حصائد الألسن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أما بعد:

فإن من أكثر المعاصي شيوعا في حياة المسلمين ما كان بسبب اللسان, وقد تكون العلة البارزة في ذلك راجعة إلى استهانتنا بحجم هذه المعاصي وبالتالي عقوبتها عند الله – تعالى- ونتناسى بأنها من أخطر الذنوب و أكثرها جرا للناس إلى مهاوي الهلاك و لكم نجد التحذير تلو التحذير منها في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم, وفيما أثر عن السلف الصالح - رضوان الله عليهم -.

 

 يقول الحق - عز وجل- في إنذار شديد في سورة ق \"وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد\" [اية18] وقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يوصي معاذاً - رضي الله عنه- فيما رواه الترمذي \"ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم\"، وعن أبي هريرة عن النبي - عليه الصلاة والسلام- قال \"من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلبقل خيرا أو ليصمت\" متفق عليه، وفي حديث آخر \"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله – تعالى- ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله – تعالى - لا يلقي لها بالا يهوى بها في نار جهنم\"رواه البخاري.  

 

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: \"إذا أصبح ابن ادم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك,فإن استقمت استقمنا , وإن اعوججت اعوججنا\" رواه الترمذي.

 

وقد قال الإمام النووي - رحمه الله - في كتابه \"رياض الصالحين\" اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير في العادة و السلامة لا يعدلها شيء  ونحن في عصرنا الحالي لم نعد نستطيع الاقتصار على الكلام الذي ينطوي على المصلحة كما دعا إلى ذلك الأمام النووي - رحمه الله - ولكن فلنحاول على الأقل ألا نورد أنفسنا موارد التهلكة, وأن نلقي بالا إلى كل ما يصدر عن ألسنتنا, وان نحاول الاقتصاد في الكلام ما استطعنا.

 

وكما قال الشاعر:

إن كنت تبغي العلا للجنان    فعليك يا صاح بحفظ اللسان

 

ومن حصائد اللسان التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كثيرة ومتعددة فيجب على الإنسان أن يحذر ، وأن يتقي الله في هذه  القطعة البسيطة التي تورد الإنسان المهالك ومن حصائد الألسن التي وردت في القرآن والسنة :الغيبة, النميمة, البهتان, شهادة الزور, الكذب إلخ.

ونوصي بخاصة في هذا الشهر الكريم أن يتقي الله ربه جل وعلا في صيامه كي لا يجرح صيامه، فالصيام صيام عن المفطرات الحسية والمعنوية، فالله الله في صيامنا، والله الله في ألستنا.

 

والله الموفق إلى ما فيه الخير

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply