عشرٌ في العشر


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1-هذه أيام تستقبل بإفراغ القلب أكثر من إفراغ الوقت؛ وهذا مقصود الاعتكاف الأول، فما علمتَ أنه يشغلك عن حسن العبادة فابتعد عنه.

2-ادخل إلى العشر من بوابة الافتقار إليه، وسترى سادات العباد معك، أما أن تدخلها بروح المتحفز المعجب فشعلة تذوي سريعًا؛ استعن بالله، استعن بطاعة الله على طاعة الله.

3-في ظروف كورونا؛ لا أرى بأسًا من اتخاذ مصلى منزلي يعتكف فيه الإنسان قدر استطاعته، وأقله يوم وليلة، وإن لم يستطع فلينوِ ولو وقت مكثه ساعة أو ساعات، وتخريج مسألة الاعتكاف وقت الوباء تحتاج بسطًا، وقيامه بها في المسجد أتمّ لمن استطاع، وأعرف تمامًا أن من يختلف ويشترط المسجدية حتى في ظرف كهذا له حظ من النظر؛ فلا داعي للجدل وسوق الأقاويل.

4- من مقاصد العشر قطع العلائق عن الخلائق؛ فاتخذ لنفسك عبادات تعزز هذا المقصد، كتلاوة القرآن، والدعاء، والذكر، والمكوث في المسجد والمصلى قدر طاقتك.

5- من استقبل العشر بقصور سابق فالفرصة معه، يستطيع الختم مرة أو مرات، والرب كريم، والأعمال بالخواتيم.

6- الموفق من أُعين على درك المقصد ولم تشغله المشتتات؛ فلم يستغرقه خلاف تعيين ليلة القدر عن قيامها، ولا أقل مدة للختم عن إتمام تلاوته، ولا موضوع زكاة الفطر عن تطهير قلبه وبدنه من سموم آثار الخلاف.

7- إياك أن ترتقي في عبادة فتحتقر من تراه بعيدًا عنها، قد ترى من انشغل عن الاجتهاد بأمر يخفى عليك، ربما يكون مشغولًا بعبادة أعظم من عملك، فلا تعجب بنفسك، ولا تغمط الناس؛ فللقلوب رب يعلم تفاصيلها.

8- الاجتهاد تأجيل رغائب النفس؛ قل لنفسك أيام دون أيام حتى يأتي العيد؛ ولقد رأيت أن أفرح الناس بالعيد أصحاب الاجتهاد الذي سبقه؛ فالبهجة الحقة ما كان بعد حرمان وتعب؛ والآخرة خير وأبقى.

9- من عادات السلف ترتيب الدعوات، وتركيز المناجاة؛ اليوم يوم رصد الحاجات، واجمع في دعواتك بين المأثور العام، والاحتياج الخاص.

10- سيأتيك الشيطان ليقول يوم أو يومان تذوق حلاوة الإيمان ثم تفتر، قل له: رأيت أصحاب الحلويات يذيقون الضيف قطعةً إطماعًا في البقية، والرب أكرم منهم وأبرّ، وحاجتي إليه أشد، فيارب: إياك نعبد وإياك نستعين.
                                                         وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply