حقيقة تقسيم التلمود


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

‏استشكل بعض القراء المعاصرين تقسيم ابن قيم الجوزيَّة كتب فقهاء اليهود إلى مشناة والتلمود، معتقدين أن التقسيم الصحيح -كما هو مشهور عند الباحثين المعاصرين- هو: المشناة والجمارا، ومنهما تكون كتاب التلمود، وعليه فيعوز ما ذكره ابن قيم الجوزيَّة من تقسيم الدقة.

والحقيقة أن هذا الاستشكال هو ما تعوزه الدقة، لأن التقسيم الذي حكاه ابن القيم عن فقهاء وحكماء اليهود هو الصحيح، وإنما هو ناقل عن الحاخام اليهودي السموءل، المعروف الذي أسلم، وتقسيم السموءل كتب فقهاء اليهود إلى مشناة والتلمود هو التقسيم الدقيق، وعليه جرت عادة التقليد اليهودي.

فالتلمود ليس هو المشناة، إنما المشناة المتن، ثم شرحه اليهود في شروحاتهم المتعددة وسموه الجمارا، والجمارا هو التلمود أصالة ثم جمع المشناة والجمارا معًا وأطلق عليهما لاحقًا التلمود.

‏وعليه فالحكم بحطأ ابن القيم، أو بالأحرى السمؤال، غير صحيح، وهو حكم عليهما بما اصطلح عليه لاحقًا.

فاليهود في العصور اللاحقة اصطلحوا على تسمية المجموع المشناة والجمارا بالتلمود، وإلا قبل ذلك كان يقال المشناة والتلمود =(الجمارا).

‏ولذلك تجد الحاخام السمؤال وهو العالم اليهودي والحبر المشهور، يقول إن لليهود المشناة والتلمود، لأنَّ التلمود هي شروحات المتن التي سُميَتْ بالجمارا.

فقد جاء في (التراث اليهودي) ما ترجمته: "التلمود ربما يطلق عليه اسم الجمارا وحدها أو المشناة والجمارا مجتمعة". وفي المكتبة اليهودية الالكترونية جاء تحت عنوان: (الشريعة الشفويَّة: التلمود والمشناة)، ما ترجمته: "في حياة اليهود مصطلح جمارا والتلمود عادةً تم استخدامها بطريقة تبادلية".

وكذلك في الموسوعة البريطانية جاء الشيء نفسه، حيث أشارت إلى أن التلمود يطلق  على الجمارا لوحدها.

‏ثم لاحقًا شاع استخدام التلمود للدلالة على: المشناة (المتن) والجمارا (الشروحات).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply