رجال المجد


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

عزم السلطانُ سليمانُ القانونيُّ في شيخوخته عامَ: 973هـ على الخروج لفتح مدينة سِكِتْوار، التي صارت قلعةً للقراصنة وقطعاعِ الطُّرق، وفيها سجنٌ مروِّعٌ لتعذيب المسليمن وغيرِهم ممن يُحاربون الظلمَ والطُّغيان.

علم أطباءُ السلطان بذلك، فأَجمعوا أمرَهم على نهي السلطان وثَنْيهِ عن الخروج؛ بسبب المرض الشديد الذي كان به، ولكنه أصرَّ على الخروج وقال لهم: «أُريد أنْ أموتَ غازيًا في سبيل الله»

خَرج السلطان كعادة أجداده على رأس الجيش، وبقي محاصرًا لقلعة سِكِتْوار أكثرَ مِن أربعةِ أشهر.

وبعدَ جولةٍ قام بها السلطانُ على الجند لتفقُّدِ الصُّفوف الأُولى اشتدَّ به المرض، وطرحه على الفراش.

وفي هذه الأثناء سقطت الحصونُ الخارجية للقلعة فقال السلطان: «طاب الموتُ الآن»

وبعدَ ذلك توفي رحمه الله تعالى، فأَخفى الصدرُ الأعظم خبرَ وفاته، ولم يُخبِر الجندَ خوفًا مِن ضعفهم أو تقهقُرِهم، ودَفنوا أعضاءَ السلطانِ الباطنيةَ تحتَ خيمتِه بمكان رِباطه، والجندُ تظنُّ أنَّ السلطانَ بينَهم ومعهم في الرباط والجهاد، وبعدَ وفاة السلطان بمدَّةٍ وَجيزةٍ فُتحت القلعة، وتمَّ تحريرُ عُمقِ أُوربا مِن استعباد البشر للبشر، ورُفع الأذانُ بتوحيد ربِّ البشر ...

وبنوا فيها المساجدَ والمدارسَ والمدارس، ولا تزال أبنيتُها إلى زماننا شاهدةً على حضارتهم ورِعايتهم للعلم وأهله.

مدينة سِكِتْوار: تقع الآنَ جنوبَ هنغاريا، واسمُها بالأحرف اللاتينية: (Zigetvar).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

المصادر:

- «نزهة الناظرين» لمرعي الكرمي الحنبلي ص256

- «تاريخ الدولة العثمانية» لأُوزتونا: 353/1

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply