عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ولد في ذي الحجة 1330 هـ - 27 محرم 1420 هـ قاضي وفقيه سعودي شغل منصب مفتي عام المملكة السعودية منذ عام 1413 هـ حتى وفاته. كان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346 هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350 هـ. ولد في الرياض وفيها توفي.
نشأ ابن بازعند والدته لأن والده توفي وهو صغير وكانت اسرته تريده أن يعمل بالتجارة لجلب المال لهم ولكنه قد فضل الدراسة على ذلك. حفظ ابن بازالقرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم التحق بطلب العلم على العلماء في الرياض وكانت البيئة التعليمية في ذلك الوقت عامرة بالعلم الشرعي عن طريق التعليم في المساجد والكتاتيب فبدأ الشيخ تعليمه بحفظ القرآن الكريم كما هي عادة السلف الصالح ولما نجح وبرز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350 هـ كنه لازم البحث والتدريس.
لم يكن الشيخ يحفظ جميع أمهات الكتب السنية. إذ لما سألته مجلة المجلة تحفظون عن ظهر قلب عدداً من أمهات الكتب قال: لا أحفظها. قرأنا الكثير ولكن لا أحفظ منها الشيء الكثير قرأنا البخاري ومسلم مرات، قرأنا سنن النسائي وسنن أبي داود وما أكملناهما. قرأنا سنن ابن ماجه لكن ما أكملناه. قرأنا جملة كبيرة من المسند (أي مسند أحمد) والدارمي، نسأل الله أن يتقبل وينفع بالأسباب.
تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ قاضي الرياض ومفتي نجد وقد لازم حلقاته عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي الديار السعودية ورئيس مجلس القضاء الأعلى وسعدون حمادي المطلق قاضي رجال المع. الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب والشيخ سعد بن حمد بن عتيق وسعد بن وقاص البخاري عام 1350 هـ وهو المعروف لدى البخاريين في مكة وما جاورها بالسيد وقاص القارئ وكان الشيخ سعد بن وقاص قد تلقى جزءاً من تعليمه الديني بالأزهر الشريف في القاهرة.
صدر أمر الملكي بتعيينه رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ثم مفتياً عاماً للملكة العربية السعودية. ورئيساً لهيئة كبار العلماء .وإدارة البحوث العلمية والإفتاء وكان نائبه في رئاسة هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الرزاق عفيفي وبعد وفاته أصبح المفتي العام الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ نائبًا له. عمل أيضاً كرئيس للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى وكان نائبه المفتي الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ أيضاً. وكان رئيساً وعضواً للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ورئيساً للمجلس الأعلى العالمي للفتاوى ورئيساً للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.
وكان عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في بريدة. وعضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . سبق له وأن ترأس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث كان يلقي المحاضرات ويلخص الندوات العلمية لطلاب ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق والانتقاد بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسبق له أيضاً أن كان عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. كما أنه كان أحد المشاركين الرئيسيين في إذاعة القرآن الكريم السعودية وخصوصاً في برنامج نور على الدرب.
مؤلفاته على النحو التالي:
ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام, تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع), التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة, تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان, إلى غير ذلك.
توفّي الشيخ رحمه الله يوم الخميس 27/1/1420 هـ عن عمر يناهز 89 سنة قضاها رحمه الله في الجد والاجتهاد والعمل الصالح وطلب العلم وتعلمه وبذله والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وقضاء حوائج المسلمين ومساعدتهم والوقوف معهم رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته ونور ضريحه وأنزله منازل الأبرار وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته.
ولقد صلى على جثمانه بعد صلاة الجمعة خلق كثير وجموع غفيرة لا يحصيهم إلا الله عز وجل ، وهذا برهان ودليل محبة الناس له، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.