التضرع إلى الله


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولنعلم أن الله عز وجل حكيمٌ في أفعاله، رحيمٌ بعباده، يبتليهم بالبأساء والضراء، وإنَّ مما شَرَعَه اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الدعاءَ والتضرعَ إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والتوبةَ والاستغفارَ والإنابةَ إلي ، فنحنُ في هذه الأيام أحوجُ ما نكونُ إليها، وإنْ كُنا مُحتاجين إليها في كل وقتٍ وفي كل حين؛ (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). الأعراف (55)، وبالتَّضرُّعِ يرفعُ الله -سبحانه وتعالى- البلاءَ النازل؛ يقول -عز وجل-: (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ..) الأنعام (64) وإنَّ من أصول التوحيد أنْ تتعلقَ القلوبُ بخالقها في وقتِ الشِّدةِ والرخاء، والخوفِ والأمنِ، والمرضِ والصحةِ، وفي كل حالٍ وزمان. والتضرُّعُ يستلزمُ أمورًا عدة ليكون نافعًا صادقًا، وأهمُّ تلك الأمور وأجمَعُها: حِفْظُ الله في الرخاءِ والصِّحةِ والغِنى، والتَّعرُّفُ إليه بإتيانِ أوامرِه واجتنابِ نواهيه، والقيامِ بحقوقه التي أوجبَها على عباده؛ فمن فعلَ ذلك كان اللهُ مَعَه في وقتِ الشِّدّةِ والمرضِ والفقرِ والحاجة، ومن كان اللهُ معه كانتْ مَعَه الفئةُ التي لا تُغلَب، والحارسُ الذي لا ينام، والهادي الذي لا يَضِلّ . قال صلى الله عليه وسلم: (احفظِ اللهَ يحفظْكَ احفظِ اللهَ تجدْهُ أمامَكَ تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفْكَ في الشدَّةِ) أخرجه أحمد (2804)، عباد الله: إنَّ العبدَ إذا تضرَّعَ لله حقَّ التضرُّع، وراعى الآدابَ الظاهرةَ والباطنة، أثْمرَ ذلك في نفسه ثمراتٍ لا حصْرَ لها ومن ذلك: محبةُ اللهِ لمن لَجأ إليه، واستجابةُ الدعاء، ورضا اللهِ، والفوزُ بجنته، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) هود (23) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[فاطر: 15]؛ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم ملك بر رؤوف رحيم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والتَّضَرُّعِ إليه سبحانه وتعالى.

إن مَسَّنا الضُرُّ أو ضاقت بنا الحِيَلُ *** فلنْ يخيبَ لنا في ربنا أمَلُ

اللهُ في كُلِّ خَطْبٍ حَسْبُنا وكَفى ***        إليه نرفعُ شَكْوانا ونَبتَهِلُ

مَنْ ذا نلوذُ به في كَشْف كُرْبتِنا ***   ومَنْ عليه سوى الرحمنِ نَتَّكلُ                 
هذا وصلوا وسلموا على محمدٍ رسولِ الله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعينَ وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنِّك وفضلك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألُك الذِّلةَ بين يديك والإخباتَ إليك، اللهم ارحمْ ضعفَنا وذُلنا بين يديك، واجعلْ في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك، ووفقنا لكل عملٍ صالحٍ نتقربُ به إليك يا رب العالمين. اللهم اجعلنا أغنى خلقِك بك، وأفقرَهم إليك، واجعلنا في أمورنا نتوكلُ عليك، اللهم لا تفْضَحنا يوم العرضِ عليك، واجعلْ لنا قلوبا تخشاك يا رب العالمين ، اللهم آمِنّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا
                                                        وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply