أبو الحسن البربهاري

العراق

أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري المتوفي سنة 329هـ

 

هو شيخ الحنابة، القدوة الإمام ، الحافظ المتقن ، الثقة الفقيه أبو محمد الحسن بن على بن خلف البربهاري بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء الثانية أيضاوالراء المهملة ايضاً بعد الهاء و الألف ، نسبة إلي بربهار وهي الأدوية التى تجلب من الهند

نشا أبو محمد وسط بيئة علمية جيدة ، فقد صحب جماعة من أصحاب الإمام أحمد منهم الإمام أحمد بن محمد أبو بكر المروزي صاحب الإمام أحمد وأحد نجباء تلاميذه ، وصحب أيضاً سهل بن عبد الله التستري وروى عنه قوله ( إن الله خلق الدنيا ، وجعل فيها جًَُُهالاً وعلماء ، وأفضل العلم ما عُمل به ، والعلم كله حجة إلا ما عُمل به ، والعمل به هباء إلا ما صح فلست أقطع به إلا باستثناء ما شاء الله ) .

 

كان الإمام البربهاري قوالاً بالحق ، داعية إلى الأثر ، لا يخاف في الله لومة لائم وكان شديد الأنكار على اهل البدع والأهواء ، شديد المباينة لهم باليد واللسان ، صاحب صيت عند السلطان ولقد ذكر المؤرخون قصة تبين عِظم مكانة هذا الإمام فقد سرق القرامطة الحُجاج فقام فقال : ياقوم من كان يحتاج إلى معاونة بمئة الف دينار ومئة ألف دينار ومئة الف دينار- خمس مرات - عاونته .
قال ابن بطة : لو أرادها معاونة لحصِلها من الناس .
ومما يدل على مكانته أن أبا عبد الله بن عرفة المعروف بنفطويه لما مات في صفر سنة ثلاثة وعشرين وثلاثمائة ( حضر جنازته أماثل أبناء الدنيا والدين فقدم البربهاري لإمامة الناس ، وفي هذه السنة ازدادت حشمة البربهاري وعلت كلمته وظهر أصحابه وأنشروا في الإنكار على المبتدعة فبلغنا أن البربهاري أجتاز بالجانب الغربي فعطس شمته أصحابه فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشنة فسأل عن الحال؟ فأخبر بها فاستهولها .
أشتهر البربهاري بالزهد في متاع الدنيا ، زهد الدي يملك الدنيا ولكن يضعها في كفه ، أما حب الله ورسوله وإعلاء الحق ففي قلبه .
ولدا ذكر المترجمون له أنه رحمه الله تنزه من ميراث ابيه عن سبعين ألف درهم

 

أمتحنه هذا الإمام كما أمتحن الصالحون من قبله، قد كانت المبتدعة تغيض قبل السلطان عليه، ففي سنة أحدى وعشرين وثلاثمائة في خلافة القاهر ووزيره ابن مقلة تقدم بالقبض على البربهاري فاستتر، وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة، فعاقب الله ابن مقلة على فعله ذلك بأن أسخط الله عليه القاهر بالله، وهرب ابن مقلة وعزله القاهر عن وزارته وطرح في داره النار، فقبض على القاهر بالله سنة 322 هـ وحبس وخلع من الخلافة وسملت عيناه حتى سالتا جميعاً فعمى .
ثم جاء الخليفة الراضي فلم تزل الممتدعة توحش قلب الراضي حتى نودي في بغداد أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان، فاستتروا وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول، فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً فتوفي في الاستتار في رجب سنة 329 هـ وله ست وتسعون سنة. وقيل : بل عاش سبعاً وسبعين سنة وكان في أخر عمره قد تزوج بجارية .