رقائق من أقوال السلف


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

تقسو القلوب لأسباب عديدة، من كثرة أكل وشرب وكلام ومخالطة، ومن سماع ومشاهدة لوسائل الاعلام والاتصال، فتحتاج إلى ما يرققها ويلينها، ويكون ذلك بطرق متنوعة، منها: القراءة في الرقائق.

ولأهمية الرقائق، فلم تخلو كتب الحديث النبوي منها،  قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال مغلطاي: " عبر جماعة من العلماء في كتبهم بالرقائق" والرقائق جمع رقيقة، وسميت هذه الأحاديث بذلك لأن في كل منها ما يحدث في القلب رقة.

للسلف أقوال في الرقائق، جمعت بفضل الله بعضًا منها أسأل الله أن ينفع بها.

** قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

_من لا يعرف نعمة الله إلا في مطعمه أو مشربه، فقد قلَّ علمه، وحضر عذابه.

_إنما أخشى عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل، فإن اتباع الهوى يصُدّ عن الحق ويذكر الدنيا، وطول الأمل ينسي الآخرة.

** قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:

_ من خالف قوله فعله، فإنما يوبخ نفسه.

_ ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها، فالموت اليوم جنة لكل مسلم.

_ لو وعِدَ أهل النار أن تخفف عنهم يومًا من العذاب لماتوا فرحًا.

_ ما أحد أصبح في الدنيا إلا وهو ضيف، وماله عارية، والضيف مرتحل، والعارية مردودة.

_ لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل.

_مع كل فرحة ترحه، وما مليء بيت حبرة إلا مليء غبرة.

_لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف وحتى يكون حامده وذامه عند سواه

** عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، لما أن حضره الموت، قال: انظروا أصبحنا ؟ فقيل له: لم تصبح، قال: انظروا أصبحنا ؟ فقيل له: لم تصبح،  حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له: قد أصبحت، قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار.

** قال أبو هريرة رضي الله عنه: إياكم ومحقرات الأعمال، فإنها تتراكم أمثال الجبال.

** قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث، ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه، وأبكاني ثلاث: فراق الأحبة: محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي أم إلى الجنة.

** قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

_ البر لا يبلي، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، فكما تدين تدان

_اسمعوا من أخ ناصح، إنكم تجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون، وتبنون ما لا تسكنون، فإن من كان قبلكم جمعوا كثيرًا، وأملوا بعيدًا، وبنوا شديدًا، فأصبح جمعهم بورًا، وأصبح أملهم غرورًا، وأصبحت دورهم قبورًا.

_ يا أيها الناس. إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، صوموا في الدنيا لحر يوم النشور، تصدقوا مخافة يوم عسير.

_ وكان إذا رأى جنازة، قال: اغدي فإنا رائحون، وروحي فإنا غادون، موعظة بليغة وغفلة سريعة، كفى بالموت واعظًا، يذهب الأول فالأول، ويبقى الآخر لا حِلمَ له.

 

** جاء رجل إلى أم الدرداء رضي الله عنها، فقال: إن بي داء من أعظم الداء، فهل عندك له دواء ؟ قالت: وما ذاك ؟ قال: إني أجد قسوة في القلب، فقالت: أعظم الداء داؤك. عدِ المرضى، واتبع الجنائز، واطلع في القبور، لعل الله أن يلين قلبك. ففعل الرجل، فكأنه أحس من نفسه رقة، فجاء إلى أم الدرداء يشكر لها.

** قال عمر بن عبدالعزيز: أيها الناس: أصلحوا سرائركم تصلح علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم.

** قال مطرف بن الشخير:

_ إن أقبح الرغبة أن تعمل للدنيا بعمل الآخرة.

_إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فالتمسوا نعيمًا لا موت فيه.

** قال الحسن:

_ ابن آدم تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك.

_ يا عبدالله، إنه من خوفك حتى تلقى الأمن، خير ممن أمنك حتى تلقى المخافة.

_ المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا يأنس في عزها للناس حال وله حال

_ كم من مستدرج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه.

_ يرحم الله رجلًا لم يغره ما يرى من كثرة الناس.

_ إذا رأيت من ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة.

** قال الربيع بن خيثم:

_ لا خير في الكلام إلا في تسع: التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر.

_كان إذا قيل: كيف أصبحت ؟ قال ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.

_ كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل.

_ وقال لأصحابه: أتدرون ما الداء، وما الدواء، وما الشفاء ؟ قالوا: لا، قال: الداء: الذنوب، والدواء: الاستغفار، والشفاء: أن تتوب فلا تعود.

** قال الفضيل بن عياض:

_ أعلم الناس بالله أخوفهم منه، ومن خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه شيء، ورهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة....وعلى قدر شوقه إلى الجنة.

_ من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.

_ من علم أنه عبد الله، وأنه إليه راجع، فليعلم بأنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فليُعد للسؤال جوابًا.

** قال سفيان الثوري:

_ أحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلح الله فيما بينك وبين الناس.

_ إن هؤلاء الملوك تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدنيا.

** قال ثابت البناني:

_  كنا نتبع الجنازة، فما نرى إلا متقنعًا باكيًا، أو مقنعًا متفكرًا.

_ اشتكى عينيه، فقال له الطبيب: اضمن له خصلة تبرأ عيناك، فقال: وما هي ؟ قال: لا تبك. قال: وما خير في عين لا تبكي.

** إسماعيل يحيى المزني كان يغسِّل تعبدًا وديانة، قال: تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي

** قال يحي بن معاذ الرازي: ما جفت الدموع إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب. قلت [القائل الذهبي]: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.

** قال الأصمعي: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء ؟ قال: الأجل، قيل: فما أبعد شيء ؟ قال: الأمل، قيل: ما أرجى شيء ؟ قال: العمل.

** عزى شبيب بن شيبة المهدي عن بانوقة (ابنته) فقال: يا أمير المؤمنين، ما عند الله خير لها مما عندك، وثواب الله خير لك منها.

** قال عبدالله العمري: ليس شيء أوعظ من قبر.

** قال هشام الدستواني: إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر.

** قال هرم بن حيان: ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا كالجنة نام طالبها.

** قال إبراهيم بن أدهم: قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.

** مرض عامر بن قيس فبكي فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما لي لا أبكي، ومن أحق بالبكاء مني والله ما أبكي حرصًا على الدنيا، ولا جزعًا من الموت، ولكن لبعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار، فلا أدري إلى أيهما أصير

** قال وهيب بن الورد: إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل.

** قال يحيى: ابن آدم، حُفت الجنة بالمكاره فأنت تكرها، وحُفت النار بالشهوات فأنت تطلبها، فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء، إن صبرّ نفسه على مضض الدواء اكتسب بالصبر عاقبة الشفاء، وإن جزعت نفسه على ما تلقى من ألمِ الدواء طالت به علته.

** قال يزيد بن ميسرة: البكاء من خشية الله، فذلك الذي تطفى الدمعة منه أمثال الجبال من النار.

** قال بعض السلف:

_القلوب جوالة فقلب يجول حول العرش وقلب يجول حول الحش، الدنيا كلها حش وكل ما فيها من مطعم يؤول إلى الحش، وما فيها من أجسام ولباس يصير ترابًا.

_ آدم أخرج من الجنة بذنب واحد. وأنتم تعملون الذنوب وتكثرون منها وتريدون أن تدخلوا بها الجنة

** قيل لبعض المجتهدين في الطاعات: لم تعذب هذا الجسد؟ قال: كرامته أريد.

** قال الغزالي: الغافل في غير طاعة تقرّبه إلى الله زلفى، متعرض في يوم التغابن لغبينة وحسرة ما لها منتهى ولهذا الخطر العظيم والخطب الهائل شمر الموفقون عن ساق الجدّ واغتنموا بقايا العمر حرصًا في طلب القرب من الملك الجبار والسعي إلى دار القرار

** قال أبو الوفاء ابن عقيل: الشيب مرض الموت لولا أنه مألوف، وإلا فسل عنه الطب، فقل: ما هذا العارض ؟ هل هو زائل، أم لا ؟ فإذا أجمع الكل على أنه ذبول يتزايد، وتحلل يترادف ويتتالى، فاعلم أنه مرض الموت،...فتأهب للنقلة، فقد استقرت العلة،...إنني لك ناصح...يا أخي: فما غسلت سيئة بأحسن من دمعة حسرة على فائت من عمرك في غير ما خلقت له.

** قال الإمام القرطبي: طول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء، ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء، ويئس من برئه الحكماء والعلماء، وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها، والإعراض عن الآخرة. قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.

** قال العلامة ابن القيم:

_الكفر والمعاصي، والفسوق كله غموم، وكلما عزم العبد أن يخرج منه، أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفُه، فلا يزالُ في غمٍّ ذلك حتى يموت، فإن لم يخرج من غمِّ ذلك في الدنيا، بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة، وإن خرج من غمه هاهنا خرج منه هناك.

_الناقد يخاف دخول البهرج عليه واختلاطه بماله، والمبهرج آمن، هذا الصديق يُمسكُ بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وعمر يناشد حذيفة: هل أنا منهم، والمخلط على بساط الأمن.

_ الحيوان البهيم يتأمَّلُ العواقب، وأنت لا ترى إلا الحاضر، ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحرُّ، والذَّرُّ يدَّخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء، وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقُلُ العيدان لبناء العُشِّ قبل الوضع، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر.

_ كيف يفلحُ من يشكر الليلُ إلى ربه من طول نومه، والنهار من قبيح فعله، كيف يفلح من هو جيفة بالليل قطرب بالنهار

_إذا جنَّ الليلُ وقع الحربُ بين النوم والسهر، فكان الشوقُ والخوفُ في مقدمة عسكر اليقظة، وصار الكسل والتواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل العزمُ حملةً صادقة هزم جنود الفتور والنوم، فحصل الظفرُ والغنيمةُ، فما يطلُعُ الفجرُ إلا وقد قُسمت السُّهمان وما عند النائمين خبر.

_ أدع نفسك إلى ما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته من النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، والفوز الأكبر، وما أعد لأهل البطالة والإضاعة من الخزي والعقاب والحسرات الدائمة، ثم اختر أيُّ القسمين أليق بك، وكلّ يعمل على شاكلته.

** قال الحافظ ابن رجب:

_قال بعض السلف: خوف الله تعالى منع قلوب المؤمنين الصادقين عن زهرة الدنيا وعوارض الشبهات،...فأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل، وإذا فارق خوف الله الجسد خرب حتى أن المار يمر بالمجلس فيقولون بئس العبد فلان فيقول بعضهم لبعض: ما رأيتم منه؟ فيقولون: ما رأينا منه شيئًا غير أنا نبغضه، وذلك أن خوف الله فارق جسده.

_عجبًا لمن رأى الدنيا وسرعة تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.

_ أعظم عذاب أهل النار حجابهم عن الله عز وجل، وإبعادهم عنه، وإعراضه عنهم، وسخطه عليهم، كما أن رضوان الله على أهل الجنة أفضل من كل نعيم الجنة، وتجليه لهم ورؤيتهم إياه أعظم من جميع أنواع نعيم الجنة.

_ لا يزال أهل جهنم في رجاء الفرج إلى أن يذبح الموت، فحينئذ يقع منهم الإياس وتعظيم عليهم الحسرة والحزن.

_ العارفون بالله، المنقطعون إليه في الدنيا، والمستأنسون به دون خلقه، فإن الله بكرمه وفضله لا يخذلهم في قبورهم، بل يتولاهم، ويؤنس وحدتهم.

_ذكر ابن أبي الدنيا عن عبيد الله بن محمد التميمي، قال: سمعت أبا بكرٍ التميمي _شيخًا من قريش_ قال: كان يُقال: إن ضمة القبر إنما أصلها أُمُّهم، ومنها خلقُوا، فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما ردُّوا إليها أولادها، ضمتهم ضمَّ الوالدة التي غاب عنها ولدُها، ثم قدم عليها، فمن كان لله عز وجل مطيعًا ضمتهُ برأفةٍ ورفقٍ، ومن كان لله عاصيًا ضمته بعنفٍ، سخطًا منها عليه لربها.

_رأى الحسن قومًا يزدحمون على حمل نعش بعض الموتى الصالحين، فقال: في عمله تنافسوا.

يشير إلى أن المقصود الأعظم متابعته في عمله، لا مجرد ازدحام على حمل نعشه. وفي هذا تحذير من الغفلة عن تدبر الآيات، فمن رأى ما حلّ بالعصاة ولم يتنبه بذلك من غفلته، ولم يتفكر في حالهم، ويعتبر بهم، فليحذر من حلول العقوبة به، فإنها إنما حلّت بالعصاة لغفلتهم عن التدبر، وإهمالهم اليقظة والتفكر.

** قال الحافظ ابن حجر:

_شأن المسلم أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغير عمله السيء.

_قوله صلى الله عليه وسلم: (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا )) العلم هنا ما يتعلق بعظمة الله، وانتقامه ممن يعصيه والأهوال التي تقع عند الموت وفي القبر ويوم القيامة

_المحتضر إذا ظهرت عليه علامات السرور كان ذلك دليلًا على أنه بشر بالخير، وكذا بالعكس.

_ من علامة السعادة أن تطيع، وتخاف أن لا تقبل، ومن علامة الشقاوة أن تعصي، وترجو أن تنجو.

 _سئل بعض السلف: عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة ؟ فقال: لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فثقلت، فلا يجملنك ثقلها على تركها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فلذلك خفت فلا يحملنك خفتها على ارتكابها

_قال ابن بطال: الستون قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية

** قال العلامة السعدي: أي حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته واستحقاق سخطه والنار على وجه لا يتمكن الرجوع ليستأنف العمل ولا سبيل له إلى تغير حاله بالعود إلى الدنيا ؟..والحال أنهم في الدنيا في غفلة عن هذا الأمر العظيم لا يخطر بقلوبهم، ولو خطر فعلى سبيل الغفلة، قد عمتهم الغفلة وشملتهم السكرة.

** قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز: ما يحصل في هذا الكون من آيات تهز المشاعر والأبدان كالصواعق والرياح الشديدة والفيضانات المهلكة، والزلازل، وما يسقط بسببها من شامخ البنيان، وكبار الشجر، وما يهلك بسببها من الأنفس، والأموال، وما يقع في بعض الأماكن من البراكين التي تتسبب في هلاك ما حولها ودماره، وما يقع من خسوف وكسوف في الشمس والقمر، ونحو ذلك، مما يبتلى الله به عباده، وهو تخويف منه سبحانه وتعالى وتحذير لعباده من التمادي في الطغيان، وحثّ لهم على الرجوع والإنابة إليه، واختبار لمدى صبرهم على قضاء الله وقدره، ولعذاب الآخرة أكبر ولأمر الله أعظم.

** قال العلامة العثيمين: إذا رأيتَ الناس يتزاحمون على أبواب المستشفيات ولكنهم في غفلة عن أبواب المساجد، فاعلَم أن الوضع ليس بحسنٍ؛ لأن تكالُب الناس وحرصَهم على شفاء الأمراض البدنية دون الأمراض القلبية، دليلٌ على أن هناك انتكاسًا والعياذ بالله لأن الحقيقة أنه من العقل ومن الدين أن يكون الإنسان على الشفاء من الأمراض الدينية القلبية، أحرصَ منه على الشفاء من الأمراض الجسمية.

** قال الشيخ عبدالله خياط: الارتحال الدائم في دنيا الناس الذي يُترجم عنه بالنقلة من دار إلى دار أو من بلد إلى آخر، هو ارتحال مُصغر يُذكرنا دائمًا بالارتحال الحتمي الذي لا مفرّ منه ولا مندوحة عنه إنه الارتحال إلى دار البقاء لكل من عاش على الغبراء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

الموسوعة الذهبية

-

ابو سامي

23:54:28 2016-02-21

شكرا على هذا الكتاب الرائع