المرأة القدوة أم سلمة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إذا أردنا أن نذكر نموذجا للمرأة القدوة، وجب علينا ذكر أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أمية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل الله؛ فقد تركت كل شيء مهاجرةً لله ولرسوله.

أوذيت هي وزوجها وأولادها في سبيل الله مرارا، فلم يزدها هذا البلاء إلا يقينا، فقد ضربت نموذجا للمرأة المستقوية بربها على كيد أعدائها.

فقدت زوجها ورفيق دربها فلم تجزع بل استرجعت مصيبتها موقنةً أن الله سيعوضها خيرا، مصداقا لما سمعته من الوحي المنزل، إلا إنها لم تدرك كيف سيكون العوض، غير أن الله قد عوضها بأكمل الرجال: محمد صلى الله عليه وسلم، وكان هذا عوضا عن كل خير فقدته.

 

كانت أمنا أم سلمة سببا لنزول آيات تتلى، فقد حباها الله بعقل راجع ونفس طيبة تبحث عن الحق، فعن مجاهد، كما جاء في التفسير، قال: قالت أمُّ سلمة: يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث. فنزلت: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}، ونزلت: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...}

 

ومن دلائل ذكائها في مراعاتها وسدادها وموافقة رأيها الصواب، موقفها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، حيث أشارت عليه في الرأي، فكما قال ابن حجر في الإصابة: "وإشارتها على النبي يوم الحديبية تدلُّ على وفور عقلها وصواب رأيها."

رضي الله عن أم المؤمنين هند أم سلمة، الحرة الصادقة المخلصة العفيفة الصابرة الحكيمة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply