محمود بن عمر سكر

مصر

مواليد قرية أبو غالب مركز إمبابة محافظة الجيزة بالقاهرة. ورزقني الله بأربع بنات وولدين نسال الله أن يبارك فيهم وفي أزواجهم وفي ذرياتهم. حفظت القرآن في القرية ثم التحقت بمعهد القراءات بجامع الأزهر الشريف وحصلت على إجازة التجويد برواية حفص عن عاصم ثم الشهادة العالية في القراءات العشر الصغرى وهي الشاطبية والدرة ثم حصلت أيضاً على شهادة في تخصص القراءات وهي في العشر الكبرى، ومعهد القراءات يدرس فيه النحو والصرف والبلاغة والتفسير وعلوم القرآن إضافة إلى الفواصل والرسم وبعد أن تخرجت التحقت بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر وحصلت بحمد الله على الليسانس، ثم قدمت على قسم أصول الفقه بكلية الشريعة في مصر للحصول على الماجستير في أصول الفقه ولكن سبحان الله جئت إلى المملكة فحالت الظروف بيني وبين الالتحاق والقسم وانشغلت بتدريس القرآن.

حفظ القرآن كان في القرية فقد كنت أقرأ القرآن وأنا أقوم بالحرث والزراعة مع والدي في الأرض والمصحف كنت أضعه تحت إبطي وأنا أعمل لأنه لا تتوفر لدينا نسخ كثيرة مثل الآن فكنت أحرص عليه وكنت مع ذلك أعاني من الفئران حين تقضم أجزاءً من المصحف ليلاً بالمزرعة.

وقد منّ الله عليّ وأراد بي خيراً فقد حفظت من القرآن الكريم في الابتدائية حتى وصلت إلى سورة الصافات ثم حصلت لي ظروف عائلية فانقطعت عن الدراسة ولما فتحوا قسماً ليلياً للتعليم في القرية سجلت في ذلك القسم وقد كان عمري في تلك الأثناء 14 عاماً فدعاني ناظر المدرسة وقال لي لماذا لا تحفظ القرآن في قسم الحفاظ فاعتذرت عن المشاركة بكثرة أشغالي فأرسل للوالد رحمه الله فقال له باللفظ هكذا: ( يا شيخ عمر: نسوقك إنك تحفظ ابنك القرآن ) فأبِي قال بأني قد أصبحت كبيراً وعمري الآن 14 عاماً فأحد المدرسين في الكتّاب وهو الشيخ عبد الشهيد عبد العزيز طراد، - رحمه الله وهو من عائلة تحفظ القرآن بنين وبنات - قال أنا أضمن محمود يحفظ القرآن.

أنا أقول الكلام هذا حتى لا يظن المسلم أنه عندما يكبر لا يستطيع حفظ القرآن، فمن الله عليّّّ في ظرف سنة ختمت القرآن وأنا في الخامسة عشر من عمري، وفتح الله عليّ بعد ذلك والشيخ عبد الشهيد، أحبني جداً وكان يطلب مني كل يوم أن أذهب إليه لكي أقرأ عنده، قد استفدت من الشيخ عبد الشهيد، استفادة كبيرة عندما التحقت بمعهد القراءات وعندما عيّنت إماماً في مسجد كان شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، يقيم كل سبت مقرأة في مسجدي فاستفدت منها استفادة كبيرة، ولذلك ينبغي على طالب العلم والقرآن ألا يتكبر مهما بلغ في السن.

شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، هذا استفدت منه استفادة كبيرة غير المشايخ الآخرين مثل الشيخ علي بدوي، والشيخ سيد البنّا، وغيرهم من المشايخ الذين درست عليهم من المشايخ في المعهد.

أخذت رواية حفص عن عاصم من معهد القراءات، والشهادة العالية في القراءات العشر الصغرى وهي الشاطبية والدرة، وتخصص قراءات وهي العشر الكبرى، مع علم الفواصل وعلم الرسم وعلوم القرآن الأخرى.

 

هم كثر لا أعرفهم منهم ابني الفاضل إمام الحرم المكي صالح بن طالب، جزاه الله خيراً وهو رجل متواضع لا يأتي إلى الرياض إلا ويزورني وأخوه خالد بن طالب، والأخ خالد الرشيد، والأخ عبد الله العيدان، وهو مدرس الآن، من تلك المدرسة المباركة متوسطة وثانوية عليشة لتحفيظ القرآن الكريم ( اسمها حالياً مدرسة الشيخ عبد الرحمن بن فريان رحمه الله لتحفيظ القرآن الكريم ) والسبب في ذلك يعود بعد توفيق الله على القائمين على تلك المدرسة وكان منهم في ذلك الوقت الشيخ إبراهيم المليفي، كان جاداً وشاداً على الطلاب ويعاملهم معاملة عسكرية. وجاء بعده الشيخ إبراهيم القطامي، ثم الشيخ حماد العمر. وغيرهم كثير لا تحضرني أسماؤهم أخشى ألا يحصل في نفوسهم شيء مني لعدم ذكر أسماءهم ولا أنسى الأخ محمد الغامدي، وهو الآن في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم معكم، والأخ عبد المجيد المسعود والأخ إبراهيم الفرحان. والقاضي الشيخ محمد اليوسف، والشيخ أحمد الموسى، إمام جامع الراجحي، قرأ عليّ وأخذ إجازة.

وفي أثناء دراستي في معهد القراءات كنت أعمل مؤذناً ومحفظاً للقرآن في حلقات المسجد الذي أؤذن فيه وبعد مدة عينت إمام في بمساجد القاهرة ثم التحقت بوزارة المعارف في السعودية من عام 1393هـ - 1973 م، حتى 1395 هـ - 1975 ، فوزارة الأوقاف قالوا لي إما أن تنزل وتترك العمل في وزارة المعارف أو نفصلك من عملك في المسجد فنزلت وقدمت استقالتي من وزارة المعارف وعدت استلم عملي واستمررت فيه قرابة أربع سنوات أو خمس.

وفي الفترة التي قدمت فيها إلى المملكة والتي كانت في عام 1393 هـ لم يكن هناك سوى مدرسة واحدة لتحفيظ القرآن الكريم تابعة لوزارة المعارف وهي ابتدائية ومتوسطة في شارع الظهيرة ثم تعاقدت مرة أخرى مع وزارة المعارف وجئت محفظاً للقرآن الكريم بمتوسطة وثانوية عليشة ( مدرسة الشيخ عبد الرحمن بن فريان رحمه الله لتحفيظ القرآن الكريم ) وقد استفدت كثيراً في هذه المدرسة ومن طلابها جزاهم الله خيراً. ثم أحلت على التقاعد قبل خمس سنوات تقريباً أي في سنة 1420 – 1421 هـ.

وفي أثناء تدريسي في المدرسة بعث إليّ الشيخ / عبد الرحمن بن فريان رحمه الله، حتى أدرس في الجماعة الخيرية فأول مسجد درست فيه كان جامع سارة في ظهرة البديعة، ثم درست في جامع الفريان مدة ثم انتقلت إلى جامع الشهداء في السويدي ثم انتقلت إلى جامع الأمير / عبد الرحمن بن عبد الله في أم الحمام الشرقي وإلى الآن وأنا في هذا الجامع وفي الفترة الصباحية أدرس في معهد القرآن الكريم في البديعة أسأل الله أن يوفقني لخدمة القرآن الكريم.