عندي سؤال مهم جداً وأريد الإجابة عليه فورا لان بيني وبين رافضي مشادة حول أن ((طه)) و ((يس)) من أسماء النبي صلى عليه وسلم هل هذا الكلام صحيح وذكر في التفاسير وما يكون تفسير الكافي هذا... وجزاكم الله خير
الجواب:
أخي
ما سألت عنه - أي \" طه \" و \" يس \" - هي أحرف مقطعة مثلها مثل \" ألم \" و \" حم \" وغيرها من الأحرف المقطعة التي ورد ذكرها في كتاب الله.
قال ابن كثير عند سرده للأقوال في معنى الحروف المقطعة:... وَقَالَ آخَرُونَ بَل إِنَّمَا ذُكِرَت هَذِهِ الحُرُوف فِي أَوَائِل السٌّوَر الَّتِي ذُكِرَت فِيهَا بَيَانًا لِإِعجَازِ القُرآن وَأَنَّ الخَلق عَاجِزُونَ عَن مُعَارَضَته بِمِثلِهِ هَذَا مَعَ أَنَّهُ مُرَكَّب مِن هَذِهِ الحُرُوف المُقَطَّعَة الَّتِي يَتَخَاطَبُونَ بِهَا وَقَد حَكَى هَذَا المَذهَب الرَّازِيّ فِي تَفسِيره عَن المُبَرِّد وَجَمع مِن المُحَقِّقِينَ وَحَكَى القُرطُبِيّ عَن الفَرَّاء وَقُطرُب نَحو هَذَا وَقَرَّرَهُ الزَّمَخشَرِيّ فِي كَشَّافه وَنَصَرَهُ أَتَمَّ نَصر وَإِلَيهِ ذَهَبَ الشَّيخ الإِمَام العَلَّامَة أَبُو العَبَّاس اِبن تَيمِيَة وَشَيخنَا الحَافِظ المُجتَهِد أَبُو الحَجَّاج المِزِّيّ وَحَكَاهُ لِي عَن اِبن تَيمِيَة.
قَالَ الزَّمَخشَرِيّ: وَلَم تَرِد كُلّهَا مَجمُوعَة فِي أَوَّل القُرآن وَإِنَّمَا كُرِّرَت لِيَكُونَ أَبلَغَ فِي التَّحَدِّي وَالتَّبكِيت كَمَا كُرِّرَت قِصَص كَثِيرَة وَكُرِّرَ التَّحَدِّي بِالصَّرِيحِ فِي أَمَاكِن قَالَ وَجَاءَ مِنهَا عَلَى حَرف وَاحِد كَقَولِهِ - ص ن ق - وَحَرفَينِ مِثل\" حم \" وَثَلَاثَة مِثل \" الم \" وَأَربَعَة مِثل \" المر \" وَ \" المص\" وَخَمسَة مِثل \" كهيعص - وَ - حم عسق \" لِأَنَّ أَسَالِيب كَلَامهم عَلَى هَذَا مِن الكَلِمَات مَا هُوَ عَلَى حَرف وَعَلَى حَرفَينِ وَعَلَى ثَلَاثَة وَعَلَى أَربَعَة وَعَلَى خَمسَة لَا أَكثَر مِن ذَلِكَ \".
قُلت: \" وَلِهَذَا كُلّ سُورَة اُفتُتِحَت بِالحُرُوفِ فَلَا بُدّ أَن يُذكَر فِيهَا الِانتِصَار لِلقُرآنِ وَبَيَان إِعجَازه وَعَظَمَته وَهَذَا مَعلُوم بِالِاستِقرَاءِ وَهُوَ الوَاقِع فِي تِسع وَعِشرِينَ سُورَة وَلِهَذَا يَقُول - تعالى -\" الم ذَلِكَ الكِتَاب لَا رَيب فِيهِ \" \" الم اللَّه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الحَيّ القَيٌّوم نَزَّلَ عَلَيك الكِتَاب بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَين يَدَيهِ\" \" المص كِتَاب أُنزِلَ إِلَيك فَلَا يَكُن فِي صَدرك حَرَج مِنهُ\" \" الر كِتَاب أَنزَلنَاهُ إِلَيك لِتُخرِج النَّاس مِن الظٌّلُمَات إِلَى النٌّور بِإِذنِ رَبّهم \" \" الم تَنزِيل الكِتَاب لَا رَيب فِيهِ مِن رَبّ العَالَمِينَ \" \" حم تَنزِيلٌ مِن الرَّحمَن الرَّحِيم\" \" حم عسق كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيك وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِك اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ \" وَغَير ذَلِكَ مِن الآيَات الدَّالَّة عَلَى صِحَّة مَا ذَهَبَ إِلَيهِ هَؤُلَاءِ لِمَن أَمعَنَ النَّظَر وَاَللَّهُ أَعلَمُ.
أما قول الرافضي أنها من أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد قال به بعض أهل السنة ولكنه قول لا دليل عليه بل هو مردود فقد ذكر الله اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - صريحا في القرآن فقال - تعالى -: \" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرٌّسُلُ \" [آل عمران: 144] فهل يعجز ربنا - تبارك وتعالى - عن التصريح بأنها أسماء للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ - تعالى -الله عن ذلك علوا كبيرا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد