ما هي صفة سجود التلاوة؟


السؤال: فضيلة الشيخ ما هي صفة سجود التلاوة، وهل ترفع اليدين عند أدائها؟
 
الجواب: سجود التلاوة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فعله أُثيب، وتركه فاته الخير ولا إثم عليه، وقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ السجدة على المنبر يوم الجمعة، ثم نزل وسجد، ثم لما كانت الجمعة الثانية، وسجد الناس معه، ثم لما كانت الجمعة الثانية قرأ آية فيها سجدة، فتهيئ الناس للسجود فقال رضي الله عنه وأرضاه: على رسلكم؛ إنها ليست بعزيمة.
 فسجود التلاوة حكمه أنه سنة، ليس بواجب ولا لازم، وأما بالنسبة لصفته، فإنه يكبر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كبّر، ويسجد مستقبل القبلة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في القبلة: (قِبلتِكم أحياءً وأمواتًا).
والسجود لغير القبلة لا نعرف له دليلاً؛ لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن السجود الشرعي: السجود للقبلة، وأما السجود لغير القبلة فلا يحفظ له دليل من الكتاب ولا من السنة، فكما أن المصلي إذا سجد، سجد للقبلة، كذلك إذا سجد خارج الصلاة فإن الأصل في الساجد أن يسجد للقبلة؛ فينبغي عليه أن يستقبل القبلة، ثم يكبر.
وهل يرفع لديه أم لا يرفع؛ المشهور عند جمع من العلماء عدم الرفع، لأن رفع اليدين فعل زائد ويحتاج إلى دليل، ولا يحفظ لذلك دليل، وأما بالنسبة لمن سجد فلا يخلوا من حالتين:
إما أن يكون جالساً وإما أن يكون واقفاً، فإن كان واقفاً وخرّ فلا إشكال.
وأما إذا كان جالساً فهل يقف ويلزمه أن يقف حتى يسجد؟ قال بعض العلماء: إذا أراد أن يسجد التلاوة وهو جالس فإنه يقف، لقوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعًا}، قالوا: والخرور لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل، والصحيح أنه لا يجب عليه أن يتكلف القيام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه تكلف القيام لسجود التلاوة.
وأما بالنسبة للذكر؛ فالسنة إذا سجد أن يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال اجعلوها في سجودكم، فدل على أن السنة إذا سجد سجود التلاوة أن يقول سبحان ربي الأعلى، فقوله إجعلوها في سجودكم عام يشمل كل السجود، وسجود التلاوة داخل في هذا العموم، وأما بالنسبة للأدعية المأثورة، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام في السنن أنه قال: (اللَّهمَّ اكتب لي بها أجراً، وضع عنِّي بها وزراً، واجعلْها لي عندَكَ ذخراً، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من نبيكَ وعبدِكَ داودَ).
وكذلك جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في سجوده للتلاوة: (سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره، وشقَّ سمعَه وبصرَه. وتبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين).
والله تعالى أعلم.