‏النقد وضرورة الإثراء المعرفي


 ‏ بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

‏في مجال الكتابة العلمية أو الأدبي، يكون النقد الجاد والصادق الذي يُظهر أحيانًا أوجه القصور في الكتابة وطريقة التناول، مما يؤلم ويحزن بطبيعة الحال لأول وهلة. ولا يُمكن للنفس البشرية أن تتعالى على تلك الحقيقة، فالمدح تحبه وتطلبه بطبيعتها، والنقد تكره وترفضه، هذا هو الأصل في النفوس.

‏فإذا ما تعمقت تلك النفس في تأملها، وأمعنت النظر في مآلها، وربما وهي تصارع نفسها بين تقبل العبارات القوية والشديدة التي يحتويها ذلك النقد، وبين الاستفادة من النقد الوجيه، فإنَّها لا شك ستقوم راشدة بإغماض عينيها عن الشدة والقسوة، وفتحهما على جودة التصويب والنقد الوجيه الموجه إليها.

‏حينها، سترى من بين الكلمات الحادة والقاسية، كلمات صادقة وهادفة، ربما أخطأت الطريق أو الوسيلة المناسبة لتصل إلى صاحبها، وهي في الحقيقة إنما تريد النصح والتوجيه، أو على أقل درجة تريد التصحيح والتقويم، وفي النهاية ستكون المعلومة الحقيقية الموثقة هي الرابحة من وجهات النظر الناقدة.

 

‏بل أحيانًا وجهات النظر الناقدة، التي بذلت وقتًا في الكتابة، تُقدم حقائق ثمينة من تقويم الأخطاء والمعلومات النادرة، التي ربما مكث الشخص زمنًا في طلبها! والنقد الجيد، وإن خانته بعض العبارات، ثمين القدر عظيم الفائدة، إذا استخلصت منه الفوائد لنفسك، وأهملت المقدار الزائد الذي قد يكون جارحًا وقاسيًا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply