جذور الأفكار ومحركاتها


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

‏من المهم بالنسبة لدارس العقيدة والمذاهب الفكريَّة، أن يفهم حركة الأفكار ونشأتها، ويميز في المذاهب الفكريَّة بين صُنَّاع الأفكار الأصلية وصُنَّاع الأحداث المستغلين للأفكار، وكيف تستفيد العقول، لأسباب مشروعة أو غير مشروعة، من تحريك الأفكار المطروحة لمصلحتها.

‏ولعل من الأمثلة على ذلك، ما حصل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث تم اضطهاد اليهود وتتبعهم وقتلهم وارتكاب جرائم في حقهم في روسيا، ولم يجد اليهود حلاً إلا أن يدفعوا عن نفسهم الموت والفناء، وذلك من خلال إنشاء (مجموعات الدفاع الذاتي) من التجار والعمال والطلاب.

وسميت وقتها (بالحرس اليهودي)، ثم تغير الاسم إلى (الاتحاد العام للعمال اليهود)، وتبنى الموقف الاشتراكي الثوري، وجعل من صفات أعداء الثورة الاشتراكية العداء للساميَّة الذي هو عداء للبروليتاريا، وقد دعم العمال الاشتراكيون من غير اليهود (الاتحاد العام للعمال اليهود) لاتفاقهم في الفكر.

وفي عام ١٩٠٢م نشرت صحيفة (Di Arbeiter Shtime) التابعة لـ  (الاتحاد العام للعمال اليهود)، في عددها (٣٠)، نصًا في غاية الأهميَّة يحسن تأمله كثيرًا في سياق صناعة الأفكار أو حسن استغلالها. وهذا النص هو:

"علينا أن نعمل ما في وسعنا كي ننشر أفكار التحرر الشامل، وأفكار الاشتراكية في الأوساط المسيحية الغافلة عنها، الأمر الذي من شأنه أن يُحَوُّلَ أعداء اليوم إلى أصدقاء لنا، وسيضع في صفوفنا رفاقَ معركةٍ يقاتلون معنا في سبيل نموذجنا المثالي". شهر أكتوبر عام ١٩٠٢م.
                                                          وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply