يمر يومنا هكذا نمارس فيه الكثير من الأشياء، ونقع فيه بالكثير من الأخطاء وربما لكثرتها وتكرارها نسينا أنها أخطاء فيستفحل الأمر بنا عندما يصبح الخطأ عادة.
الإيذاء:
تؤذين.. نعم ربما أنك تؤذين جارة لك أو صديقة وربما أخت وقد يكون الأمر أعظم بأن تتخطي حدودك مع أم والإيذاء يكون باللسان وليس فقط باليد كما يظن البعض.
فكثيراً ما نقذف بالكلمات دون أن نلقي بالاً لفحواها، ويزيد الأمر سوءأً إذا تعمدنا أن نجرح بها مشاعر من حولنا
عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - عليه الصلاة والسلام -: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)) متفق عليه.
التباغض والتقاطع والتدابر:
نشهد في يومنا خلافات ومشاكل عديدة قد تفضي بنا إلى التباغض وأحياناً كثيرة التقاطع، وكل هذه الأمور من القضايا المنهي عنها، ولكننا للأسف نقوم بها دون أن نحاسب أنفسنا قال الله - تعالى -: ( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ فَأَصلِحُوا بَينَ أَخَوَيكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَة ) .
وعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث).
بينما يهجر بعضنا بعضاً بالأيام والشهور.
سوء الظن و تتبع عيوب الغير:
تحليل دقيق تخضع له كل جملة تمر على مسامعنا، لماذا قالت لي ذلك فلانة ذلك الكلام، لاشك أنها تقصد شيئاً آخر، وما الذي رمته تلك بنظرتها إلي... تحولت الكلمات البريئة في قاموسنا إلى حروف ملغمة يطلقها من حولنا إلينا.. هذا هو سوء الظن الذي وللأسف صار الكثير منا يقع فيه.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)
ومن جهة أخرى فقد غدا تتبع عيوب الآخرين وقذفهم بالصفات شيئاً عادياً يتخلل أي حديث، بل صرنا ننصب أنفسنا حكماً نقيم الناس بين الجيد والسيء، بين الصادق والكاذب وغيرها من الصفات الكثير.
يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم –( ولا تجسسوا، ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا التقوى ها هنا ) .
ويشير إلى صدره ( بحسب امرئٍ, من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
ولا تجسسوا في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعني: أي لا تتبعوا عيوب الناس والتنافس تعني: الرغبة في الشيء والإنفراد به.
الحسد شرارات قاتلة:
أصبحنا نسمع كثيرا عن الحسد، وتفشى الخوف منه داخلنا صرنا نخاف على أنفسنا، أولادنا ممتلكاتنا، حتى علاقاتنا مع أزواجنا..
والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبهاº سواء كانت نعمة دين أو دنيا قال الله - تعالى -: ( أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ )
و الحسد موجود في كل زمان ومكان ومنذ أن خلق الله البشر، لكن مما يؤسف له أن يكون الحسد أو الإصابة بالعين من أهم أسباب الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي وقف الطب أمامها عاجز (كالسرطان) وغيره، أمراض مستعصية كثيرة كما أثبته أصحاب الرقية الشرعية والمهتمون بهذا الجانب.
فلو تأملنا في حال كثير من ضحايا (المرض الخبيث)، الذي قد يسقطون فجأة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومنهم الكبير والصغير والغني والفقير.. للمسنا من وراء كثيرها حسداً والله أعلم.
نعم.. إنه الحسد فكم من بيوت هُدمت وتشرد أبناؤها.. نعم.. إنه الحسد فكم من أجساد تألمت وفشل معها دواؤها.
نعم.. إنه الحسد فكم من مواهب دمرت وتوقف إبداعُها.
إذاً لماذا لا يُصاحب وصف النعمة التي وهبها الله لبعض من الناس، ذكر الله - تعالى -وذلك تبرأة للذمة وحرصاً على سلامة الجميع.
كما يجب أن لا ننسى أهمية المداومة على الأذكار مع اليقين إذا شاء - سبحانه - بعد التوكل عليه وأنه هو النافع والضار ولا أحد سواه، هذه الأذكار معروفة لدى كثير من الناس.
إن ذكر الله ليس صعباً خاصة حينما يتخلل أحاديثنا شيء من عبارات المديح أو الوصف سواء غاب الناس أم حضروا.
كما أن الرقية الشرعية من كتاب الله - تعالى - هي خير علاج لمثل هذه الحالات (الإصابة بالعين) وقبل دخول المرء في مراحل المرض المتأخرة.
هذه الرقية سواء رقى المرء نفسه أو طلبها من عند أهل التقوى والصلاح مع التأكيد على الإيمان المطلق بأن الله هو الشافي وهو النافع والضار - سبحانه -.
ختاماً أقول:
عليكَ بذكرِ اللهِ عندَ كلِ صاحبُ نعمةٍ, وهل ترضى بأن تسلبها منهُ أو على الأرض تلقيهِ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد