعله جهلًا كما يقول ابن المقفع.

فإذا أردت أن تحبّ الإعراب فأحكم أولًا معرفة النحو وتمرّس بكتب الإعراب ذوات الوجوه كـ"التبيان" للعكبري، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، ثم حاول أن تعرب صفحاتٍ أو آيات من القرآن بنفسك واعرضها على هذه الكتب وعلى كتب الإعراب المفصّلة الحديثة ككتاب درويش وكتاب محمود صافي لتعرف الصحيح منه فتثبته والخطأ فتصلحه. وعليك أيضًا بـ"المورد النحوي" لفخر الدين قباوة. وستجد في ذلك متعة فهم النحو ولذة وإحراز آلته ومعرفة جميع الوجوه المحتملة للكلمة قويِّها وضعيفِها ومقبولِها ومردودِها. وهو أمر حُرمه كثير من الناس عجزًا أو كسلًا.

 

-       س: أريد حفظ متن منثور طويل في النحو، فماذا أحفظ؟

ج: إن كنتَ لِزاز حفظٍ وتعرف من نفسك الصبرَ عليه والاستمرار فيه، فدونك "التسهيلَ" لابن مالك، فإنه جامع شامل، وقد ذكر أبو حيان أن من عرفه حقّ المعرفة لا يكون تحت السماء أحدٌ أعلم منه بالنحو. فإن عجَزت عن حفظه فأدمن قراءته ومطالعته والنظر في شروحه، ولا تُغفل مع ذلك جانب التطبيق.

 

-       س: هل من كتاب في النحو يغنيني عن غيره أدمن النظر فيه وإن كان مطوَّلًا؟

ج: كل الصيد في جوف "التذييل والتكميل" لأبي حيان، غير أنه طبع منه خمسة عشر مجلدًا ولم يكتمل إلى الآن، ولكن يمكن إكماله بشرح المرادي أو ابن عقيل أو ناظر الجيش.

وهذا الكتاب عظيم النفع جدًّا، ولكن بشرط أن يكون قارئه متوسّطًا في النحو أو متقدّمًا.

وقد قال أبو حيان عن "التسهيل": (من عرف هذا الكتاب حقَّ المعرفة لا يكون تحت أديم السماء أحدٌ أنحَى منه). هذا قولُه في "التسهيل" فكيف إذا أدمتَ النظر في شرح أبي حيّان له، وهو "التذييل"!

ولو ضممتَ إليه "شرح المفصل" لابن يعيش و"شرح الكافية" للرضيّ و"الدر المصون" للسمين الحلبي فإنه لا يضرّك ما فاتك بعدهنّ. وذلك أن كتاب أبي حيّان هو أجمع كتاب في ذكر المسائل والخلاف بأسلوب واضحٍ، وكتاب ابن يعيش غاية في حسن التعليم والتعليل ولُطفِه، وكتاب الرضيّ من أفضل كتب النحو التي تُعلّم النظر والتحقيق، وكتاب السمين هو المنتهى في الإعراب والتخريج، فإذا حزتَ هذه الكتب كلَّها أغنتك عن غيرِها في الغالب، وإن لا فإنه لا يغني كتاب عن كتابٍ.

وإن أردت كتابًا عصريًّا فعليك بـ"النحو الوافي" لعباس حسن. وهو أقل مسائلَ خلافٍ، ولكنه جيّد من جهة الشرح والإبانة، وفيه مسائل حادثة وأمثلة معاصرة.

 

-       س: ما الكتب التي تُقرأ بعد دراسة الألفية وشروحها؟

ج: أقترح قراءة "شرح المفصل" لابن يعيش، و"شرح الكافية" لرضي الدين الإستراباذي، أو أحدهما.

 

-       س: هل من كتاب موجَز في النحو والصرف يصلح لغير المتخصص ليراجع به مسائلهما؟

ج: أختار لك كتاب "المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف" لعبد الله الجديع، فقد جمع فيه مسائل النحو والصرف وبعض مسائل الإملاء على اختصاره بأسلوب حسن وتصنيف بديع. وتجده هنا:

http://midad.com/book/193679

 

-       س: أريد كتابًا ميسَّرًا سهلًا للمبتدئ في علمي النحو والصرف.

ج: أما النحو فكتاب "النحو الواضح" لعلي الجارم.

وأما الصرف فكتاب "التطبيق الصرفي" لعبده الراجحي.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply