اهتموا بالفكر لينضبط السلوك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

سلوك الإنسان الظاهر ما هو إلا نتاج لما يحمله من فكر لذا كان لزاماً على كل من يريد أن يوجه سلوك أحد معين فرداً كان أو جماعة أن يوجه فكره

أولاً لما يتناسب ويدفعه إلى السلوك المبتغى وحينما نستقرئ التاريخ وننظر في حقبة معينة من الزمن وكيف كان سلوك من عاشوا خلال تلك الحقبة نجد أنه كان يسيطر فكر معين يوجه سلوك أهل ذلك الزمان إلى ما كانوا عليه من السلوك السائد حينها فمثلاً كان سلوك العرب قبل الإسلام تجاه أمور معينة تتابع لما يحملونه من معتقدات ومفاهيم سائدة بينهم فمثلاً وأدهم لبناتهم ودفنهم لهن وهن أحياء غير مكترثين بجبلة العاطفة الجياشة تجاه فلذات الأكباد، ما كان ليتم لولا وجود لوث فكري مبني على مجرد احتمال سلوك منحرف على غير ما هو مقبول لديهم ومحكوم بضوابط اجتماعية سائدة وفي هذا الزمن نجد بعض السلوكيات المشينة في مجتمعات تصف

نفسها بالرقي والتقدم هذه السلوكيات تجعل الإنسان وكأنه يعيش في مجتمع بدائي لم تنزل عليه ديانات سماوية أعني بذلك أن يستسيغ الإنسان ويقبل فكرة شاذة ترى أن أجمل صورة للإنسان أن يظهر للعيان عرياناً كما خلقه الله وهذه إحدى النظريات الشاذة المقبولة في بعض المجتمعات الغربية إذاً لا فرق بين سمات الجاهلية قديما وحديثاً.

فمتى ما انحط الإنسان بفكره كان سلوكه نتاج لذلك الفكر المنحط والعكس صحيح فكلما ارتقى فكر الإنسان كان سلوكه على الدرجة نفسها من الرقي والسمو فعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي عاش في زمن الجاهلية التي كانت تئد البنات لما أسلم ورقى فكره بوحي السماء أصبح يبكي تارة ويضحك تارة أخرى على ما كان عليه من سلوكيات خاطئة في الجاهلية فيبكي حينما يتذكر وأد البنات ويضحك حينما يتذكر انه يعبد الثمرة ثم يأكلها وهذا حال ارتباط سلوك الإنسان بفكره قديماً وحديثاً مما يدفعنا إلى أهمية الاهتمام بالفكر وتقويمه لينضبط السلوك.

خصوصاً عند الناشئة حيث تتنازعهم دعوات فكرية خطيرة تتراوح بين الإفراط والتفريط ونحن أمة وسط كما وصفنا الله في القرآن الكريم ويخطئ بعض الناس حينما لا يكترس بما يحمله أبناؤه من فكر خاطئ تجاه قضايا مصيرية معاصرة دينية كانت كالإلحاد مثلاً أو الغلو أو دنيوية كعدم أهمية مواصلة الدراسة لشح الوظائف، كما يفعل البعض عن مصادر تغذيه بهذه الأفكار الخاطئة وسبب ذلك في الغالب عضوية بعض الآباء وعدم قدرتهم الفكرية على سبر الأمور المحيطة بهم أو لانشغالهم بأمورهم الخاصة وعدم اهتمامهم بهذا الجانب المهم حتى تغشاهم أهوال الأفكار الخاطئة والمؤثرات السلبية فيتنبهوا ولكن بعد فوات الأوان.

اللهم بلغت الله فاشهد.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply