حكم الجمع بين الصلاتين عند نزول المطر - فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله


في إحدى المرات كنا عند بعض الجماعة فنزل المطر، وكان ذلك وقت صلاة المغرب، وبعد أن صلينا المغرب قال أحدهم: أقيموا صلاة العشاء فجمعنا العشاء مع المغرب، ولم أكن أعرف شيئاً عن ذلك، ولما سألته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نزل خير فاجمعوا) ولم أذكر بالضبط نص الحديث، فهل صلاتنا صحيحة؟ وهل ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب: الجمع في المطر وفي المرض مشروع، وهو من الرخص التي جاء بها الإسلام، وأما الحديث الذي ذكره لك الشخص (إذا نزل خير فاجمعوا) هذا لا نعلم له أصلاً ولا يعرف في السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه من عمل السلف ، من عمل السلف الصالح الجمع في المطر، وهكذا دل الحديث على ذلك حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إن النبي جمع صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء والظهر والعصر في غير خوف ولا مطر ولا سفر) فدل ذلك على أن الجمع للمطر أمر معلوم، كما أن الجمع للسفر أمر معلوم.فإذا كان هناك مطر يشق على الناس أو دحض في الأسواق وزلق في الأسواق يشق على الناس شرع الجمع من باب التيسير على المسلمين والتسهيل عليهم، وقبول رخص الله سبحانه وتعالى، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته).وهكذا المريض يجمع لدفع المشقة.