نصيحة لقراءة التاريخ والتراجم


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نصيحةٌ مِن القلب لمن يُحب القراءةَ في كتب التاريخ والتراجم:

- الناشئة في هذا الزمن وفي غيره ينبغي أن يُلقَّنوا الجوانبَ المُشرِقةَ مِن تاريخنا الإسلامي، وأنْ يَسمعوا أحسنَ القَصصِ للملوك والسلاطين؛ كي يأخذوا عِبرةً عمليَّة، ويَتربَّوا تربيةً حكيمةً جهاديَّة ...

 

- ثم تأتي المرحلةُ التي بعدَها:

وهي مرحلةُ قراءةِ التاريخ بشكلٍ عامٍّ، غضِّه وغضيضه، والاطلاعِ على ما جرى مِن تصرُّفاتٍ بشريِّةٍ خاطئةٍ مِن الدول والملوك؛ كي يُحاولوا جاهدينَ الابتعادَ عن هذه الأخطاء، وساعينَ بعدمِ تكرارها.

 

- وأما المرحلةُ الثالثةُ مِن قراءة التاريخ:

وهي المرحلةُ الدقيقةُ الوَعِرة، وهي قراءةُ المثالبِ والمطاعنِ، سواءٌ كانت صحيحةً أو افتراها أعداءُ تاريخنا مِن الصليبيينَ أو القوميينَ أو غيرِهما؛ وذلك لمحاولة بيانِ الحقِّ وتفنيدِ الأكاذيب، أو للابتعاد عن أخطاءِ الغابرينَ والتحذيرِ مِن فِعالهم.

وهذا بلا شك يكون لمن يَرغب بالتخصُّص التاريخيِّ، مع الاستعانة بمؤرِّخينَ مُتخصِّصينَ مهرة، يَسيرون به سيرَ العارفِ البصير؛ كي لا يقع في ظُلمات التحريفِ والدس، وتكونُ مجالسُهم بمكتبةٍ تاريخيةٍ واسعةٍ شاملة، يستطيعون مِن خلالها البحثَ الواسع، والاطلاعَ على المناهج والتيارات التي كُتب التاريخُ أحيانًا مِن خلالها، وبعدَ ذلك يخرجون ـ بمَعونة الله وتوفيقه ـ بنتائجَ يَنتفع بها أبناؤُنا، أو نردُّ بها على أعدئنا، ونبني بها حضارتَنا ...

 

وأما أنْ نجدَ مَن ينبش الكتبَ والمراجع؛ ليُخرج أسوأ ما في التاريخ - فضلًا عن صحته أو عدمِ صحَّتِه - لعامةِ الناشئة، بل على مسامع ومرآى غير أبناءِ مِلِّتنا، فهذا زيادةٌ بالضياع، وتشويهٌ متعمَّدٌ لتاريخنا العظيم، ولكنْ بدعوى البحثِ والانفتاح تارة، ودعوى عدمِ الانغلاق والانصافِ تارةً أُخرى

 

فيا شبابَ الأُمةِ الحذرَ الحذرَ ممن يَعمل على ضياعِكم، أو يُقزِّمُ تاريخَكم ...

فقد كان تحريفُ تاريخنا وتزويرُه مِن عمل الصليبيين، ثم القوميين، ثم صار - مع الأسف - مِن أتباعهما، أو مِن المغفَّلين !

ومَن أراد الاستزادةَ فليرجعْ للمقدمة التي كتبتها لكتاب (قلائد العقيان)، فلعله يجد فيه ما ينفعه

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply