تلخيص كتاب تعظيم الفُتيا لابن الجوزي


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذا تلخيص لكتاب (تعظيم الفُتيا)

للإمام أبو الفرج ابن الجوزي -رضي الله عنه- مع بعض النقول المتفرقة منه، سائلا الله تعالى أن ينفع به:

• قال أبو الفرج ابن الجوزي:

=قد كان عُلماء السلف لا ينصبون أنفسهم للفتوى إلا بعد استكمال شروطها، فكانوا يحفظون القرآن، ويعرفون ناسخه من منسوخه، ومحكمه من مُتشابهه، وخاصّه من عامّه، ويُوغلون في علومه ويحفظون اللغة العربية والأحاديث المروية، وينظرون في عدالة نقلتها؛ فيميزون صحيحها من سقيمها، وناسخها من منسوخها، ويوغلون في علوم لا تلزم لخوف أن تتعلق بما يلزم.

 

=وقد كان علماء السلف رضي الله عنهم مع أنهم قد جمعوا العلوم المشروطة في الفتيا، يمتنعون تورعا.

 

=وقد كان لعلماء السلف رضي الله عنهم لشدّة ورعهم إذا سئلوا عن الشيء يقولون:

أوقع هذا؟ فإن لم يكن وقع، قالوا: دعونا حتى يقع.

 

= وكانوا رضي الله عنهم يكثرون من قول: لا أدري.

 

= وقد كان في السلف قدس الله أرواحهم من إذا عرف أنه قد أخطأ لم يستقر حتى يُظهر خطأه ويُعلم من أفتاه بذلك.

 

= وما زالت الهمم تتقاصر، وآل الأمر إلى خلف هم بئس الخلفُ، فمات العلم.

 

= وينبغي للمستفتي أن يتحرى بفتواه أهل الدين.

 

= وقد جاء الوعيد الشديد لمن يفتي وليس من أهل الفتوى.

 

= فليسمع هذه النصيحة من يخافُ دينه، ويعرض عن طلب الرئاسة في غير وقتها.

-هذه رؤوس أفكار الكتاب ومسائله

 

• والآن ننتقي من الرسالة شيء من الأخبار التي جاءت في هذه المعاني: -

·       قيل للإمام أحمد رحمه الله: إن معروفا قليلُ العلم، فقال: (وهل يُراد العلم إلا ما وصل إليه معروف).

·       عن القاسم قال: لأن يعيش الرجل جاهلا خَيْرٌ له من أن يُفتي بما لا يعلم.

·       سمع مالك بن أنس يقول: ما أفتيتُ حتى شهد لي سبعُون أنّي أهل لذلك.

·       قيل لأبي عبدالله أحمد بن حَنْبَل رحمه الله: كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي؟ يكفيه مئة ألف؟ قال لا. قيل: مئتا ألف؟ قال: لا، قيل: ثلاث مئة ألف؟ قال: لا، قيل: أربع مئة ألف؟ قال: لا. قيل خمس مئة ألف؟ قال: أرجو.

·       عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: أدركت مئة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسألُ أحدهم عن المسألة، فيَرُدُّ هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا؛ حتى ترجع إلى الأول.

·       عن عطاء بن السائب، قال: أدركت أقواما إن كان أحدهم ليُسأل الشيء فيتكلم وإنه ليُرعَدُ.

·       قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

·       وابردها على الكبد! إذا سُئل أحدكم عن ما لا يعلم، أن يقول: لا أعلم.

·       قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: كان أبي يُستفتى فيكثر أن يقول: لا أدري.

·       نختم ببكائية ربيعة رضي الله عنه:

دخل رجل على ربيعة وهو يبكي، فقال: ما يُبكيك وارتاع لبكائه، وقال له: أدخلت عليك مُصيبةٌ، فقال: لا، ولكن اُستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمرٌ عظيم.

قلت-ابن الجوزي-: هذا قول ربيعة والتابعون متوافرون، فكيف لو عاين زماننا هذا؟

وإنما يتجرأ على الفتوى من ليس بعالمٍ لقلّة دينه.

• تم المُراد، والحمدُلله على التمام.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply