بسام جرار

فلسطين

اسمه ونشأته: بسام نهاد إبراهيم جرار

(ولد 1948 الموافق 1367هـ ،رام الله، فلسطين)

ينتمي إلى أسرة آل جرار الفلسطينية ترجع أصوله من جنين في فلسطين . نشأ بسام جرار سنوات عمره الأولى بين رام الله وجنين حتى استقر في الأخيرة مبكراً في طفولته، بدأ الصلاة في سن مبكرة في وقت لم يتواجد في المساجد إلا القليل من المصلين كبار السن. مما كان يميز مسيرة بسام جرار أنها كانت تعاني غياب المفكرين والعلماء وخاصة في فلسطين فكان ينهل مما يتوفر لديه من الكتب والثقافات المختلفة معتمداً على فكره في التأمل والتحليل ونقد الأفكار وتنقيحها، ثم دراسته على العديد من علماء سوريا بعد ذلك. تعرض عدة مرات للاعتقال الإداري في سجون الإحتلال الصهيوني استمرت لسنوات، وكذلك تمّ ابعاده مع مبعدي مرج الزهور إلى لبنان، نتيجة لنشاطاته وتحليلاته ضد الأفكار الماركسية والتحررية والعلمانية وأيضاً السياسية. عمل مدرساً ثم محاضراً في كلية رام الله التربوية حيث كان محاضراً في مساقات الفكر الإسلامي والشريعة والعقيدة من العام 1977 وحتى العام 2009 والآن يشرف على موقع إسلام نون،و مركز نون اهتم بالدراسات العددية أواخر الثمانينات وأخرج أول دراسة عام 1990 بعنوان: عجيبة تسعة عشر بين تخلّف المسلمين وضلالات المدّعين، ويسجل دروسًا لتفسير القرآن تذاع علي بعض القنوات الفضائية وعلي موقع اليوتيوب .

النشأة:

كان مولد بسام جرار ونشأته في ظل ظروف غياب الفكر الإسلامي عن الساحة وغياب العلماء خاصة في فلسطين إلا من قلة قليلة من مشايخ الأزهر والذين كانوا يحملون أكثر ما يحملون فقه العبادات وأركان الإسلام ويغيب عنهم الفكر المطلوب في ظل غربة الإسلام في ذلك الوقت، بدأ بسام بالصلاة في سن صغير - (12) سنة - في حين لم يتواجد في المساجد الا قلة من العجائز المصلين وكان من الغرابة وقتها أن يتواجد الشباب في المساجد فضلاً عن الصغار، حيث انتشر الإلحاد في العالم الإسلامي والماركسية وأفكار متعددة أساسها غير ديني وكان منذ صغره يحاور المخالفين والملحدين مما يدرسه ويتأمله من كل كتاب قديم أو معاصر معتمداً على قدرته في التحليل والتفكر والنقد، لم يكن له شيوخ وأساتذة في ذلك الوقت، فقرر حينئذ دراسة الشريعة في دمشق وكان ذلك أمراً غريباً في المجتمع أن يختار الشباب دراسة الشريعة، أخذ بسام جرار يدرس الشريعة من أساتذتها وحتى في ذلك الوقت فقد كانت له أفكار وتحليلات للنصوص التي يناقش بها أساتذته ومن هؤلاء :

 الشيخ د. وهبة الزحيلي، وأخيه د. محمد الزحيلي، الشيخ د. محمد أديب صالح، الشيخ د. عدنان زرزور، الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي، الشيخ د. فتحي الدريني، الشيخ د. نور الدين عتر والشيخ محمد هشام برهاني وغيرهم من علماء سوريا، ومنهم علماء في القانون كوحيد الدين سوار.

ضد الأفكار الغريبة:

قبل ذهابه للدراسة في دمشق ومن بعد عودته كانت الظروف الفكرية والسياسية في العالم الإسلامي وفي فلسطين خاصة صعبة جداً، أخذ بسام جرار على عاتقه تجديد الفكر الإسلامي من جهة ومقاومة التغريب والأفكار الإلحادية من جهة أخرى، وبرز لبيان حقيقة الاحتلال الصهيوني اليهودي لأرض الإسراء في ظل تطاول الأحزاب والأيديولوجيات لطرح أفكار للتحرر من الاحتلال هي بعيدة عن روح الأمة ودينها وحضارتها، ولذلك فلقد احتاج الوضع جدال أهل الإلحاد المتمثل في الماركسية العلمية والتي انتشرت في فلسطين حتى أنهم كانوا يفوزون بمجالس البلديات والجامعات دون منافس.

ويذكر الناس مواقف لبسام جرار جريئة ضد الاحتلال وبيان حقيقته التي خدعت الكثيرين مما أعطى الأمل والثقة بالنصر، ويذكرون له أيضاً المناظرات في حوار الملحدين والماركسيين والتي كان الملحدون فيها يستسلمون ويظهر ضعفهم من أول جمل المحاورات، وكان لهذا النصر الفكري أثره في ثقة الشباب في الجامعات وغيرها من المواقع في الإسلام حيث كان الشباب على مختلف مشاربهم يأتون من مختلف مدن فلسطين وقراها بالحافلات ليشهدوا بسام جرار محاور الماركسيين، وكان ذلك أمراً غريباً وقتها أن يتصدر المشايخ حوار الأفكار المعاصرة، وخلال سنوات تعدّ على أصابع اليد الواحدة اندحرت الماركسية بجهوده ولم تعد موجودة في المجتمع الفلسطيني، كان المخالفون يخشون مواجهة الجرار في كثير من الحوارات وإن تواجد الماركسيون والملحدون والعلمانيون ممن هم من أباطرة هذه الأفكار في ندواته فلقد كان يلاحظ أنهم يلتزومون الصمت أمام الجماهير خشية الصدام والوقيعه مع الجرار.

ونتيجة لنشاطاته وتحليلاته فلقد تعرض الجرار عدة مرات للاعتقال الإداري في سجون الإحتلال الصهيوني استمرت لسنوات، وكذلك تمّ ابعاده مع مبعدي مرج الزهور إلى لبنان، كانت بعض اعتقلاته تأتي مباشرة بعد محاضرة قام بها في مساجد البيرة ورام الله.

الإعجاز العددي:

Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: الإعجاز العددي في القرآن

مما انفرد به بسام جرار هو موضوع العدد والإعجاز العددي في القرآن إذ بدأ اهتمامه به حين برز البهائي رشاد خليفة والذي بدأ موضوع العدد في القرآن على أنه إعجاز العصر وأخذ يستغل ما جاء به من أشياء بسيطة ليضيف عليها من كذبه وتلفيقه ويعتمد عليها في إثبات أنه رسول من الله، فتصدى له الشيخ بسام وبين زيف ما جاء به وكشف حقيقة الإعجاز العددي بصورة موضوعية وإحصاء دقيق، ويمكن اعتبار كتب الشيخ بسام وأبحاثه هي البداية الحقيقية والدقيقة لموضوع العدد والتي لم تغفل عن كل ما ذكر في موضوعها من مقدمات بسيطة عند بعض العلماء قديماً وحديثاً، ولقد تطور موضوع العدد في القرآن كثيراً في أبحاث الشيخ بسام حتى ظهر له أمور عجيبة أذهلت الدارسين لقرآن، وإن موضوع بحثه العددي المعنون بـ زوال إسرائيل 2022 نبوءة أم صدف رقمية؟ [2] رأى الكثيرون من المختصين فيه بحثاً جاداً علمياً بعيداً عن الشعوذة والتنبؤ، وهذا البحث ليس إلا جانباً صغيراً، على أهميته للمسلمين، من الكثير من العجائب التي توصل إليها في موضوع العدد.

وهو الأمر الذي جعل الشيخ بسام ينشئ مركزاً للدراسات القرآنية أسماه مركز نون للدراسات والأبحاث القرآنية الذي من أهم أهدافه خدمة القرآن الكريم وتطوير الأبحاث في الإعجاز العددي للقرآن الكريم، كما أنشأ لذلك موقعاً على الانترنت وذلك لنشر الأبحاث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، كما تواصل الشيخ بسام مع عدد من علماء العلم الإسلامي ليطلعهم على اكتشافاته العددية، ونتج عن هذا التواصل عدد من المؤتمرات المتخصصة في الأبحاث العددية القرآنية في دبي والمغرب وماليزيا.

مذهبه العلمي:

تميزت مسيرة بسام الجرار العلمية في البحث عن الحقيقة بموضوعية مستندة على الدليل وعدم التعصب لأي مدرسة فكريّة أو مذهب فقهي، مما جعل علمه ينفذ بسرعة وسهوله، فلطالما تأمل الأدلة وناقشها وتدبرها قبل أن يطرحها فتخرج قوية متماسكه، ومع ذلك قد تراه يغير من مواقفه العلمية بسهوله إذا تجلّت له الأدلة والبراهين. إن منهج الشيخ بسام والذي جعل له المصداقية هو حرصه على البحث الجاد في كل قضية مطروحة بموضوعية وسبر للغور وعدم التعصب لفكرة أو مذهب وهو ما جعل فكره يخترق حدود البلاد وحدود المذاهب.

تلاميذه:

للشيخ بسام حضور فكري وأسلوب يشد به السامع، ويمكن القول إنه لم يحظ أي من علماء ودعاة فلسطين ما حظي به الشيخ بسام من أتباع في الفكر والمنهج والثقة بعلمه، ومنهم اليوم العلماء والدعاة ينتشرون في العالم الإسلامي من شباب فلسطين والذين هم من المتخصصين ومن غير المتخصصين في الشريعة الإسلامية، وتجد أكثرهم متأثراً بعلمه وحماسه في الدعوة ونشر العلم وحب البحث وإتباع الدليل بعيداً عن التمذهب أو الانتماء إلى مدرسة بعينها، فكل المذاهب والمدارس الإسلامية تستحق النظر والأخذ والاستلهام.

ولكن من الجدير بالذكر أن هناك من الذين رافقوا الشيخ بسام فترات طويلة منذ صغرهم طلاباً في المدارس وحتى اليوم ممن حملوا درجات الدكتوراه والماجستير في الشريعة وغيرها من التخصصات، وما زالوا حول الجرار ينهلون من علمه مرافقين له رغم أنهم درسوا الشريعة ونالوا الشهادات ومنهم الشيخ د. تمام الشاعر، والشيخ د.أيمن الدباغ ، والشيخ طارق حميدة والشيخ عيسى وادي، والشيخ نزار سليمان والشيخ محمود مهنا، والأستاذ عماد القاضي، والأستاذ باسم البسومي، فهم زملاء للشيخ في البحث والتدوين والدرس والتدريس، ولبعضهم أبحاثهم في مجالات مختلفة أكثرها في الدراسات القرآنية، كما يشرفون على دورات مستمرة في التفسير وعلوم القرآن والفقه، ويغلب على أبحاثهم الصيغة الجماعيّة، التي أساسها ندوة نون التي يعقدونها منذ سنوات، ومن تلاميذه المتميزين في متابعة أعماله وأبحاثه في الإعجاز العددي المحامي بهاء البكري والمهندس محمد أبو لبدة.

أعماله:

أنشأ الجرار دار القرآن الكريم في مدينة البيرة في فلسطين، ودرس فيها التجويد من العام 1976 وحتى العام 1988، كما أنشأ مركز نون للدراسات والأبحاث القرآنية في مدينة البيرة أيضاً وذلك عام 1998 ولا يزال يدير المركز حتى اليوم، وللمركز صفحة على الانترنت تنشر بعض الأعمال الصادرة والمنتهية. بدأ الجرار في العام 2011 درساً دورياً أسبوعياً في تفسير القرآن الكريم يتم تصويره وتنزيله على اليوتيوب، في قناة إسلام نون، وتبثّه القدس الفضائية. ومن بعض ما أخرجه الجرار من كتب:

  • دراسات في الفكر الإسلامي.
  • رسائل نون.
  • نظرات في كتاب الله الحكيم.
  • من أسرار الأسماء في القرآن الكريم.
  • سياحة الفكر، مقالات في التفسير.
  • إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج.
  • إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم.
  • الميزان، بحوث في العدد القرآني.
  • لتعلموا عدد السنين والحساب .