في حضارة السفهاء


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

ضلَّتْ بهــم في الحلِّ والترحالِ



 

 رغـم الرقيِّ حضارةُ الأنذالِ

كان الرقيُّ لهـا بعلمٍ ساقه

 

 ربُّ الورى للناسِ في الأجيالِ

والعلمُ إنْ لــم تكتنفْهُ عقيدةٌ

 

 غرَّاءُ ربَّانيَّةُ الأقوالِ

يهوي بأوحـالِ السفاسف شأنها

 

 فتهافتت في ورطةٍ وضلالِ

فذكاؤُهـا بات احتيالا بارعًـا

 

 لـم يَعْدُ صوتَ الإثـمِ في الخلخالِ

ورأتْ إذا شاعَ انحلالٌ منتنٌ

 

 حـريَّةً فَجَرَتْ وسوءَ خصالِ

أمَّـا الرذائلُ والمجون فهاهمـا

 

 فَنٌّ لكلِّ معربــدٍ محتالِ

وهي المهازلُ في حضارتهم فقل

 

 ماشئتَه عن سيئ الأحوالِ

حُكْمُ الحديدِ ولـم تجدْهُ لرحمةٍ

 

 تُرجَى لأهـلِ الأرضِ أو إفضالِ

وهي القُوى ما استكبرتْ إلا على

 

 حـالِ الضَّعيفِ ومرتدي الأسمالِ

قُبحُ المقالِ وخسَّةُ العملِ الذي

 

 إذ يزجيان من السَّفيه القالي

من نسجِ مغزلِ كِبرِهم وعُتُوِّهـم

 

 وهـو الجنى لرعونة البُذَّالِ !

لـن تستقيمَ حياتُهم مهما ارتدوا

 

 من زخرفٍ أو أكثروا من مـالِ !

فهُمُ الذين عَنَتْهُمُ الويلاتُ في

 

 دنيـا الفَنَـا للعاصفِ القتَّـالِ

واعلم فلم يغررْكَ مافي زهوِهـم

 

 من بهرجٍ في الفنِّ والأشكالِ

هـم ضيَّعوا قيمَ الحقيقةِ لـم تكنْ

 

 إذ أبدلوا وسخَ الهوى بالغالي !

والناسُ مـا اقتنعوا بما جاءت بـه

 

 هذي الحضارةُ من رقيٍّ بـالِ !

لايأنسون إلى أثيمٍ مفترٍ

 

 يهذي هناك ولا إلى دجَّـالِ

زعمـاءُ نهجِ الكفرِ قد عاشوا على

 

 ماقاله إبليسُ للميَّـالِ

فتمردوا وأبوا شريعةَ ربِّهم

 

 ومشوا مع العاصي بسوءِ خصالِ

هـم أسوأُ الناسِ الذين يقودُهم

 

 رأيُ اللعينِ وفـازَ بالصَّلصالِ

الكِبرُ والحسدُ القبيحُ وما حوى

 

 زيفُ الهوى من حيرةٍ وهزالِ

ومن الفضائحِ والرزايا والأسى

 

 هي حـالُ أهـلِ الهونش والإذلالِ

لن يدركوا الفردوسَ كان مآلهم

 

 لو أسلموا للهِ ذي الإفضالِ

لكنْ أماتوا هِمَّــةً لَهُمُ وقـد

 

 أعطى الإلـهُ ولـم تكنْ للقالي

عاشوا فأشقوا غيرَهم بفسادِهم

 

 بئس الفسوقُ يجرُ للأنكالِ

وهي الإعاقةُ لـم تكن ياصاحِ في

 

 أجسادهم ، فاللحمُ للرئبالِ !

لكنها كانت تؤزُّ قلوبَهم

 

 من يمنةٍ بيدِ الهوى وشمالِ

والشأنُ شأنُ البعثِ من أجداثهم

 

 والويلُ للباغي من الأقيالِ

فاليوم يوم الفصلِ والدنيا مضتْ

 

 والحكم حكم البارئِ المتعالي

قـد جاءت النُّذُرُ العديدةُ للورى

 

 والأنبياءُ بكلِّ سِفرٍ حــالِ

وهـو القريبُ فليس من منجى لهم

 

 والسُّوءُ يومً السَّوقِ بالأغلالِ

وجهنَّمُ الوعـدِ المبينِ لِمَـنْ طغى

 

 مافيه من عذرٍ ولا  إهمــالِ

هيهات يفلتُ ظالمٌ أو مجرمٌ

 

 عاشَ الحياةَ بسيِّئِ الأعمـالِ

هذا مصيرُ الظالمين ، ونافذٌ

 

 بقضاءِ ربِّ العرشِ ذي الإجلالِ

لن تنفعَ الضحكاتُ في الدنيا إذا

 

 ما قـد خلوا في صورة الأبطالِ

زعماءُ قد ملكوا القُوى فاستأسدوا

 

 وأتوا بما مـا لم يكن بالبالِ

قتلوا الشعوبَ ودمَّروا دورًا لهم

 

 ورموهُـمُ للضَّنكِ  والإهمـالِ

للبرد في فصل الشتاءِ وللظى




 

 في الصيفِ بئس حضارةُ الأرذالِ

بئستْ قياداتُ الضَّلالةِ أمعنتْ

 

 في غيِّهـا الأعمى بلا استدلالِ

ونسوا بأنَّ الملكَ للــهِ الذي

 

 جعـلَ المآلَ نهاية الآجالِ

لاتحسبَنَّ اللهَ يغفلُ عن يــدٍ

 

 رمتِ الشعوبَ لذئبِها الصَّوَّالِ

أو صفَّدَتْ أهـلَ المآثرِ والهدى

 

 في ظلمةِ التعذيبِ والأهـوالِ

فلكلِّ طاغوتٍ بغى أجــلٌ لـه

 

 فاصبرْ لمدتـه بلا استعجـالِ

فاللهُ جـلَّ جلالُـه هـو حصنُ مَن

 

 لبَّـى نـداءَ شريعةِ الفعَّـالِ

واصبرْ رعاك اللهُ وانتظرَنْ غــدًا

 

 تأتي بشائرُه بلا إشكالِ

ميدانُنا الصَّبرُ الجميلُ ففيه مـا

 

 يحيى القلوبَ بسورةِ الأنفالِ

ولدى مرابضنا سهامٌ لـم تزل

 

 تجتاحُ ما للظلمِ من أرتالِ

وسيعلمون إذا رياحُ إبائنا

 

 هبَّتْ وهبَّ الثأرُ في الأجيالِ

مـاذا تكون نهايةُ العهدِ الذي


 

 

 قــد باءِ بالخسرانِ والإعــوالِ

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply