عبدالله السالم

الكويت

اسمه و نشأته:

هو النجل الأكبر للشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت 1917 ــ 1921، ولد في عام 1895 وتلقى تعليمه في الكويت واشتهر بالتواضع والزهد والعزوف عن مظاهر الدنيا. وعرف منذ صغرة بالنباهة والذكاء وبشغفه بالعلم والأدب والتاريخ ومعرفة الأنساب، لذا قرب إليه أهل العلم والأدب، كما اشتهر بولعه بالشعر فحفظ الكثير من الشعر العربي، خصوصا شعر المتنبي لما فيه من الحماسة والحكمة وكثيرا ما كان يستشهد بشعره في العديد من المناسبات، ولقد كانت له مساجلات شعرية مع صديقه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي.

كان شعاره في الحكم، العدل أساس الملك، وكان يردده في مجالسه ويتمثل به في جميع أعماله وفي معاملاته مع مواطنيه، وكان الى جانب عدله حازما ومتشددا في قول الحق، لا تأخذه في الحق لومة لائم.

المؤهلات العلمية:

تلقى تعليمه في الكويت، وكان يحب العلم والأدب والتاريخ ومعرفة الأنساب، وكان قبل توليه الإمارة يرعى الأطفال والأيتام، كما كان له العديد من الأصدقاء الأدباء مثل يوسف بن عيسى القناعي، وقد اشتهر بولعه بالشعر فحفظ الكثير من الشعر العربي، خصوصًا شعر المتنبي لما فيه من الحماسة والحكمة، وكثيرًا ما كان يستشهد بشعره في العديد من المناسبات.

أعماله و مناصبة:

بعد وفاة والده الشيخ سالم المبارك الصباح في 22 فبراير 1921، تولى الحكم حتى مجيئ الشيخ أحمد الجابر الصباح من مهمة في السعودية مع عبد العزيز بن سعود لإنهاء خلاف كان بين الشيخ سالم وبينه، وقد كان في تلك الفترة الشيخ سالم المبارك الصباح طريح الفراش، وعندما توفي طالب بعض الكويتيون من خلال العرائض بإنشاء مجلس للشورى، وعندما تأسس مجلس الشورى تم ترشيح أحمد الجابر الصباح وعبد الله السالم الصباح وحمد المبارك الصباح، وقد تم اختيار أحمد الجابر الصباح ليصبح أميرًا للكويت، وكان هو نائبًا للأمير منذ 1921 وحتى 1950، وخلال تلك الفترة كان يدير شؤون الكويت المالية والإدارية، وقد ساهم في استثمار الأموال القادمة من تصدير النفط في تطوير الخدمات التعليمية والصحية في الكويت، وتولى رئاسة المجلس التشريعي الأول والذي أسس في عام 1938 حتى حله، كما ترأس المجلس التشريعي الثاني والذي انتخب في 27 ديسمبر 1938 وذلك حتى حله، وكذلك تولى رئاسة البلدية حتى عام 1950، كما كان رئيسًا لدائرة الصحة منذ عام 1936 وحتى عام 1952 حيث تركها لأخيه الشيخ فهد السالم الصباح.

تولى الحكم في 25 فبراير 1950 وقد كان عند وفاة الشيخ أحمد الجابر الصباح في زيارة إلى الهند، وخلال تلك الفترة تولى شؤون البلاد الشيخ عبد الله المبارك الصباح وذلك حتى عودته من الهند، وعندما تسلم الحكم تنازل عن كل ما يملك إلى مالية الكويت لخدمة الشعب، وقد تم إنشاء العديد من المدارس في عهده وتزويد جميع مناطق الكويت بالخدمات كتأمين العلاج المجاني للمواطنين والمقيمين، وإنشاء مستشفى الصباح، كما تم إنشاء أكبر محطة لتقطير مياه البحر في العالم في ذلك الوقت.

وفي 1951 منحته الحكومة البريطانية وسام K.C.M.G بمناسبة عيد جلوسه الأول. وقد وضع أول نظام للجمارك في تاريخ الكويت في 15 مايو 1951 ، وفي إطار دعم الكويت للقضايا العربية صدر في 26 مايو 1957 مرسوم أميري بمقاطعة جميع البضائع الإسرائيلية.

وفي عام 1958 طالب رئيس وزراء العراق نوري السعيد الكويت بالانضمام إلى الاتحاد الهاشمي الذي يضم الأردن والعراق، ولكنه رفض الانضمام إلى هذا التحالف وقال بأنه لا يدخل بلاده في مثل هذه التكتلات.

وفي 25 فبراير 1960 تم إصدار طابعان بريديان بمناسبة عيد جلوسه، الأول كان أخضرًا وعليه علم الكويت وفئته 40 بيزة، أما الثاني فكان أزرق اللون وعليه علم الكويت أيضا وكان من فئة 60 بيزة، وبعد أن صدر الدينار الكويتي تقرر إلغاء جميع الطوابع الكويتية التي كانت تحمل فئة البيزة وتم استبدالها بطوابع أخرى كانت تحمل اللون الأخضر والأحمر والبني والأزرق الغامق والبرتقالي والأحمر الغامق من فئات فلس وفلسان وأربعة فلوس وخمسة فلوس وثمانية فلوس وخمسة عشر فلسًا وكانت هذه الطوابع تحمل صورة الشيخ عبد الله السالم الصباح.

وقد قام بعدد من التعديلات على مقر الحكم في قصر السيف، وقد بدأت التعديلات في 1961 واستمرت حتى 1962، وأطلق عليه اسم الديوان الأميري، وفي 1963 تم دمج العيد الوطني بعيد جلوسه وذلك لكي يتمكن الكويتيون من الاحتفال في هذه المناسبة، علمًا بأن الاستقلال كان في19  يونيو وهو في فصل الصيف الحار.

قام بالعديد من الإجراءات التي من شأنها إعطاء الاستقلال للكويت، حيث تسلمت الكويت في 1 فبراير 1958 مسؤولية الخدمات البريدية في الداخل، وقد تم إصدار طابع بريدي حمل صورته، وفي1  فبراير 1959 تسلمت الكويت المسؤوليات الخارجية للبريد، وقد تم إصدار طابع بريدي آخر يحمل صورته، وقام بوضع قانون للجنسية في عام 1959، وقام بحث دائرة المالية بإجراء دراسات عاجلة لإصدار عملة وطنية للكويت ووضع قانون النقد الكويتي في 19 أكتوبر 1960 الذي قرر بأن يكون الدينار الكويتي هو وحدة النقد الكويتي، وينص القانون أيضًا على إنشاء مجلس للنقد ليتولى مسؤولية إصدار النقد والمسكوكات الجديدة، وينص القانون على أن ينقسم الدينار إلى ألف فلس وأن ما يعادل الدينار هو 2,48828 جرام من الذهب الخالص وأن تكون فئات النقد التي يصدرها المجلس من فئات عشرة دنانير وخمسة دنانير ودينار واحد ونصف دينار وربع دينار، أما المسكوكات فكانت من فئة مئة فلس وخمسين فلس وعشرين فلس وعشرة فلوس وخمسة فلوس وفلس واحد، وفي 1 ابريل 1961 تم إصدار الدينار الكويتي للتداول وتم سحب أوراق النقد الهندية والمسكوكات الهندية وأعيدت إلى الهند وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الكويت والهند، وتم تزويد مجلس النقد الكويتي بالجنيه الإسترليني الذي يعادل للروبيات المسحوبة وذلك لتغطية الإصدار الأول من النقد الكويتي، وتم إعطاء مدة شهرين لإحلال الدينار الكويتي بدلًا من الروبية الهندية في جميع الدوائر والبنوك، وكان الدينار يحمل صورته وتوقيع رئيس مجلس النقد الشيخ جابر الأحمد الصباح وصور لمعالم النهضة في الكويت.

وفي 19 يونيو 1961 قام بالتوقيع على وثيقة استقلال الكويت من المملكة المتحدة مع السير جورج ميدلتن، وكان من شروطها بأن تستمر العلاقات مع المملكة المتحدة التي تسودها روح الصداقة والتشاور بين البلدين عند الحاجة في القضايا المهمة، وأن لا يؤثر استقلال الكويت على استعداد الحكومة البريطانية بمساعدة الكويت عند الحاجة.

وفي كلمته في يوم الاستقلال قال:" شعبي العزيز إخواني وأولادي في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل التاريخ ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما إنطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة."

وأضاف:

"ونحن على أبواب عهد جديد نرجو أن تبدأ الكويت انطلاقها بتقوية أواصر الصداقة والأخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق أماني الأمة العربية كما أن الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تعمل لخير العالم وأمنه وسلامه كلما كان ذلك في الامكان".

وكان ينوي أن يقوم باستكمال بناء الدولة الدستورية. وفي 26 أغسطس 1961 أصدر مرسوم أميري يدعو فيه إلى إجراء انتخابات عامة للمجلس التأسيسي وذلك كي يتولى صياغة الدستور.

كان أول رئيس لمجلس الوزراء في الكويت، وقام بتشكل أول وزارة بتاريخ الكويت في 17 يناير 1962، وقد استمرت الوزارة حتى 28 يناير 1963 عندما تسلم الشيخ صباح السالم الصباح رئاسة مجلس الوزراء[36]، وقد عين الشيخ صباح السالم وليًا للعهد في 30 أكتوبر 1962 وأصبح بذلك أول أمير يعين ولي عهد له، وقد اختار صباح السالم لأن كان أكبر أبناء العائلة بعد وفاة الشيخ فهد السالم ومغادرة الشيخ عبد الله المبارك للكويت.

بعد أن تعرضت الكويت إلى عدد من التهديدات من قبل عبد الكريم قاسم لضم الكويت إلى العراق بحجة أنها تابعة للبصرة دعى إلى انتخابات المجلس التأسيسي الكويتي في 26 أغسطس 1961 والذي سيمهد لوضع الدستور، وقد أنشأ المجلس التأسيسي في 20 أكتوبر 1962، وعملت لجنة خماسية لمناقشة الدستور تكونت من حمود الزيد الخالد وعبد اللطيف محمد الغانم والشيخ سعد العبد الله الصباح ويعقوب يوسف الحميضي وسعود عبد العزيز العبد الرزاق، وقد شارك في أعمال اللجنة الخبير الدستوري للمجلس عثمان خليل عثمان والخبير القانوني للحكومة محسن عبد الحافظ، وقد قدم الدستور إليه في 8 نوفمبر 1962 في قصر السيف، ووافق عليه في 11 نوفمبر 1962 بدون أن يطلب تغييرات فيه، وقد أجريت أول انتخابات لمجلس الأمة في أوائل عام 1963، وعند أول جلسة لمجلس الأمة قام بأداء القسم وذلك لأنه في الدستور يجب على الأمير بأن يقوم بالقسم أمام المجلس لكي يتولى الحكم في البلاد، وقد أداه بالرغم من مرور 13 سنة من توليه الحكم.

أهم التطورات في عهده

  • تقسيم الكويت لثلاثة محافظات
  • محافظة العاصمة: وتضم مدينة الكويت، كيفان، الدعية، الدسمة، المنصورية، الجهراء، الدوحة، الشامية، بنيد القار، وجزر وربة وبوبيان وأم النمل.
  • محافظة الأحمدي: وتضم الفنطاس، الفنيطيس، الضباعية، المنقف، الفحيحيل، الشعيبة، وجبل وارة والمقوع وكبر وأم المرادم، الصباحية ومنطقة البر المتاخمة لها.
  • محافظة حولي: وتضم مشرف، السرة، حولي، السالمية، العديلية، الشعب، الرميثية، الفروانية، الرأس، خيطان، العضيلة، جليب الشيوخ، الجابرية، جزيرتي فيلكا وعوهة.
  • في عام 1950 تم إنشاء أول محطة لتحلية مياه البحر في الكويت وكانت تقع في مدينة الأحمدي، وفي 1953 تم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في مدينة الكويت، وفي 12 مايو 1951 تم إنشاء «إذاعة الكويت»، وتم إنشاء ملحق للمستشفى الأميري في منطقة الصليبيخات في عام 1954، وتم إنشاء مستشفى الصليبيخات في عام 1954، وتم إنشاء مستشفى الطب النفسي في عام 1958، وأنشأ مستشفى الأمراض الصدرية في عام 1959، وصدرت مجلة العربي في عام 1958، وفي 15 نوفمبر 1961 تم افتتاح تلفزيون الكويت.
 وفاته:

 في 23 أكتوبر 1965 تعرض لوعكة صحية أثناء افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة، وقد ظل على فراش المرض لمدة شهر، إلى أن توفي في 24 نوفمبر 1965 في مقر سكنه في «قصر الشعب» متأثرًا بالمرض، وكان من الأطباء المشرفين عليه طوال هذه الفترة ناظم الغبرا وأحمد الخطيب والذي كان أيضًا نائبًا في مجلس الأمة.