حلقة 878: اليمين المكررة على موضوع واحد - الغربة عن الأولاد والأهل مدة طويلة - حكم من يسكن مع أناس لا يقومون لأداء صلاة الفجر - سمك الجوربين التي يمسح عليها - المسح على العمامة يشترط الطهارة - قول النبي في الناقة التي لعنت

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

28 / 50 محاضرة

حلقة 878: اليمين المكررة على موضوع واحد - الغربة عن الأولاد والأهل مدة طويلة - حكم من يسكن مع أناس لا يقومون لأداء صلاة الفجر - سمك الجوربين التي يمسح عليها - المسح على العمامة يشترط الطهارة - قول النبي في الناقة التي لعنت

1- حلف أكثر من مرة على موضوع معين، ثم لم يوف بذلك الحلف، وحينئذ يسأل سماحتكم ماذا عليه، هل عليه الصيام، أم هناك كفارة أخرى؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد. فاليمين المكررة على موضوع واحد ليس فيها إلا كفارة واحدة، ولو كثرت فإذا قال: والله لا أكلم فلان، والله لا أكلم فلانة والله لا أكلم فلانة, والله لا أكلم فلانة, ولو مائة مرة فليس فيه إلا كفارة واحدة، وهكذا لو قال: والله لا أزور فلانا,ً والله لا أزور فلاناً, والله لا أزور فلاناً، أو والله لا أسافر، والله لا أسافر, والله لا أسافر، ثم سافر, ثم زار ليس فيها إلا كفارة واحدة، لقول الله -عز وجل-: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ (89) سورة المائدة. فهذه يمين عقدها على شيء واحد، فليس عليه إلا كفارة واحدة، ولو تكرر ذلك منه مرات كثيرة في أوقات متعددة، إلا إذا كفَّر عن الأولى, ثم أعاد الكلام يكفِّر عن الثانية، فلو قال: والله لا أكلم فلاناً ثم كلمه وكفَّر، ثم عاد وقال: والله لا أكلمه فعليه كفارة أخرى لهذه اليمين الثانية؛ لأنه كرر اليمين بعد الكفارة، أما لو تعددت الأفعال فإن كل فعل له كفارة، فإذا قال والله لا أكلم فلاناً, والله لا آكل طعام فلان، والله لا أسافر فإنه تلزمه كفارة لكل يمين إذا حنث؛ لأنها أيمان متعددة على أفعال متعددة، فكل يمين له كفارة. والمشروع للمؤمن أن يحفظ يمينه؛ لأن الله سبحانه يقول: وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ (89) سورة المائدة. فالمؤمن يشرع له عدم الإكثار من الإيمان, والحرص على تقليل الإيمان؛ لأن إكثارها فيه استخفاف؛ ولأن إكثارها وسيلة إلى ترك الكفارة. فالمشروع للمؤمن والمؤمنة العناية بقلة الأيمان وأن لا يحلف إلا عند الحاجة والمصلحة. جزاكم الله خيراً.  
 
2- أنا مغترب عن بلدي منذ أكثر من أربع سنوات، وزوجتي وأطفالي تركتهم عند أهلي، فهل علي إثم في ذلك؟
هذا فيه تفصيل إن كانت الضرورة دعت إلى هذا السفر والغربة لطلب الرزق, وأنت محتاج إلى ذلك فليس عليك شيء، ولكن ينبغي لك أن تجتهد في جلبهم إليك، ونقلهم إليك إذا تيسر ذلك، فإن لم يتيسر فينبغي لك أن تختصر الغربة، ترجع إليهم في كل ستة أشهر، أو في أقل من ذلك حسب الطاقة، من أجل تفقد أحوالهم، ومن أجل –أيضاً- قضاء الوطر من الزوجة فهذا فيه خيرٌ كثير لك وللزوجة جميعاً، ولجميع العائلة، فالوصية أن لا تطول الغربة، الوصية أن تجتهد في تقصير الغربة، إلا إذا جلبتهم معك وتيسر ذلك فهذا أكمل وأحسن.
 
3- إنني أسكن مع مجموعة من الناس، وعند أذان الفجر أنبههم بحلول وقت الصلاة فلا يقوموا لأدائها، فماذا عليَّ في ذلك؟
الواجب عليك نصيحتهم وتحذيرهم من هذه المعصية، فإن استجابوا وإلا فاتركهم واهجرهم واترك النوم معهم؛ لأن ترك الصلاة في الجماعة معصية وتركها في الوقت أعظم وأكبر، فالواجب عليك نصيحتهم والإنكار عليهم فإن استجابوا وقاموا لصلاة الفجر في وقتها، وإلا فعليك أن تهجرهم وتهاجر المكان، وأن لا تكون صاحباً لهم، ولا مجالساً لهم؛ لئلا يجروك إلى شرهم، نسأل الله العافية والسلامة.
 
4- هل يشترط سُمْك معين للمسح على الجوربين؟
ليس لهذا شرط بل ليس لهذا حدٌ محدود، ولكن المطلوب الستر، إذا سترت القدم لا يرى لون القدم هل هو أبيض هل هو أحمر هل هو أسود إذا كان الجورب ساتراً للقدم كفى.
 
5- هل تشترط الطهارة عند المسح على العمامة أو الربطة بالنسبة للمرأة، وكيفية المسح عليها؟
العمامة كالخفين لا بد من الطهارة، إذا لبس العمامة المحنكة على طهارة مسح عليها يوماً وليلة، وهكذا المرأة إذا أدارت الخمار على رأسها وشق عليها نزعه، تمسح يوم وليلة إذا كان على طهارة، كالخفين سواء أما إذا كان لا يشق كالعمامة العادية الغترة فليس عليها مسح؛ لأن خلعها لا يكلف، كذلك الخمار العادي، أما إذا كان العمامة تحنك على الرأس تربط على الرأس ففي حلها بعض المشقة، فيمسح عليها يومٌ وليلة إذا لبسها على طهارة، وهكذا إذا كانت تدير الخمار على رأسها تربطه على رأسها, تمسح عليه يوم وليلة، إذا كان لبسها على طهارة، لبس الخمار على طهارة. - ماذا عن الربطة لو تكرمتم سماحة الشيخ بالنسبة للمرأة؟ ج/ ما أعرف الربطة، ما هي الربطة؟ -مثل التحليبة تماماً وقد سئلتم عنها فأجبتم؟ ج/ ما هي الربطة؟ -التحليبة أو الربطة: لفافة تربطها المرأة على رأسها حتى لا يرى من شعرها شيء، وأكثر ما يستخدم هذا لدى الطبيبات المسلمات والممرضات المسلمات؟ ج/ إذا كانت تديرها على رأسها, تحنكها على رأسها تديرها على رأسها تربطها على رأسها هي من جنس العمامة وجنس الخمار. - الحكم واحد؟ إذا كان على طهارة -نعم-. جزاكم الله خيراً. -إذاً لها أن تمسح عليها إذا لبستها على طهارة؟ ج/ يوماً وليلة. بارك الله فيكم.  
 
6- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ناقة لُعِنت: (دعوها فإنها ملعونة)، هل هذه قاعدة عامة؟
استنبط منها العلماء أن الدابة إذا لعنت فالمشروع تركها وعدم ركوبها في ذلك الجيش في ذلك المكان، ولكن لا تخرج عن ملك صاحبها، بل هي تحت ملكه ويتصرف بها في البيع وغيره، ولكن لا تصحب الرفقة؛ لأن الرسول قال: (لا تصحبنا ناقة ملعونة) يعني يخرجها من الرفقة ويتصرف بها بعد ذلك ببيعها نحرها، أو استعمالها في وقت آخر. المقصود تلك الرفقة التي لعنت فيها تلك الدابة تخرج منها لا تصحبهم، هذا هو المشروع. 
 
7- ما رأيكم في المسلم الذي يؤدي بعض أركان الإسلام ويترك البعض الآخر: كأن يزكي ولا يصوم، أو يصوم ولا يصلي، وهكذا؟
أما ترك الصلاة فهو كفر أكبر في أصح قولي العلماء ترك الصلاة كفرٌ أكبر نعوذ بالله، ردة عن الإسلام، أما الزكاة والصوم والحج فليس بردة، بل كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يكفر بذلك، إلا إذا جحد الوجوب, إذا جحد وجوب الصلاة أو الصوم أو الزكاة أو الحج مع الاستطاعة كفر بإجماع المسلمين، أما إذا كان لا، لا يجحد الوجوب فهذا يختص بالصلاة, يكفر إذا تركها ولو لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، أما الزكاة فلا يكفر إذا كان يؤمن بوجوبها، لكن يتساهل ويبخل بها فهذا متوعد بالنار، وجاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-(أنه يعذب يوم القيامة بالمال الذي بخل بزكاته, يعذب به يوم القيامة من نقود تحمى عليه وهكذا الإبل والبقر والغنم يبطح لها بقاعٍ قرقر تمر عليه, تطأه الإبل بأخفافها، وتعضه بأفواهها، وتطؤه البقر والغنم بأظلافها, تنطحه بقرونها كلما مرت عليه أخراها عادت عليه أولاها -نسأل الله العافية- في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وأما إلى النار). فقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) يدل على عدم الكفر، يدل على أنه قد يدخل الجنة وقد يعفى عنه ويدخل الجنة، فدل على أنه ليس بكافر إذا كان تركها بخلاً لا جحداً للوجوب، وهكذا صوم رمضان، إذا ترك الصوم تساهلاً ولم يجحد وجوبه وهكذا الحج، أما من جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب الصيام, يعني صيام رمضان, أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، فهذا يكفر؛ لأنه مكذب لله ورسوله -نسأل الله العافية- فهذا يكفر عند الجميع؛ لأنه بجحده الوجوب قد كذب الله ورسوله نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً.  
 
8- إذا كنت راع للغنم فهل تسقط عني صلاة الجمعة؟
إذا كنت بعيداً عن البلد ما تسمع الأذان بعيداً تصلي ظهراً، أما إذا كنت تسمع النداء, قريب البلد فعليك أن تصلي الجمعة.
 
9- أريد أن أتزوج، فما هو رأي سماحتكم في الشروط التي أشترطها في المخطوبة، ما هي؟
عليك بذات الدين، عليك بالمرأة الصالحة المعروفة بالأخلاق الطيبة, والصلاة والعفاف وطيب الخلق وطيب الكلام، وحسن الصورة أيضاً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع، لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) فأوصى بذات الدين، فنوصيك بما أوصى به النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات الدين، نوصيك بالمرأة المعروفة بالاستقامة بالصلاة في وقتها, بالعفة عما حرم الله، بطيب اللسان وطيب الكلام، بالأخلاق الكريمة وحسن الخلق وإذا تيسر مع هذا الجمال والنسب الحسن والمال هذا خيرٌ إلى خير، ولكن المهم أن تكون أخلاقها كريمة، محافظة على الدين طيبة في الصلاة طيبة في أخلاقها، بعيدة عمَّا حرم الله من الفواحش. جزاكم الله خيراً  
 
10- يسأل عن قراءة الفاتحة على الأموات في المقابر؟
هذا شيء لا أصل له، لا تشرع القراءة على القبور لا الفاتحة ولا غيرها، القراءة على القبور بدعة، القراءة عندها كذلك، فالسنة زيارتها للسلام عليهم والدعاء لهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) وكان يعلم أصحابه -عليه الصلاة والسلام- إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، يغفر الله لنا ولكم) هكذا السنة، يدعو لهم يستغفر لهم يسلم عليهم أما أن يقرأ فهذا لا أصل له، لا يشرع القراءة للموتى ولا القراءة عند القبور، ولم يفعله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه -رضي الله عنهم-.
 
11- يسأل سماحتكم عن صلاة الكسوف كم عدد ركعاتها؟
صلاة الكسوف سنة مؤكدة, إذا كسفت الشمس أو القمر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف، وقد بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- بفعله وبقوله -عليه الصلاة والسلام- فالسنة فيها أن تُصلَّى ركعتان بقراءتين وركوعين وسجدتين هذه هي السنة التي فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكبر ويقرأ قراءة طويلة بعد الاستفتاح ثم يركع ويطيل، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسر، ويطيل لكن دون القراءة الأولى، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع الأول، ثم يرفع ويطيل لكن دون الرفع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين. ثم يقوم فيقرأ ويطيل لكن دون القراءة السابقة، ثم يركع فيطيل لكن دون الركوع السابق، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يرفع بعد الركوع الثاني فيطيل بعض الإطالة دون ما قبله ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقرأ التشهد التحيات والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والدعاء ثم يسلم، ثم يذكر الناس ويخطب بالناس ويبين لهم شرعية صلاة الكسوف ثم يذكرهم بالله، ويأمرهم بالإكثار من التكبير عند رؤية الكسوف والصدقة وعتق الرقاب والصلاة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا) فافزعوا إلى ذكر الله ودعاءه واستغفاره وأمر بالتكبير والعتق عند الكسوف -عليه الصلاة والسلام- فالسنة للمسلمين عند الكسوف الإكثار من ذكر الله وتكبيره واستغفاره والصدقة والعتق, الصلاة التي فعلها -صلى الله عليه وسلم- وأمر بها، قراءتان وركوعان وسجدتان، كل قراءة دون التي قبلها كل ركوع دون الذي قبله، ويطيل في السجدتين إطالة لا تشق على المأمومين لا تشق على الناس حسب الاستطاعة حسب التيسير، لكنها صلاة متميزة عن غيرها في الطول؛ خوفاً من الله وتعظيماً له؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إن الله يرسل الكسوف تخويفاً لعباده) وقال: (إن الشمس والقمر لا تنكسفان لموت ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوف فيهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم) وفي اللفظ الآخر: (إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره) وأمر بالتكبير عند الكسوف وبالعتق وبالصدقة. فالمؤمن وهكذا المؤمنة يشرع لهما الصلاة والصدقة والاستغفار والإكثار من الذكر عند رؤية الكسوف، وينادى لها "الصلاة جامعة". ينادى لها على المنارات أو في المكبرات "الصلاة جامعة, الصلاة جامعة" يكرروها مرتين ثلاث أكثر حتى يبلغ الناس، حيثُ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينادى لها الصلاة جامعة. جزاكم الله خيراً.  
 
12- أسأل سماحتكم عمن أفطر في نهار رمضان عامداً متعمداً، هل يقضي ذلك اليوم، وهل هناك كفارة؟
عليه التوبة إلى الله؛ لأنها جريمة ومنكر عظيم, وكبيرة من الكبائر عليه التوبة إلى الله، وعليه القضاء، وليس عليه كفارة. الكفارة في الجماع خاصة، الجماع في رمضان. أما الفطر بالأكل والشرب ونحو ذلك ليس فيه كفارة بل فيه التوبة إلى الله والندم والعزم أن لا يعود في ذلك، وكثرة الاستغفار, مع القضاء -قضاء اليوم الذي أفطره- أما حديث (من أفطر يوم من رمضان عمداً لم يقضه صيام الدهر وإن صامه) فهذا حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بصحيح، حديث مضطرب ليس بصحيح، والصواب أنه يقضي يوماً فقط، مع التوبة إلى الله -عز وجل-. 
 
13- لي جارة تقوم بالاختلاط بالرجال، ولا ترتدي الحجاب الشرعي الذي أمر الله تعالى به، وهي دائماً تغتاب الناس، وقد قمت بنصحها ودعوتها إلى الطريق الصحيح ولكنها لم تستجب حتى الآن، فماذا عليَّ، -جزاكم الله خيراً- وهل أقاطعها؟
عليك أن تنصحيها كثيراً وتخوفيها من الله -عز وجل- فإن اختلاطها بالرجال على وجهٍ يثير الفتنة هذا لا يجوز، وهكذا عدم ارتدائها الحجاب, فالواجب عليها الحذر من هذا الأمر، عليها التستر والحجاب والبعد عن الاختلاط الضار، أما اختلاط لا يضر كالبيع في السوق في محل النساء أو تشتري حاجتها من السوق أو تبيع حاجتها من السوق مع التحفظ ومع الحجاب ومع التستر فهذا لا بأس به، تشتري حاجتها أو تبيع شيئاً في السوق, وإذا كان للنساء سوق خاص باعت فيه واشترت بعداً عن خطر الخلطة بالرجال. أما الغيبة فشرُّها عظيم، الغيبة منكرة، وجريمة، ومن كبائر الذنوب, فالواجب تحذيرها من ذلك وتذكيرها بقول الله سبحانه: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً (12) سورة الحجرات. وهي ذكرك أخاك بما يكره، الغيبة ذكر الإنسان بما يكره رجل أو امرأة، أنه بخيل أنه بذيء اللسان أنه يأكل الحرام، يعني يذكره بشيء يكرهه، هذه هي الغيبة فالواجب نصيحتها والإكثار عليها في ذلك وتخويفها من الله -عز وجل- لعلها تهتدي ويكون لك مثل أجرها، فإن أصرَّت فالمشروع أن تقاطعيها وتهجريها, إذا أصرت ولم تقبل فالمشروع لك هجرها، والبعد عنها؛ لأنها قد تجرك إلى عملها الخبيث، وعملها السيئ وهجر من أظهر المعصية ولم يقبل النصيحة مشروع. جزاكم الله خيراً.  
 
14- يسألان فيها سماحتكم عمن تجاوز الميقات ولم يحرم إلا من جدة، ويقسمان في رسالتهما -سماحة الشيخ- أنهما لم يكونا يعلمان مكان الإحرام الصحيح؟
إذا تجاوز الإنسان الميقات وأحرم من دونه إلى مكة فعليه دم يُذبح في مكة للفقراء، ولو كان جاهلاً أو ناسياً، لكن لا إثم عليه، إذا كان جاهلاً أو ناسياً, لا إثم عليه ولكن عليه الدم، لقول ابن عباس -رضي الله عنهما- "من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دماً" وهذا له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من جهة الرأي، وقوله أو نسيه يدل على أن الجهل من باب أولى؛ لأن الناسي ليس باختياره، والجاهل يمكنه التعلم بالسؤال، فإذا كان الناسي يفدي فالجاهل من باب أولى، والواجب على المؤمن السؤال والتفقه في الدين والتعلم، يسأل عن أحكام العمرة ما يفعل فيها ما يقول فيها، أحكام الحج كذلك يسأل عنها لا يسكت، المسلم يسأل وهكذا المسلمة الله يقول: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) سورة النحل. فالمقصود أن الواجب على المؤمن والمؤمنة السؤال عن كل ما يتعلق بالدين، والتفقه في ذلك، في الحج في العمرة في الصلاة في الزكاة، في الصيام في كل شئون الدين، فالواجب على الجاهل ، يتعلم ويتفقه ويسأل جزاكم الله خيراً.  
15- يسألان سماحتكم عن أكل الكبد أو بعض أجزاء اللحم دون طبخ، هل هو جائز أو لا؟
لا أعلم فيها بأساً، لكن الطبخ أحسن، الطبخ أحسن وأنفع وأسلم من المرض، وإلا فلا أعلم بذلك شيئاً إذا أكل شيئاً مما أباح الله من الكبد أو غيرها نيئاً لا أعلم به حرجاً.
 
16- أيضاً يسألان عن نفخ البهيمة بعد ذبحها من أجل السلخ، هل هذا جائز أو لا؟
نعم، إذا دعت إليه الحاجة لا بأس.
 
17- يسألان أيضاً عن الدم المسفوح ما هو؟
هو الدم الذي يصب من البهيمة من حلقها عند الذبح, يقال له: مسفوح, وهو نجس ومحرم، وهكذا الدماء التي تصب منها عند إصابتها بحادث فإذا أصابها حادث فسال الدم منها فهذا دم مسفوح، وهو المهراق، المسفوح المهراق، بخلاف الشيء الذي يبقى في العروق أو اللحوم هذا يعفى عنه.
 
18- سمعنا في هذا البرنامج أن لحم الجزور ينقض الوضوء، فهل علينا إعادة الوضوء كاملاً، وهل مرق الجزور ينقض الضوء –أيضاً- وهل إذا صلى الشخص بدون وضوء فهل صلاة هذا الشخص صحيحة أم يعتبر على طريقة غير صحيحة -أي: بعد أكل لحم الجزور؟
لحم الإبل ينقض الوضوء، وهو لحم الجزور؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوضوء من لحم الإبل، وقال: (توضئوا من لحوم الإبل) ولحومها .... الكرش..... هذه ليست داخلة فيه, والشحم كذلك، لكن إذا توضأ منه من باب الاحتياط فهو حسن، أما اللبن والمرق فلا وضوء منهما، اللبن والمرق لا وضوء منهما. وإنما الوضوء من اللحم خاصة إذا أكله يتوضأ وضوء الصلاة ليس فيه استنجاء، مثل ما لو خرج منه الريح، يعني يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه وذراعيه ويمسح رأسه وأذنيه ويغسل رجليه, ليس فيه استنجاء، الاستنجاء يكون من البول والغائط أما خروج الريح والنوم، ولحم الإبل ومس الفرج هذا ليس فيه إلا الوضوء التمسح، يعني غسل الأطراف الأربع غسل الوجه واليدين مع المرفقين ومسح الرأس مع الأذنين وغسل الرجلين مع الكعبين. في مس الفرج وفي أكل لحم الإبل وفي النوم، في خروج الريح هذه ليس فيها إلا الوضوء فقط الذي ليس فيه استنجاء. جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله- سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء- شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى, وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

426 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply