هدي النبي في الأزمات


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
 يقع كتاب هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في الأزمات لمؤلفه عبد الرحمن على محمد العسكر في ثلاثين صفحة من القطع المتوسط، وهو من نشر دار الناشر المتميز للنشر والتوزيع لعام 1440هـ.

 و يتكون من مقدمة ومدحل، ومحورين وخاتمة، سيتم عرضها على النحو التالي:

المقدمة:

بين المؤلف أن الهدي النبوي الشريف خير ما يُتبع للنجاة من الأزمات، وهذا هو ما دفع المؤلف للكتابة حول المعالم في هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في علاج الأزمات وكيفية التعامل معها.

المدخل:

استهله المؤلف بقول الله تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا » سورة الأحزاب/آية 21 مؤكدا على ضرورة التآسي والاقتداء بهدي وشمائل النبي (صلى الله عليه وسلم) خاصة وقت الشدة، وضرورة الصبر على الشدائد، فالنبي قدوتنا في كل شؤون الحياة:في اليسر والعسر والفرح والحزن، وما أعظم حكمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في إدارة الأزمات.

المحور الأول: أنوع الأزمات التي تمر بالإنسان:

وفيه تناول المؤلف المقصود بالأزمة في اللغة والاصطلاح، فالأزمة في اللغة كما يعرفها ابن منظور في لسان العرب (مادة أزوم:12/16): الشدة والضيق.

وفي الاصطلاح: ذكر المؤلف المفهوم الذي تبناه الدكتور محسن الخضيري في كتابه إدارة الأزمات(طبعة دار النيل، ص 115) حيث يرى أن الأزمة هي: "حالة يواجهها صاحب القرار (في بلد أو مؤسسة أو جماعة أو أسرة..تتعقد فيها الأمور بشكل مفاجئ، فيفقد معها القدرة على السيطرة عليها، أو على نتائجها المستقبلية "

* أنوع الأزمات التي تمر بالإنسان: للأزمات أنواع نذكر منها: أزمة الشخص في نفسه، وأزمة في أسرته، وأزمة في عمله، وأزمة في تعامله مع الناس. ومعظم هذه الأزمات مرت على عهد النبوة، وعاشها بعض الصحابة، وقد عالج النبي (صلى الله عليه وسلم) كل أزمة بما يناسبها.

المحور الثاني: معالم في هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في معالجة الأزمات:

تتمثل هذه المعالم في:

1-حسن التعامل مع الأخبار: من خلال التوثق من الخبر، وعدم إشاعته إذا ما كان فيه ضر للفرد أو الأفراد

2-التأني والتريث في التصرف في الأزمة، وظهر ذلك في معالجة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأزمة حادثة الإفك.

3-بث الأمل في النفوس وتغيير أحوال الناس، وظهر ذلك في قصة الصوت الذي سمعه الناس في المدينة المنورة حيث تحقق بنفسه من الواقعة، وقام بتهدئة الناس لما قابلوه يبحثون عن الصوت بقوله صلى الله عليه وسلم:" لم تراعوا لم تراعوا" رواه البخاري، ثم نقل النبي (صلى الله عليه وسلم) من حالهم التي هم عليها إلى حالة أخرى ؛لينشغلوا عن الأزمة ومسبباتها.

4-التعود على الصبر: ومثال ذلك حث النبي (صلى الله عليه وسلم) للمرأة التي كانت تعاني من الصرع بالصبر.

5-النظر في عواقب الأمور: وقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه للنظر في عواقب الأمور حيث بين للصحابي لقيط بن صبرة عاقبة الطلاق عن طريق الوعظ والنصح في الحديث الذي رواه أبوداود في السنن.

الخاتمة: بين المؤلف فيها أن ما تم عرضه ما هو إلا نماذج من هديه (صلى الله عليه وسلم) في معالجة الأزمات المتنوعة التي عرضت له أو لأصحابه، ما أحوجنا أن نتأسى بها.
                                                          وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply