الحزن في القرآن


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

كل معنى يجيء ذكره في القرآن له قدر عظيم، وإذا كثر ذكره في القرآن ازدادت أهميته، ولفت نظر المسلم إلى التدبر في سبب عناية القرآن به.

ومن اللافت كثرة الآيات القرآنية التي تنهى النبي عن الحزن، أو تبين حاله معه:

1-    وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (النحل:70).

2-    وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (النحل:127).

3-    وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (الحجر:88).

4-    لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (الشعراء:3).

5-    فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ (الكهف:6).

6-    قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ (الأنعام:33).

7-    وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ (النحل:103).

8-    فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (يس:76).

9-    وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (يونس:65).

10-     وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ (آل عمران:176).

11-     لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا (المائدة:41).

12-     وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ (لقمان:23).

فهذه آيات كثيرة تستوجب التأمل طويلًا في هذا المعنى، وتدبر الحكمة من عناية الخطاب القرآني بالنهي عن هذا الحزن، ويمكن أن يستلهم منه منهجًا لكل داعية إلى الخير.

فالحزن أمر طبيعي لمن فقد عزيزًا على نفسه، ومن يعظم حرمات الله فمن الطبيعي أن يحزن حين يرى تفريطًا في هذه الحدود، وسيتحسر على انحراف بعض الشباب والفتيات، وهو مثاب على هذا الحزن، لأنه من الأذى الذي يكفر الله به السيئات، فكيف إذا كان أثرًا لطاعة.

لكن هذا الحزن ليس مقصدًا للشارع ولا محبوبًا له، فلا ينبغي استدعاؤه ولا البحث عن مثيراته، بل ينبغي البحث عما يزيله، فالحزن مادة سلبية مؤذية، لا مصلحة شرعية فيها، وإنما تضعف العزيمة وتكسر الهمة، وتعطل عن الأعمال الصالحة، بل قد تكون سببًا للضلال والانحراف.

وتجنب الحزن هو دعوة إلى الجانب الإيجابي النافع، إلى الدعوة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذكر والطاعة والإحسان والتعاون على الخير وبذل المعروف وإغاثة الملهوف وكل عمل صالح.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply