كيف نعالج فتور النفس عن الطاعة بعد رمضان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لِنعلمْ أولا أن تخلُّلَ الفَترات للسَّالكين أمرٌ لا بد منه؛ فإن "لكل عملٍ شِرَّة، ولكل شرَّة فترةٌ".

ومن ثم فمعالجة الفتور عن الطاعة تقتضي أمورًا:

أوَّلا: الاستعانة بالله عز وجل؛ فإنه لا يدرك خير إلا بعونه.. مستحضرين مقام ‏﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ مرددين بلسان المقال مع صدق الحال: "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

ثانيًا: دوام المجاهدة والدأب؛ وصدق الإلحاح والطلب؛ مستحضرين حلو عاقبة: ‏﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾.

ثالثًا: الرفق بالنفس، وأخذها باليسر، وحسن سياستها، وقيادها إلى الخير؛ متأملين حكمته صلى الله عليه وسلم في قوله: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فوالله لا يمل الله حتى تملوا". وقوله: "القصد القصد تبلغوا" و "سددوا وقاربوا".

رابعًا: تعويدُ النفس على القليل الدائم الذي هو خير من الكثير المنقطع؛ ملتفتين إلى أنه: "كان عمله صلى الله عليه وسلم دِيمةً" "وَأنّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى الله مَا دَامَ عليه صاحبه وَإِنْ قَلَّ".

خامسًا: تنويع العمل الصالح وتجديد الطاعة بعد الطاعة وعدم قصر النفس على لون واحد من التعبد؛ ففي ذلك إجمام للنفس وتطرية لها.. فإذا سئمت النفس من عمل ، انتقلت إلى آخر؛ حتى تكون هي التي تشتاق إلى ذلك العمل؛ فتجد له خفة ونشاطا ولذة وحلاوة..

والله المسؤول أن يذيقنا حلاوة مناجاته، ولذة طاعته؛ إنه أكرم مسؤول.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply