من مفردات الجذور


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

ماتناءيْتُ عن وثيقِ وفائي
أو نفضْتُ اليدينِ من أُمنياتي
فالقوافي لم يصدأ الحبُّ فيها
في ذبولِ الربيعِ أمرعَ شوقٌ
لتعودَ المنى منضَّرةً جذلى ...
زهوُنا الماضي  في مرابع سلمى
ظمئ القلبُ إذ تحرَّى ليُروى
ولنعمَ الرؤى ينيرُ سناها
حبَّذا الأُثْرةُ البسيمةُ تُلفي
ائتصِرْ أيُّها التليدُ ارتقاءً
أنتَ جُذمورُ بيضِ أغلى الليالي
لاتلمْني فليس يسبي اغترابي
عربيِّ الأصولِ  يخبِطُ في الغمرةِ   ...
عربيِّ الجذورِ غضِّ صفاتٍ
ولسانٍ تأبى الفصاحةُ فيه
وقوامٍ لم يجتدِ العزَّ يوما
وعلى المكرماتِ إن مارَ  حمشٌ
لسجايا قد أودعَ الله فيهم
من سُمُوٍّ وعزَّةٍ وحُنُوٍّ
لم يرعني شدقُ الدجى فاغرا فاه ...
فالمعالي في ظلِّهم ممرعاتٌ
أذوت الأعصرُ العجافُ بساتينَ ...
غير أنَّ التِّلادَ أمكنَ للعربِ ...
حائرُ الودقِ في المرابعِ يسقي
والأكاليلُ : مُتلَدُ الفخرِ ممَّـا
والطريفُ الأخَّاذُ لم ينْءَ عنهم
ربما يُطفئُ العناءُ عيونا
إنَّما لم يجدْ وإن دلهمَ الخطبُ ...
أو يُصوِّحْ لفحُ الهجيرِ جباها
مذ تهادوا وللزمانِ اعتدالٌ
والخيامُ التي رأيتَ تحدَّتْ
سكنتْها صوارمُ الصِّيدِ بأسًا
وحموا مجدًا إذ هُمُ  الصَّعدةً السَّمراء  ...
وبنوها أهلُ المحامدِ عافوا
والبُنَيَّاتُ والمآثرُ تحلو
وهواهم لمَّا يزل في فؤادي
عَجَزَ الحُسنُ إذ أتاني قشيبا
هم عناوين ماترى من شموخي
قال خِلِّي : خُذِ الحضارةَ وارحل
قلتُ : هيهات أن يُذيبَ افتتاني
محتِدُ القومِ ماعراه التباسٌ
كم أتى الناسُ للتزوُّدِ منهم
فهُمُ النَّجمُ في الأعالي تراءى
وهبتْهم يدُ القريحةِ مجدًا
لم يجوروا وقد تقلَّدَ ناسٌ
فأتوهم بالبيناتِ المثاني
وبأنداءِ رحمةٍ ومزايا
أُلقيَ الفضلُ بالصِّحاحِ عليهم
ينهلُ العزُّ من خوابي نَدَاهم
وإذا المعمعُ المروِّعُ أرغى
نازلوا البأسَ كالضياغمِ صُبرا
ماثناهم عن المنازلةِ الموتُ ...
ألفوا موطنَ النّجابةِ غذَّى
وعن الإثمِ باعدوا شيمًا تحملُ ...
حِلَّةُ القومِ عمرُها ألفُ عامٍ
فهي الصَّلَّةُ المنيفةُ في الأرضِ ...
رشأُ البيدِ إن أتاها تعافى
مالهذي الربوعِ ممَّـا طوى الدهرُ ...
وهنا أذعن التَّصحُرُ  قسرا
                   ***
هذه أمتي ، وهذا امتدادي
ماتثاقلتُ إذ دعاني حُداها
فهي النبعُ لم يزل يتثنَّى
والروابي رَغم الهجيرِ تراها
لم يجدْها الزمانُ إلا ولودا
آثرتْها السماءُ موئلَ خيرٍ
بيديها من المودةِ مالم
تتعالى على السفاسفِ لاترضى ...
ولديها المطهماتُ من الخيلِ ...
يشهدُ الناسُ مالوتْ كفَّ نفسٍ
ولها القَدْرُ والسَّماحةُ والبِرُّ ...
هذه أمتي يعودُ جناحاها ...
ليعيدا إلى الزمانِ هوى السُّمَّارِ ...
ويزيلا أكدارَ دنيا عراها

 

هوامش :

1 ـ المطافيل : النوق مع صغارها

2 ـ بعد الهُدُو : من هزيع الليل

3 ـ الأُثرة : المكرمة المتوارثة

4 ـ ائتصر : تكاثر واعلُ

5 ـ جُذمور : أصل الشيء

6 ـ المصع : الضرب بالسيف

7 ـ حمش : غضب

8 ـ حائر : مجتمع الماء

9 ـ الخوصاء : الناقة الغائرة العينين من الإعياء

10 ـ حَوم : القطيع من الإبل

11 ـ الصعدة السمراء : الرمح

12 ـ الأطراب : من الطرب ، ونقاوة الرياحين

13 ـ حلة القوم : مجتمعهم ...

14 ـ الصُّلة : الأرض الممطورة بين أراض قاحلات

 

 

 

لجذوري الأثيرةِ الأثداءِ
أو تغافلْتُ عن نديِّ ولائي
 لمطافيل ربعِنا المتنائي (1)
وتثنَّى الفؤادُ بالأصداءِ
... تثيرُ الحنينَ في الأحناءِ
حول ماءِ الغديرِ ذي الإرواءِ
من فضيض صفا وعذبِ رواءِ
في عيوني  بعدَ الهُدُوِّ  فضائي (2)
أهلَها الصِّيدَ بانتظارِ الحِباءِ (3)
واعلُ بالمجدِ سامقَ العلياءِ (4)
في مغاني المراتعِ العرباءِ (5)
في السجايا سوى كريم الرداءِ
... قِرنًا  بالمصْعِ  عندَ النداءِ (6)
ماعراها الجفافُ رَغمَ الجفاءِ
أن تُوارَى في جَلْبَةِ الخلطاءِ
فمزاياهُ وجهُ حُلوِ السَّناءِ
ليس يطغى ، ولو على الأعداءِ (7)
لم يُضيَّعْ تليدُها في العراءِ
واعتدادٍ بالعروةِ الزَّهراءِ
يلوكُ الإيحاءَ دون حياءِ
والنَّدى الثَّرُّ في اليدِ البيضاءِ
... فخارٍ للناسِ في الغبراءِ
... فما أخوتْ واحةُ الصَّحراءِ
ظمأً في غِزلانِها والظِّباءِ (8)
غزلتْهُ أصابعُ العظماءِ
فعلاهم يعلو على الجوزاءِ
مشرقاتٍ في ظلمةِ الإعياءِ
... أنين النَّجيبة  الخوصاءِ ( 9 )
ركبتْ  حَومَ  الرحلةِ العذراءِ (10)
والتَّثنِّي صبابةُ الشعراءِ
عاصفاتِ اللأواءِ والإزراءِ
بينَ حِضنِ العلى وصدرِ الفداءِ
... حفُّوا منابتَ الأنواءِ (11)
مايسوءُ الفتى من الأهواءِ
في حياءِ المليحةِ الغيداءِ
في عزائي يوم النَّوى أو هنائي
ورنينُ  الأطرابِ  في إقصائي (12)
ليس يطمي امتشاقَها أعدائي
عن رسوم خلت ، وعن أسماءِ
وقدُ مافي الأهواءِ من إغواءِ
أو تناستْهُ سيرةُ الأكفاءِ
في قضايا تباينِ الآراءِ !!!
لبني الأرضِ مَعلَمًا في السماءِ
في ثناياه فطرةُ الحنفاءِ
للعداواتِ نزغةَ الإيذاءِ
مشرقاتٍ هُدًى بوجهِ الرائي
ليس فيها من مُلحِم البغضاءِ
قبلَ وعيِ القلوبِ في الأحياءِ
ويعودُ الفتى بأعذبِ ماءِ
بصليلِ الأسيافِ في الهيجاءِ
بالتفاني والعزةِ القعساءِ
... ولا أوهى الصِّيدَ هولُ اللقاءِ
في الصباحاتِ غُدوةَ النُّجباءِ
... أزكاها عِترةُ الأكفاءِ
وتزيدُ الأعوامُ مامن جفاءِ (13)
... غِناها من وابلِ الأنواءِ (14)
وتثنَّى بمِشيةِ الخيلاءِ
... سوى مؤنسٍ بلا إفناءِ
وتوارى الذبولُ مامن عفاءِ
              ***
عن متونِ الأعلاقِ ليس بناءِ
رغمَ مافي ربوعِها من عناءِ
في مغانيها مبسمُ اللألاءِ
وارفاتٍ بأعذبِ الأفياءِ
في مخاضاتِ شدَّةٍ و ابتلاءِ
لبني الأرضِ حُلوةَ الإيحاءِ
تُفنهِ اليومَ جمرةُ الغلواءِ
... بغيرِ المسيرةِ الحسناءِ
عليها من أكرمِ الأبناءِ
أقبلتْ تسعى في دروبِ الإخاءِ
... وفيضُ التحنانِ في الأحناءِ
... يَرِفانِ في المدى المتنائي
...شوقا في الليلة القمراءِ                                                                                 مابجوفِ الخطوبِ من ضرَّاءِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

 

 


  


 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply