أبو هريرة راوية الإسلام


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن إن أعداء الإسلام قد أعلنوا حرباً لا هوادة فيها علي رموز الإسلام، فطعنوا في راوية الإسلام، أبى هريرة, رضي الله عنه, حيث سخروا من بعض مروياته, وجعله بعضهم من الكذابين الذين يضعون الحديث على رسول الله .

إن الطعن في أبي هريرة, هو في الحقيقة طعنٌ في الإسلام جملةً وتفضيلاً، وهدمٌ للدين كله.لذا كان من الواجب علينا الدفاع عن راوية الإسلام ،فنقول وبالله تعالى التوفيق :

اسم أبي هريرة رضي الله عنه:

هو الإمام الفقيه المجتهد، سيد الحفاظ الأثبات، عبد الرحمن بن صخر الدَّوْسِي اليماني صاحب رسول الله .

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 578)

كنيته :أبو هريرة رضي الله عنه.

روى الترمذيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ :لِمَ كُنِّيتَ أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ: أَمَا تَفْرَقُ مِنِّي (تخاف) قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأَهَابُكَ. قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي وَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ فِي شَجَرَةٍ فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا مَعِي فَلَعِبْتُ بِهَا فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ .(حديث حسن)(صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 3016)

إسلام أبي هريرة رضي الله عنه:

أسلم أبو هريرة في اليمن على يد الطُفَيْلِ بن عمرو الدوسي،ثم هاجر إلى المدينة،وقَدِمَ على النبي في شهر صفر من العام السابع بعد عودته من غزوة خيبر،وكان عمره نحوا من ثلاثين عاما. وصحب أبو هريرة النبي أربع سنوات ، فلزم رسول الله ولم يفارقه إلا حين بعثه النبي   مع العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، ووصاه به، فجعله العلاء مؤذناً بين يديه.

روى عبدُ الرزاق عن أبي هريرة قال: جئت يوم خيبر بعدما فرغوا من القتال.

 (البداية والنهاية لابن كثير جـ 8صـ 107)

إسلام والدة أبي هريرة رضي الله عنه:

روى مسلمٌ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قَالَ فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي. (مسلم حديث 2491)

أولاد أبي هريرة رضي الله عنه:

كان لأبي هريرة أربع من الأبناء: ثلاثة من الذكور وهم: المحرَر وعبد الرحمن وبلال، وبنت واحدة تزوجها سعيد بن المسيب، إمام التابعين

أبو هريرة رضي الله عنه وأهل الصفة:

الصفة: مكان في مؤخرة مسجد النبي كان يأوي إليه الفقراء ومن لا سكن لهم،وكان أبو هريرة أشهر من سكن الصفة،وكان عددهم سبعون، واستوطنها طول حياة النبي ، ولم ينتقل عنها، وكان عريف أهل الصفة. كان النبي إذا أراد أن يجمع أهل الصفة لطعام حضره طلب من أبي هريرة أن يدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم.

(حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 1صـ 377:376)

صبر أبي هريرة رضي الله عنه على الجوع :

روى البخاريُّ عَنْ مُحَمَّدٍ بن سيرين قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ مِنْ كَتَّانٍ فَتَمَخَّطَ فَقَالَ بَخْ بَخْ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي لَأَخِرُّ فِيمَا بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ مَغْشِيًّا عَلَيَّ فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَضَعْ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِي وَيُرَى أَنِّي مَجْنُونٌ وَمَا بِي مِنْ جُنُونٍ مَا بي إِلَّا الْجُوعُ. (البخاري حديث7324)

روى البخاريُّ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ واللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ قَالَ: أَبَا هِرٍّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خُذْ فَأَعْطِهِمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ اشْرَبْ فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ. (البخاري حديث6452)

اعتراف أبي هريرة رضي الله عنه بنعمة الله عليه :

(1) روى البخاري (في الأدب المفرد) عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى دَوَابٍّ فَنَزَلُوا. قَالَ حُمَيْدٌ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اذْهَبْ إِلَى أُمِّي وَقُلْ لها إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَيَقُولُ أَطْعِمِينَا شَيْئًا قَالَ فَوَضَعَتْ ثَلَاثَةَ أَقْرَاصٍ مِنْ شَعِيرٍ وَشَيْئًا مِنْ زَيْتٍ وَمِلْحٍ فِي صَحْفَةٍ فوَضَعَتْهَا عَلَى رَأْسِي فحَمَلْتُهَا إِلَيْهِمْ فَلَمَّا وَضَعْتُهَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنْ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ الْمَاءَ وَالتَّمْرَ فَلَمْ يُصِبْ الْقَوْمُ مِنْ الطَّعَامِ شَيْئًا. فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْسِنْ إِلَى غَنَمِكَ وَامْسَحْ الرُّغَامَ (مخاط رقيق يخرج من أنوف الغنم) عَنْهَا وَأَطِبْ مُرَاحَهَا (المكان الذي تأوي إليه) وَصَلِّ فِي نَاحِيَتِهَا فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الثُّلَّةُ (جماعة) مِنْ الْغَنَمِ أَحَبَّ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ دَارِ مَرْوَانَ.

(إسناده صحيح )( صحيح الأدب المفرد للألباني صـ 214 حديث 445)

(2)قال أبو هريرة: نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيراً لبسرة بنت غزوان (أخت عتبة بن غزوان الصحابي )بطعام بطني وعٌقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركبوا وأخدم إذا نزلوا، فزوجنيها اللهُ عز وجلَّ فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة أماما

(صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 1صـ 686)

عبادة أبي هريرة رضي الله عنه:

(1) قال أبو هريرة: إني أجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءٌ لقراءة القرآن، وجزءٌ أنام فيه، وجزءٌ أتذكر فيه حديث رسول الله . (البداية والنهاية لابن كثير جـ 8صـ 113)

(2) قال عثمان النهدي.: كان أبو هريرة يقوم ثلث الليل.

وامرأته ثلثه، وابنته ثلثه، يقوم هذا ثم يوقظ هذا، ثم يوقظ هذا هذا. (البداية والنهاية لابن كثير جـ 8صـ 113)

(3)قال عكرمة: كان أبو هريرة يسبح كل ليلة ثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبح على قدر ديتي.

(البداية والنهاية لابن كثير جـ 8صـ 113)

عفو أبي هريرة رضي الله عنه:

(1) روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ.قَالَ وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَايَعْتُهُ فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ فَقُلْتُ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْتَقْتُهُ.  (البخاري حديث 2531)

(2) قال أبو المتوكل كانت لأبي هريرة جارية قد غمتهم بعملها فرفع عليها السوط يوما فقال لولا القصاص لأغشيك به ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل.

(حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 1صـ 384)

جهاد أبي هريرة رضي الله عنه:

شهد أبو هريرة مع رسول الله، بعد خيبر، جميع غزواته.وكان النبي ينتدبه في بعض بعوثه.

روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ فَقَالَ إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا.(البخاري حديث 3016)

 وبعد وفاة رسول الله شارك أبو هريرة في حروب الردة مع أبي بكر الصديق.

بركات دعاء الرسول لأبي هريرة :

(1) حفظ أبي هريرة رضي الله عنه للحديث :

روى الشيخانِ عَنْ الْأَعْرَجِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمْ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ثُمَّ يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ .

( البخاري حديث 7354 / مسلم حديث 2492 )

(2) مزود أبي هريرة رضي الله عنه :

روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمَرَاتٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَضَمَّهُنَّ ثُمَّ دَعَا لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَقَالَ خُذْهُنَّ وَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدِكَ ،كُلَّمَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَدْخِلْ فِيهِ يَدَكَ فَخُذْهُ وَلَا تَنْثُرْهُ نَثْرًا فَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا مِنْ وَسْقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُنَّا نَأْكُلُ مِنْهُ وَنُطْعِمُ وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حِقْوِي حَتَّى كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنَّهُ انْقَطَعَ.

(حديث حسن)(صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 3015)
 

علم أبي هريرة رضي الله عنه:

روى أبو هريرة عن النبي خمسة آلاف وثلاث مئة وأربعة وسبعين حديثا.المتفق في البخاري ومسلم منها ثلاث مئة وستة وعشرون.وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثا، ومسلم بثمانية وتسعين حديثا. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 632)

قوة حفظ أبي هريرة رضي الله عنه :

قال عمرو بن عبيد الأنصاري: حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان: أن مروان أرسل إلى أبي هريرة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأس الحول، دعا به، فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقض، ولا قدم ولا أخر. (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 598)

حرص أبي هريرة رضي الله عنه على طلب العلم:

روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ. (البخاري حديث 99)

روى البخاريُّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ:مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ.  (البخاري حديث 113)

حرص أبي هريرة رضي الله عنه على نشر العلم:

(1) قال محمد بن سيرين :كان أبو هريرة يقوم كل خميس فيحدثهم.

(الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي صـ 112)

(2) روى الحاكمُ عن محمد بن سيرين قال: رأيت أبي هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائما و يقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله الصادق المصدوق فلا يزال يحدث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس.

(مستدرك الحاكم جـ 3صـ 585)

(3) روى مسلمٌ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ:كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْمَسْجِدِ يَمْشِي فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(مسلم حديث 655)

(4) كان أبو هريرة يعقد مجالس العلم ويسمح لبعض طلابه بالكتابة عنه،فقد كتب عنه تلميذه همام بن منبه ( 40هـ ـ 131 هـ) مائة وثماني وثلاثين حديثاً .وقد جمعها همام في صحيفة سماها الصحيحة.ورواها عن همام تلميذه مَعْمر بن راشد، ورواها عن معمر تلميذه عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليمني.وقد نقلها كاملة الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.ونقل البخاريُّ عدداً كثيراً من أحاديثها في صحيحه،في أبواب شتى.(تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني جـ 9صـ 67)

(5) كان أبو هريرة يدعو الناس على طلب العلم بالحكمة والموعظة الحسنة.

   روى الطبرانيُّ عن أبي هريرة ، أنه مر بسوق المدينة ، فوقـف عليهــا، فقال : « يا أهل السوق ، ما أعجزكم » قالوا : وما ذاك يا أبا هريرة ؟ قال : « ذاك ميراث رسول الله يُقَسَم ، وأنتم هاهنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه » قالوا : وأين هو ؟ قال: « في المسجد» فخرجوا سراعاً إلى المسجد ، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا ، فقال لهم : « ما لكم ؟ »قالوا : يا أبا هريرة فقد أتينا المسجد ، فدخلنا ، فلم نر فيه شيئا يقسم . فقال لهم أبو هريرة: أما رأيتم في المسجد أحداً ؟ قالوا: بلى، رأينا قوماً يصلون، وقوماً يقرءون القرآن، وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام. فقال لهم أبو هريرة: ويحكم، فذاك ميراث محمد .

(الطبراني في معجمه الأوسط جـ2صـ114)

بر أبي هريرة رضي الله عنه بأمه:

(1) روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) ركب أبو مُرَّة مولى أم هانئ بنت أبي طالب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته: عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمتاه ، تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يقول: رحمكِ اللهُ، ربيتني صغيرا ، فتقول: يا بني ، وأنتَ فجزاك الله خيراً ورضي عنك كما بررتني كبيرا. (إسناده حسن)  (صحيح الأدب المفرد للألباني صـ 37 حديث 11 )

(2) روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عن محمد بن سيرين: كنا عند أبى هريرة ليلة فقال: اللهم اغفر لأبى هريرة ولأمي ولمن استغفر لهما. قال محمد: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبى هريرة. (إسناده صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني صـ 45 حديث 28)

إمارة أبي هريرة رضي الله عنه:

 روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ سِيرِين: أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى البَحْرَيْنِ، فَقَدِمَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْتَأْثَرْتَ بِهَذِهِ الأَمْوَالِ يَا عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّ كِتَابِهِ.

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: لَسْتُ بَعَدُوِّ اللهِ وَعَدُوِّ كِتَابِهِ، وَلَكِنِّي عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمَا.

قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قُلْتُ: خَيْلٌ نُتِجَتْ، وَغَلَّةُ رَقِيْقٍ لِي، وَأُعْطِيَةٌ تَتَابَعَتْ.

فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوْهُ كَمَا قَالَ.فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، دَعَاهُ عُمَرُ لِيُوَلِّيَهُ، فَأَبَى.فَقَالَ: تَكْرَهُ العَمَلَ، وَقَدْ طَلَبَ العَمَلَ مَنْ كَانَ خَيْراً مِنْكَ يُوْسُفُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.فَقَالَ: يُوْسُفُ نَبِيٌّ ابْنُ نَبِيٍّ ابْنِ نَبِيٍّ، وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بنُ أَمَيْمَةَ، وَأَخْشَى ثَلاَثاً وَاثْنَتَيْنِ.قَالَ: فَهَلاَّ قُلْتَ خَمْساً؟ قَالَ: أَخْشَى أَنْ أَقُوْلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَأَقْضِيَ بِغَيْرِ حِلْمٍ، وَأَنْ يُضْرَبَ ظَهْرِي، وَيُنْتَزَعَ مَالِي، وَيُشْتَمَ عِرْضِي .

(مصنف عبد الرزاق جـ 11 صـ 323 رقم 20659)

أقوال سلفنا الصالح في أبي هريرة رضي الله عنه :

(1) عبد الله بن عمر بن الخطاب

روى الترمذيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَنَا لِحَدِيثِهِ.

(حديث صحيح)(صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 3013)

وقيل لابن عمر: هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا ؟ فقال: لا، ولكنه اجترأ، وجبنا .

(سير أعلام النبلاء جـ2 صـ608)

وقال ابنُ عمر: أبو هريرة خيرٌ مني وأعلم بما يحدث .

(الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ 4صـ 205)

(2) قال أُبي بن كعب: كان أبو هريرة جريئاً على النبي ، يسأله عن أشياء لا نسأله عنها .

(سير أعلام النبلاء جـ2 صـ629)

(3) زيد بن ثابت: قال محمد بن قيس بن مخرمة: أتى رجلٌ زيد بن ثابت، فسأله عن شيء، فقال: عليك بأبي هريرة.

(سير أعلام النبلاء جـ2 صـ616)

(4) قال أبو صالح السمان: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمد .        (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 1صـ 36:35)

(5) قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.( الإصابة لابن حجر العسقلاني جـ 4صـ 203)

(6) قال البخاريُّ: روى عن أبي هريرة نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيرهم.

(أُسد الغابة لابن الأثير جـ 5صـ 324)

(7)قال الذهبي: أبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه بحروفه.

(سير أعلام النبلاء جـ 2صـ 619)

وقال أيضاً: كان أبو هريرة وثيق الحفظ، ما علمنا أنه أخطأ في حديث. (سير أعلام النبلاء جـ 2صـ 621)

وقال أيضاً:كان أبو هريرة رأس في القرآن، وفي السنة، وفي الفقه. (سير أعلام النبلاء جـ 2صـ 627)

(8)قال ابن كثير: كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم.

(البداية والنهاية لابن كثير جـ 8صـ 113)

حية تدافع عن أبي هريرة رضي الله عنه :

قال الفيروزآبادي: سمعت القاضي أبا الطيب يقول: كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة ; فطالب بالدليل، حتى استدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها.فقال وكان حنفيا: أبو هريرة غير مقبول الحديث.فما استتم كلامه، حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها، وهي تتبعه.

فقيل له: تب، تب.فقال: تبت.فغابت الحية، فلم ير لها أثر. قال الذهبي:إسنادها هذه الرواية أئمة.

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 619:618)

المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يجمع ويحبس اللبن في ضرعها، ثم تباع، فيظنها المشتري كثيرة اللبن، فيزيد في ثمنها.

الرد على من يطعنون في أبي هريرة رضي الله عنه:

قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (المولود عام 223والمتوفى عام 311هـ) :

إنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم فلا يفهمون معاني الأخبار.

(1) إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم الذي هو كفر فيشتمون أبا هريرة و يرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه تمويها على الرعاء و السفل أن أخباره لا تثبت بها الحجة.

(2) و إما خارجي يرى السيف على أمة محمد و لا يرى طاعة خليفة ولا إمام إذا سمع أخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي خلاف مذهبهم الذي هو ضلال لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة و برهان كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة.

(3) أو قدري اعتزل الإسلام وأهله و كفَّر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي في إثبات القدر لم يجد بحجة تؤيد صحة مقالته التي هي كفر و شرك كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها

 (4) أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه و اختاره تقليدا بلا حجة و لا برهان وتكلم في أبي هريرة و دفع أخباره التي تخالف مذهبه و يحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه و قد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخباراً لم يفهموا معناها. (مستدرك الحاكم جـ 3 صـ 513)

وفاة أبي هريرة رضي الله عنه :

 قال سالم بن بشر: بكى أبو هريرة في مرضه فقيل له ما يبكيك فقال أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا أدري أيهما يؤخذ بي .

(حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 1صـ 384)

دخل مروان بن الحكم على أبي هريرة في شكواه، فقال: شفاك الله يا أبا هريرة.فقال: اللهم، إني أحب لقاءك، فأحب لقائي.

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 625)

 مات أبو هريرة وصلى عليه الجنازة الأمير الوليد بن عتبة بعد العصر، وشَيَّعَه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري، ودفن بالبقيع،وذلك في عام تسع وخمسين من هجرة نبينا ، وكان عمر أبي هريرة ثمان وسبعون سنة.

(سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 2 صـ 627)

رَحِمَ اللهُ أبا هريرة رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء. ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة،بحبنا له، وإن لم نعمل بمثل عمله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply