الاحتواء... أو الذبول


 
 

تنتشر فيما حولنا، في كل بيئة، وفي كل مجتمع طاقات مهدرة وقدرات كامنة هائلة، تضيع في شتى المجالات، تتسرَّب  من بين أيدينا حتى تتلاشى وتصير إلى عدم، هذا إن لم تصرف في غير المصارف السليمة..

هذه الطاقة تتمركز في عضد الأمة الفتيّ، وفي وجدانها الحي، ومنبع الحياة فيها، إنها في فئة الشباب، هذه الفئة التي تكاد تضيع في خِضّم التيارات المتلاطمة ..

كثيرات مِن هذه الفئات مَن ترى التميٌّز يشعٌّ من عيونهن، ولكن حالهنّ يقول: لست أدري!!

كثيرات كثيرات يسرن ولم يحدِّدن لهنّ هدفاً، أو حدَّدنه لكنَّهن ضَللن طريقه، يمشون وراء الماشين، لكنَّها مِشية المتخبِّط الذي لا يدري لماذا وكيف , وإلى أين...

منهن من حاولن وسعين ـ ولم يكن سعيهن جاداً ـ فعجزن .

تقول لي إحدى الفتيات:

\"والله إنِّي لأحسٌّ أحياناً بالضياع إلى درجة كبيرة أتمنى معها مفارقة الدٌّنيا ـ عياذاً بالله ـ نفس تنازعني، وشيطان يدفعهاº وفتن تموج، وفوق ذلك كلَّه يأس... لا أحس أنَّني ثابتة داخلياً وسط هذه المعمعة..، أعظم ابتلاء لي هو وجودي في هذه الدٌّنيا، وتجاوزي مرحلة الطفولة وولوج دنيا لا أعرف عن مكنوناتها الكثير\".

نعم كثيرات يفكِّرن بهذه الطريقة، وهن بحاجة لمن يقف معهنّ وقفة جادة لا وقفة متذبذبة، حسب وقت الفراغ ، فإنقاذ مسلم أو مسلمة من حال غفلة وضياع وفراغ، ونقله إلى حيّز الفاعلية لا الهامشية، ليس بالأمر الذي يقنع منا بنوافل الوقت.

وذلك لا يتمٌّ إلاَّ من خلال الاحتواء الحقيقي لهذه الفئة، عن طريق الدخول في شجونها، وإخراجها من وهدة اليأس إلى ربوة التفاؤل الدافع للعمل و الإنتاج، وكسب ثقتها بالتآخي لنحميها من الذبول والضياع في دوامة المتغيرات الجارفة لتكون متوافِقةً مع داخلها ومتصالحة مع مجتمعها المسلم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply