أنا وأهل زوجي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال

فضيلة الشيخ: ابتلاني الله بأهل زوج لا يخافونه، فمنذ سنوات وأنا أذوق منهم الأمرين، رغم أني في منزل مستقل لكن شرهم يطولني حتى في الهاتف، صبرت وصبرت لم يبق شيء من أنواع التودد والتقرب إلا وجربته معهم، أسبغت عليهم العطايا والهدايا مع قلة حيلتي، ومع أن زوجي يعطيهم ويحرمنا، تنازلت عن الكثير من مبادئي لأرضيهم، ساعدتهم ووقفت بجانبهم في محنهم ومنحهم، أهنت نفسي كثيرا لأجلهم تحملت إهمال زوجي لي ولأطفالي من أجلهم، صبرت على أذاهم وعفوت عنهم، والنتيجة استمرار أذاهم الذي لم أعد أستطيع تحمله، يريدون أن يديروني مثل اللعبة بين أيديهم، لا يريدون أن يكون لي أي كلمة أو رأي، حتى على أطفالي يريدون أن أكون أقل منهم في كل شيء، يجن جنونهم عندما يرون معي شيئاً جديداً ولو كانوا قد امتلكوا الكثير منه، يعيرونني بالتزامي بحجابي الكامل ويسمونه تزمٌّتاً، يغيظهم ألا أجالس إخوانهم الشباب، وألا أدخلهم بيتي بدون حضور زوجي. أصابتني حالة نفسية لا يعلمها إلا الله اضطررت إلى الذهاب للطبيب النفساني وأخذ العلاج.

سؤالي: هل في امتناعي عنهم وعن زيارتهم قطيعة رحم؟ ويعلم الذي لا إله إلا هو أني أريد اكتفاء شرهم، والبعد عن أذاهم، فبمجرد تذكرهم تصيبني حالة من التوتر والحزن والكآبة لا يعلمها إلا الله.

 

الجواب

أيها الأخت الكريمة: إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، ولكن ماذا يجب أن يفعل من ابتلي؟ إن الواجب عليه الصبر واحتساب الأجر من الله تعالى-، وإن الفرج قريب، وإن مع العسر يسرا، وإن المؤمن مبتلى في هذه الحياة، ونوصي الأخت بما يأتي:

(1) عدم اليأس من حل هذه المشكلة، والتي هي مع أهل الزوج والتفكير في حلول أخرى مناسبة لم تجربينها، وقد تكون أنفع في حل المشكلة.

(2) الالتجاء إلى الله وطلب الفرج منه - سبحانه وتعالى -- وكل شيء بيده - سبحانه وتعالى --.

(3) التمسك بدينك والتزام حجابك، وعدم الانصياع والتأثر بكلامهمº لأن الالتزام بالحجاب إنما هو طاعة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وصيانة المرأة عن التبذل وحفظاً لها.

(4) عدم الجلوس مع الرجال الأجانب سواء كانوا إخوة للزوج أو بني عمومة أو غيرهم، خاصة في حال الخلوة أو كشف الوجه أو شيء من البدن لهم، وإن ذلك مخالف لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك عدم إدخالهم المنزل إلا بحضور زوجكº فإن هذا هو عين الصواب، وينبغي على زوجك أن يحمد الله على أن رزقه الله هذه الزوجة الصالحة التي تحفظه في غيبته.

(5) أما بالنسبة لتعبيرك أنك حضرية والسخرية منك، فإن هذا شأن المنحرفين عن الدين الجهلة، وقد أوذي الرسل - عليهم السلام -، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم- وسلف الأمة، وفي النهاية كانت العاقبة لهم، قال الله تعالى-: \"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون\" [العنكبوت: 2].

(6) أما الجواب عن سؤالك حول امتناعك عنهم وعن زيارتهم وقطع رحمهم، فإنه كما لا يخفى أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، وأن الواصل يطلب الأجر من الله - سبحانه وتعالى --، وأن أجر الصابرين الجنة، وربما يكون ما أصابك من أذى خيراً لك في الدنيا والآخرة، فإن الخير لا يعلمه إلا الله، قال تعالى-: \"فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً\" [النساء: 19]، فعليك بالموازنة بين قطيعتهم وصلتهم، وما يترتب على ذلك في الدنيا والآخرة، وعلى أولادك وزوجك، واتقي الله في ذلك كله وعلى كل حال إن العلاقة التي بينك وبينهم علاقة مصاهرة وليست علاقة رحم، فإن قطعك لهم لتجنب شرهم لا يعد من قبيل قطيعة الرحم، ولكن لا تحرضي زوجك على قطعهم، فإن ذلك هو قطيعة الرحم، هذا والله أعلم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply