الإيجابية تصنع التاريخ


  

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي في الإسلام، إخوتي الأحبة يا من قال عنا رسول الله، أننا نستظل بظل الله يوم لا ظل إلا ظل الله، لأننا ما أحببنا بعضنا إلا لله وفي الله وبالله، فكنا أحبة متقابلين كما أراد الله وكما أراد نبيه الكريم الحبيب، أما بعد:

 

أفلسنا مسلمين؟ سؤال فيه نوع من الغباء أليس كذلك؟ لا تستعجلوا فوالله ما سألت السؤال اعتباطا لا سمح الله، بل له مغزى في قلبي أكشفه لكم بعد قليل.

أفلا نحب الله؟ لا تستعجل أعرف أنك تحبه، لكن كيف تحب الله؟ تحبه وأنت جالس على أريكتك الناعمة الكبيرة بجانب هذا الجهاز السريع الذي يوفر لك أكبر كم من المعلومات؟ قل لي بربك كيف تحب الله؟ أتحبه وأنت جالس بجانب مائدة الطعام؟ وهي تحمل في جعبتها أطيب أنواع المأكولات؟ من الهريس والكبيس.... والخ.

قلي بربك أتحب نبيك؟ تقول الآن في قلبك يال هذا الكاتب المزعج، أليس كذلك؟ لا والله لا أحمل في قلبي إلا خيرا لك وعليك فأنت أخي وأحب لك والله كل الخير.

 

كيف صنع الناس التاريخ؟ كيف بنوا هذه الحضارات، قل لي بر بك كيف قامت دولة مثل ألمانيا، بعدما استسلمت يوم 8 من مايو 1945، كيف قامت على رجليها، عندما كان الشعب بأكمله محبط منهزم، حيث كان يوجد 5 مليون أسير، وانتشرت الاعتقالات في كل مكان وخلى البلد من الرجال عمود الدولة وقوتها، لا تنسى أن بين 80 بالمئة وتسعين بالمئة من البناء والبنية التحتية مهدومة، وزيادة على ذلك كله كانت محتلة من أربعة دول: فرنسا وبريطانيا وروسيا وأمريكا.... بل هناك 15 مليون لاجئ من روسا...... كل هذا والمزيد. لكنهم قاموا على رجليهم، لا تقل لي كيف، لأني سأقول لك راجع التاريخ نعم راجع التاريخ انظر كيف حملت النساء الطوب الأحمر لإعادة البناء نعم طوبة طوبة، النساء والأولاد والشيوخ............ أين الرجال؟ لا رجال... نعم لا رجال.

النساء والأطفال والشيوخ قاموا بالبحث عن الطوب، وحاولوا أن يزرعوا في بالهم وتفكيرهم وعقلهم أننا شعب نستطيع الوقوف على رجلينا من جديد، إننا شعب قوي، بدأ الأطفال بجمع الكتب من بين الركام للدراسة من جديد وفتح المدارس من جديد، انظر لهذا التصميم الغير طبيعي، نعم إنها الإيجابية، وللأسف نحن أصحاب الدين الأعظم، و الرسول الأكرم، والرب الأرحم، لا نفعل ما يفعله أعدائنا فسبحان الله لماذا نبكي على ضياع غرناطة أو الحمراء.

أنظر للشعار الذي وضعوه وعلقوه في كل مكان ليجعلوا من العمل تظام حياة (لا تنتظر حقك، أفعل ما تستطيع))، وهذه كانت البداية، حيث عام 1975 صارت المانيا رقم 3 في التنمية. ورقم 2 في التصدير في العالم كله، وبدأت ببناء المصانع وجلب الشبان من تركيا وتشغيلهم في هذه المصانع، ثم إعادة بناء العمارات الساقطة، والمهم الأهم إعادة الأمل للشعب الألماني

كيف نجحت ألمانيا، كيف بنت نفسها، ولماذا بنت نفسها بسرعة من جديد، قل لي بربك ألا تغار منهم، ألا تحسدهم على ما هم عليه، ألا تحس بالغيظ، قل لي بربك من أصح منهجا، وأقوم نظاما، وأصلح دينا، إنه وبدون تفكير دين محمد - صلى الله عليه و سلم -.

 

ثم تعال معي نتفكر قليلا في اليابان حيث خرجت من الحرب وهي شبه منفية عن وجه هذه البسيطة جراء الهدايا الأمريكية المتساقطة عليهم من كل حدب وصوب، لكن ما الذي أعادها دولة صناعية قوية ذات كلمة في عالم المال والرأي،،،، سوف تستغرب، سوف تصعق، سوف تتعجب:

إنها البوذية لا تستغرب نعم إنها البوذية، حيث كان يقول لهم بوذا ((اشتغل وقدس عملك))، ونجحوا، ونجحوا، ماذا فعلوا، نعم لقد أخذوا جنود الجيش الياباني المنهزم إلى المصانع وبدأوا بتشغيله ليلا نهارا دون توقف حتى يسقطون من التعب مغمى عليهم - ألا نخجل من أنفسنا والله عيب علينا أن نرى أصحاب الديانات الزائفة يصنعون العجائب، ونحن قاعدون لا شغل ولا مشغله -.

ثم بعثوا الشباب إلى عدوتهم اللدودة (أمريكا) ليتعلموا فيها آخر وأحدث التطورات في عالم العلم، وبدأت الصحافة اليابانية بدعم الشباب والتثبيت من خطاهم، حيث يسجلون خبراتهم وإنجازاتهم في الصحف والمجلات، والذي حصل أنهم كانوا يملكون (إرادة تتفجر [/، SIZE]، وتعالوا مع بعض نرى صادرات اليابان عام:

1952 - 5 مليون دولار

1970 - 3 بليون دولار

1991 - SIZE=4386 بليون دولار

 

يا للعجب، هذه ضربة قوية عمدت توجيهها إلى الشباب لكي يشعروا ولو لدقيقة أنهم على خطأ، وأن الإسلام ليس فقط مجموعة عبادات، تؤدى ثم ينتهي الإسلام هذا ما لا نريده نحن المسلمون العاقلون ونرجوا أن نكون كذلك، وهذا ما يريده أعدائنا من الطوائف المختلفة.

 

ثم دعونا أخيرا نتلوا مع بعض آية لو تفهمنا معناها لبكينا كثيرا على ما فاتنا من هذا القرآن العظيم وتفهم آياته التي تتملكها الحكمة في كل حرف من أحرفهم:

يقول الله في سورة النحل آية رقم6 7 ((وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم))، تفكروا معي أخوتي في هذين المثالين اللذين ضربهما الله - تعالى - لنا، فواحد تتملكه السلبية القاتلة التي إن شبهتها فإنك لا تجد مثالا أقرب من الكرسي الذي تجلس عليه الآن، والرجل الذي تتكلمه الإيجابية العملية والتي إن بحثت عن شبيه لها لأنك ولا ريب ستجد ((الهدهد)) نعم الهدهد الذي ما فتئ يبحث عن من لا يوحد الله فينقل الى سليمان رسول الله خبره، لم يقل مالي ومال قوم سبأ، بل سعى وتعب وخاض وراح وجاء، لا بل وتخلف عن جمع سليمان حيث قال ((لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين))، وجاءه الهدهد وخبره الخبر حيث قال (أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين))، يا سبحان الله، والله كم من أعجمي خير من بشري، وكم من طائر، خير من كثير من العشائر، فلله درك يا هدهد، صرنا نضرب فيك المثل في العمل والمثابرة والإيجابية، وصار يضرب فينا المثل في الكسل.

 

ثم تفكر معي في سورة كلها عمل، كلها حركة، كلها ايجابية، كلها أمل، كلها نظر إلى الأمام، نعم إنها سورة الكهف، التي تقرأها كل جمعه ترى فيها العجب العجاب من معجزات الله وغريب خلقه في هذه السورة الرائعة، أولها قصة الشباب الملتزم الذي واجه الظلم، ووقف ينصح الحاكم، ففروا إلى الله ومن الله.

ثم ثانيا قصة صاحب الجنتين، حيث ترى الصاحب ينصح صاحبه ويحذره من سوء التدبير والتفكير.

ثم ثالثا قصة الخضر مع موسى، حيث ترى فيها المعلم مع تلميذه، يعلمه ويفهمه، ويعينه ويساعده.

ورابعا ترى قصة ذي القرنين، التي ترى فيها حوار القائد مع رعيته، وتبادل المساعدة حيث ترى في قصته حركة غير عاديه ((حتى إذا بلغ بين السدين)) و ((حتى إذا بلغ مغرب الشمس)) و ((حتى إذا بلغ مطلع)) كلها حركة وايجابية، وكأن السورة تقول لنا، يا مسلمين، الله ما خلقكم للأكل فقط، ما خلقكم للنوم فقط، ما خلقكم للهو واللعب فقط، ما خلقكم للصلاة فقط، ما خلقكم للذكر فقط............ هناك أهادف كثيرة يجب إن تحققها، ولكي تحققها لا بد لك من أن تكون ايجابيا، فطنا، ذكيا، متوكلا على الله ذا بصيرة وأمل..........

 

هذه والله نصيحتي التي أردتها لك، افعل شيئا في هذه الحياة، لا تكن صفرا، لا تمت وأنت لم تفعل شيئا على وجه هذه البسيطة تفيد دينك ووطنك، افعل شيئا يعيد للأمة مجدها، لا تقل لا أستطيع بل ابدأ بنفسك، بأخيك، بوالدك، بأعز الأصدقاء لديك، اعمل شيئا، لا تقف، دعنا مع بعضنا نصنع الحياة، نخترع التاريخ، نخيط المستقبل بأناملنا.

 

أطلت عليك ألست كذلك، سامحني أعرف ذلك، ولكن حبي لك أخي أجي على هذا والله ما أحسست إلا والأنامل تجري على سطح الكيبورد وكأنه ملعب للكرة، سامحني أطلت عليك،لكن لا تنزعج مني، وأرجو منك أن تتفهم ما أردت من هذا المقال الذي كتبت فيه ما تتناقله الدروس هنا وهناك وما يذكره الشيوخ والأساتذة الأفاضل،.

نقلت لك ما يجب أن ينقل في الوقت الحاضر، ما يجب أن تفعله، هذا ليس وقت النوم، استيقظ من غفوتك، أرق على وجنتيك نتيفات من الماء البارد كي تستيقظ من غفلتك، لا تقل لست بغافل، كلنا غفلنا وكلنا ذو خطأ، ابدأ بأصحابك وعهم قل لهم استيقظوا، اصرخ في وجه الظلام، قل لا للكسل،،، لا للوهن،،،،، لا للمعصية.......لالالالالا

سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply