محمود بن كابر الشنقيطي

المملكة العربية السعودية

الاسم: محمود بن كابر بن المانة بن عيسى اليعقوبيُّ الجكنيُّ الشنقيطيُّ

ولدتُّ بطيبة الطيبة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام واحدٍ وأربعمائة وألفٍ من الهجرة.
وبدأتُ تعلُّمَ الهجاءِ والقرآن الكريمِ عند إحدى صواحب أمي جزاهما الله خيراً ورضي عنهما وأرضاهما وكان ذلك قبل التحاقي بالدراسة النظاميةِ , وتخرَّجتُ من مدرسة أبي بن كعبٍ الابتدائية لتحفيظِ القرآن الكريم وقد ختمتُ حينها القرآنَ على يد شيخي وأستاذي المغفور لهُ إن شاء الله (التلميدي بن محمود الجكني الشنقيطي) المدرِّسُ بمدرسة أبي بن كعبٍ وصاحبُ تحقيق كتاب "القصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الخراز الشريشي"
سجَّلني شيخي التلميدي رحمة الله عليه في متوسطة الإمام نافع الليثي وواصلتُ فيها حتى تخرَّجتُ من ثانوية الإمام عاصم ابن أبي النجود لتحفيظ القرآن الكريم.
التحقتُ بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية وتخرجتُ منها عام 1424هـ.
تقدَّمتُ إلى التدريس بوزارة التربية والتعليم وتمَّ تعييني مدرساً للقراءات بثانوية الإمام الشاطبي بمحافظة شقراء , ومكثتُ فيها نصفَ عامٍ كانت عليَّ ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عاماً , وما ذلك إلا لأنِّـي كنتُ أسافرُ إليها يومياً أقطع 400 كلم ذهاباً وإياباً , وذلك لارتباطي بإمامة المسجد والخطابة داخل مدينة الرياض.
ونظراً لما فُـطرتُ عليهِ من حُـبِّ العُزلة فقد آثرتُ الوحدة في هذه الأسفار على اتخاذ الرفقاء اليوميين من المدرسين الذين يتناوبون على القيادة بمعدل يومٍ في الأسبوع.
التحقتُ بكلية المعلمين مُـكَـلَّفاً بالتدريس , وتمَّ تعييني بعد ذلك معيداً بقسم الدراسات القرآنية , والتحقتُ بجامعة الإمام محمد بن سعود لدراسة الماجستير واجتزتُ السنةَ المنهجية عام 1427 - 1428هـ , وسجَّلتُ موضوع الرسالة ( أثر القراءات في الوقف والابتداء "دراسة نظرية تطبيقية") وأسأل الله الإعانة على إتمام أمرها.
كنتُ أحبُّ الإلقاءَ في الصِّـغَر حتى صارت الإذاعةُ المدرسيةُ ميداناً رحباً بالنِّـسبة إليَّ , أمارسُ فيه الهواية وأقومُ وأكبو وأعدو وأحبو.
حُـبِّـبَ إليَّ الشعرُ , وفجَّـرتْـهُ وفاةُ الشيخ التلميدي وأنا في السنة الثانية المتوسطة إذ ذاك , حيثُ كانَ بالنِّـسبة إليَّ أباً في عطفه وحنانه , وشيخاً في حزمه وتعليمه , وصاحباً في ممازحته وتبسطه , ومؤدباً في معاقبته وزجره , ورثيتهُ بقصيدةٍ مضحكةٍ في مبناها ووزنها ومبكيةٍ في ظروفِ كتابتها ومعناها , ولا أزالُ حتى الساعةَ أستحسنُ جميلَ الشعرِ ولكني لا أحسنُـه.
أكرهُ الكبرَ المُـبرَّرَ وغيرَ المُبرَّرِ , ولا أعادي أحداً كالمتكبرين.
يظُـنُّ النَّـاظرُ إليَّ عُبُوساً كما صارحني بذلك كثيرون ولا أحِـسُّ بذلك إطلاقاً , وقد أفادتني هذه المُلاحظةُ عليَّ ألا أستعجل تصديرَ الأحكام.
حُـبِّبت إليَّ الخلوةُ ولذلك فأنا محدود العلاقات جداً , ولا أكاد أصاحبُ شخصاً وأخالـلُه حتى أستيقنَ من رجاحة عقلهِ وسمُـوِّ نفسه وسلامته من حمل (فايروس) الدناءة القاتل الفتَّـاك.

عُـقدتي في الحياةِ خُـلفُ المواعيدِ والكذبُ , فمن عاملتهُ وهو يحملُ هاتينِ الجريرتينِ فلا أكـادُ آمنُـهُ على حبَّـةٍ من خردلٍ.
عيُـوبُ الرجال في عيني يمكـنُ التكيُّفُ معها في التعامل الإجباريِّ إلا الكذبُ فصاحبهُ عندي ميتٌ وإن شخصتُ إليه , وأبكم وإن عذب منطقهُ وبهَـرَ بيانُه, وأعمى وإن اخترقَ الغيبَ.

أعَـزُّ مملوكٍ عندي هو نظرةُ نفسي إليَّ وأحرصُ أشدَّ الحرصِ على أن لا يخيبَ أمَـلي في نفسي , وإذا اعتمدتُّ قناعةً أعتقدُ صحَّـتها فلا يهمُّـني قيلُ أحدٍ مهما كانَ , وأحبُّ عزيزَ النَّـفسِ الذي يأنفُ الذلَّ ولا يألفهُ , يقشعرُّ جلدي حينَ معرفة أقوامٍ تحاولُ النَّـوائبُ إرغامهم على الضَّـعةِ وهم يتعالَـون ويأبَـون ويسمُـونَ كما يقولُ الشاعرُ:
قد يأكلونَ لفرطِ الجُـوعِ أنفُـسَهُم ** لكنَّهُم في جفانِ الغيرِ ما أكلوا.
أوكما يقول الآخر:
قومٌ إذا غسلوا ثيابَ جمالهم ** لبسوا البيوتَ إلى فراغِ الغاسِـلِ.