حول كتاب ابن تيمية ضد المناطقة اليونان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

"يصرّح [ابن تيمية] في موضع أن مبادئ الرياضيات، مثل أن الواحد نصف الاثنين هي بديهية، يزرعها الله في نفوسنا عند الولادة"

(ابن تيمية ضد المناطقة اليونان، وائل حلاق، ترجمة: عمرو بسيوني، ابن النديم للنشر والتوزيع-الجزيرة، الطبعة الأولى: ٢٠١٩م، ص١٠٥.)

هكذا صرح حلاق في قراءته لابن تيمية وما قاله لم يرد في أي كتاب لابن تيمية، إنما هو سوء فهم لعبارة وردت في (نقض المنطق) كنت قد شرحتها في رسالة (موقف ابن تيمية من المعرفة القبلية)، ومرّت على المترجم دون أي تعقيب، وهو الذي أكثر من تعليقاتٍ جانبية ليست في صميم الموضوع، وبعض تعليقات بسيوني كنفيه أن يكون ابن تيمية فيلسوفًا (ص٣٧) هي مجردة إعادة نشر لكلام سابق له منشور مفردًا دون أدنى تطوير، سبق أن نقدته وهو منشور على المدونة.

الكتاب جاء تقليديًا لأبعد حد، تكرار للنتيجة القائلة بأن ابن تيمية اسمي المذهب كما صرح بسيوني (ص٢٥)، وهو الذي عليه الحلاق (ص ٩٠) وهما مسبوقان بهذا من أبي يعرب المرزوقي وهو مسبوق بالنشار، والكتاب الحالي لم يخرج عن تقريرات النشار إلا بشكل ثانوي، بخصوص انتصاره للأشعرية والحط على ابن تيمية، وقد رد على النشار في زعمه اسمية ابن تيمية سلطان العميري وأصاب، لكنه ذهب إلى أن ابن تيمية تصوري، وهو ما لم يصب فيه.

يصرح بسيوني بأن الاسمية مرادفة للمادية (ص٢٥) وهو غير دقيق، بل المادية فيها في شق نفي الكليات الخارجية فحسب، لا جعل الكليات مجرد أسماء، ومن هذا جاء اسمها، بالمختصر الكتاب ليس فيه نتيجة غير مسبوقة، بحيث يغدو إضافة علمية في البحث الفلسفي في تناول ابن تيمية، بخلاف التهويل في التقديم لمقدمة حلاق.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply