الحمد لله العزيز الوهاب الذي أنزل على عبده ورسوله محمد الكتاب، هدى وذكرى لأولي الألباب، وأودع فيه من العلوم النافعة والبراهين القاطعة والدلائل الجلية والأحكام الشرعية، وحفظه من التغيير والتبديل مهما طال الدهر وتوالت الأحقاب، وجعله معجزة خالدة يشاهدها من عاش في زمن الوحي ومن غاب، فهو حجة للمؤمن الأواب، وحجة على الكافر المرتاب، وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من سلكه وعمل به فله البشرى والثواب، ومن أعرض عنه فله معيشة ضنكا وفي الآخرة سوء العذاب.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد المصطفى من أطهر الأنساب وأشرف الأحساب الذي أيده ربه بالمعجزات الباهرات وعلى آله وصحبه الأكرمين خير أهل وأصحاب الذين وعدهم ربهم - سبحانه - بالنصر والتمكين و أورثهم الجنة وحسن المآب.
أما بعد:
فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ومن يطالع سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - وكيف بدأ دعوة الإسلام يتبين له أن النبي - عليه الصلاة والسلام - كان إذا ذكر الناس ودعاهم إلى عبادة الله - عز وجل - أو أراد أن ينصحهم ويقيم عليهم الحجة كان يتلو عليهم آيات من القرآن الحكيم قال - تعالى -: ((فذكر بالقرآن من يخاف وعيد))، وقال: ((واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك))، وقال: ((وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير)) [الشورى:7].
حتى أنه في عبادته - عليه الصلاة والسلام - كان يتأول القرآن كما ذكرت عائشة - رضي الله عنها -.
غير أن الذي لاحظته وشكا منه غير واحد من الأصحاب والطلاب جفوة كثير من الناس للقرآن، فإذا ما أراد أن يناقش أحداً قلما استدل بالآيات بينما هو يكثر من ذكر أقوال الرجال وربما من حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولا ضير في الاستدلال بالسنة لكن الأولى تأخير السنة عن الكتاب.
وصنف آخر يقضون الساعات الطوال بعرض المسرحيات والأناشيد الإسلامية في الأندية والمناسبات بحجة الدعوة إلى الله!!، ولكنهم لا يعطون القرآن الكريم عشر معشار ما أنفقوه من الوقت فليس للقرآن إلا دقائق معدودات في الافتتاحيات.
وهذا خلاف هدي الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأزكى التبريكات.
و إني لأرجو الله - عز وجل - أن يجعل فيما أكتبه دعوة لنفسي ولإخواني في إيلاء القرآن ما يستحقه من التعلم والمدارسة والتعليم علَّ الله - عز وجل - يستبدل ذلنا عزاً وخوفنا أمناً، وتفرقنا اجتماعاً، اللهم آمين.
تأثير القرآن الكريم في النفوس وجه من وجوه إعجازه:
إن من وجوه إعجاز القرآن الكريم ذلك التأثير البالغ الذي أحدثه في نفوس أتباعه وأعدائه على السواء، ولا نستطيع أن نلمح فيه صورة محددة لما مسهم منه من تأثير، فهم حيارى مضطربون قلقون أو مؤمنون خاشعون ملبّون.
مجرد تلاوة القرآن وترتيله تؤثر في نفس الإنسان يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون، لكن نوعية التأثير تختلف بين هؤلاء و أولئك.
فالكافر إذا استمع إلى القرآن ينفر منه ويشمئز وقد ذكر ذلك - سبحانه - وهو عليم بذات الصدور - فقال: ((ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفوراً)) [الإسراء:41]. وقال: ((وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا(45)وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً)) [الإسراء: 45 - 46]، وقال: ((وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)) [الزمر:45].
إن الكافر ليحس من أعماقه بتأثير القرآن فيما يسمعه من هذا النظم العجيب، لقد بلغ من شدة تأثيره على المشركين أنهم كانوا يخرجون في جنح الليل يستمعون إلى تلاوة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه الكرام وهم يقرأون، حتى إنهم تواصوا فيما بينهم ألا يستمعوا له و أن يرفعوا أصواتهم بالضجيج حين تلاوته فقال - تعالى - واصفاً هذه الحال منهم: ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)).
والكفرة من الجن أيضاً ينفرون من القرآن ففي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"لا تجعلوا بيوتكم مقابر و إن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان\"[1].
وأما تأثير القرآن على نفوس المؤمنين وقلوبهم فذلك بزيادة الإيمان والخشوع والخشية والإنابة إلى الله - عز وجل -.
قال - تعالى -: ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)) [الأنفال: 2]، وقال: ((وبشر المخبتين، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)) [الحج: 35].
وقال: ((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)) [المائدة:83]، وقال: ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)) [الزمر: 23]، وقال: ((وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)) [التوبة: 124 - 125].
هذا الوجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أي صنيعه بالقلوب وتأثيره على النفوس ذهب عنه كثير من الناس ولا يعرفه إلا القليل، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق وتغشاها الخوف والفرق، تقشعر منه الجلود وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس ومضمراتها وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو للرسول - صلى الله عليه وسلم - من رجال العرب وفتاكها أقبلوا يريدون اغتياله فسمعوا آيات من القرآن فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول و أن يركنوا إلى مسالمته والدخول في دينه وصارت عداوتهم موالاة وكفرهم إيمانا[2].
أمثلة على تأثير القرآن في النفوس:
- كان عتبة بن ربيعة سيداً في قومه فبعثوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها ويكف عنهم، فقال عتبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان في النسب و إنك أتيت قومك بشيء عظيم … فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها … فقال عتبة: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، و إن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه … حتى إذا فرغ عتبة من كلامه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه، قال: أو قد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاسمع مني، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سورة فصلت ((بسم الله الرحمن الرحيم، حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون، بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون، وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه)).
ثم انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السجدة فسجد، ثم قام عتبة إلى أصحابه، فقالوا له: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: إني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط و الله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة …
وفي رواية أخرى أن عتبة بقي يستمع لتلاوة الرسول - عليه الصلاة والسلام - حتى وصل إلى قوله - تعالى -: ((فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)) [فصلت: 13] فقام مذعوراً ووضع يده على فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: أنشدك الله والرحم[3].
- في رمضان من السنة الخامسة للبعثة خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش فقام فيهم وأخذ يتلو سورة النجم فلما قرع آذانهم كلام الله - عز وجل - استحوذ على حواسهم و أصغوا إليه، ثم قرأ: ((فاسجدوا لله واعبدوا)) ثم سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين. فلما عوتبوا ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين كذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم و أنه قال: (تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى)[4].
فتأمل كيف تدفع المواقف التي لا تعتمد على القناعة و الاعتقاد كيف تدفع بأصحابها إلى الكذب والافتراء. وكم نرى في حياتنا اليوم أناسا يقفون هذه المواقف المخزية ويصرحون تصريحات كاذبة!! وإذا عوتبوا قالوا: نحن نعرف، ولكن هذه مواقف سياسية!!. وهذا عين الإرجاء.
قصة إسلام عمر بن الخطاب:
خرج عمر - رضي الله عنه - يريد قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلقيه نعيم بن عبد الله النحام، فقال: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمداً هذا الصابئ فأقتله. فقال له نعيم: لقد غرّتك نفسك يا عمر. أفلا ترجع إلى أختك فاطمة بنت الخطاب وزوجها، فقد والله أسلما واتبعا محمداً.
فرجع إلى أخته وهي تقرأ سورة (طه) فلما أخذ الصحيفة منها وقرأ صدراً من السورة قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يارسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله[5].
وهناك رواية أخرى في سبب إسلام عمر بن الخطاب خلاصتها: أن عمر أراد أن يطوف بالكعبة، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي فقال عمر حين رآه، لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثياب الكعبة ما بيني وبينه إلا الثياب، فلما سمعت القرآن رقّ له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ سورة (الحآقة)[6].
موقف النجاشي و أساقفته حين سمعوا القرآن:
طلب النجاشي من جعفر ابن أبي طالب - رضي الله عنه - أن يسمعه شيئاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الله، فقرأ عليه صدراً من (كهيعص) فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلت لحاهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال لهم النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يُكادون. وكانت قريش قد أرسلت عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة قبل أن يسلما ليقنعا النجاشي بطرد مهاجرة الحبشة[7].
قراءة الأصمعي على أعرابي سورة الذاريات:
وعن الأصمعي قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع، قال: من أين أقبلت؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن، فقال: اتل علىّ فتلوت: ((والذاريات)) فلما بلغت قوله - تعالى -: ((وفي السماء رزقكم)) قال حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلّم عليّ واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: ((فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)) فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف، لم يصدقوه بقوله حتى ألجؤوه إلى اليمين قائلها ثلاثاً، وخرجت معها نفسه[8].
قصة توبة الفضيل بن عياض:
عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جاريةً فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلو: ((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)) فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربةٍ, فإذا بها سابلة. فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا.
قال: ففكرت، وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام[9].
تأثير القرآن على الجن:
لقد تجاوز القرآن البشر في تأثيره إلى صنفٍ, آخر من المخلوقات فلم تتمالك الجن عندما سمعته أن قالت: ((إنا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)) [الجن: 1 - 2].
وقال - تعالى -: ((وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين، قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق)) [الأحقاف: 29 - 30].
وقد ذكرنا آنفاً أن الجن ينفر من قراءة القرآن، والبيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان.
القرآن شفاء:
قال - تعالى -: ((وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)).
فمن شدة تأثير القرآن الكريم على النفوس أنه علاج نافع لكثير من الأمراض العصبية والنفسية وقد أقيمت من أجل ذلك بعض المصحات النفسية في مختلف البلدان، إذ الأمراض التي تطرأ على الإنسان أمراض بدنية وأمراض روحية نفسية، وهذه الأخيرة علاجها بذكر الله وتلاوة كتابه الكريم، الذي وصفه - سبحانه - بقوله: ((لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)) [الحشر: 21].
وختاماً: فللقرآن تأثيره البالغ على النفوس من خلال تأمل الحالات التي ذكرنا بعضها.
فهل ينتبه الدعاة وطلبة العلم إلى عظمة هذا القرآن، وضرورة العكوف عليه بالتلاوة والتدبر والعمل بما فيه، وتلاوته على من يرغبون بدعوته وإرشاده؟!
لقد أدرك أعداء الإسلام من اليهود والصليبين أن سر عظمة هذه الأمة وعزتها بالقرآن، فقد قال وزير المستعمرات البريطاني غلادستون يوم كانت بريطانيا تسيطر على كثير من بلاد المسلمين قال: (لن تحقق بريطانيا من أهدافها شيء في العرب والمسلمين إلا إذا سلبتهم سلطان هذا الكتاب أخرجوا سر هذا الكتاب من بينهم تتحطم أمامكم جميع السدود).
هل يدرك أولياء الأمور في بلاد المسلمين أنهم بتشجيعهم الفن والغناء والشعر والمسرحيات، قد أنشأوا جيلاً يتصف بالذل والهوان؟! فهل يستوي الفن مع القرآن؟ لا يستويان:
سارت مشرّقةً وسرت مغرّباً شتان بين مشرّقٍ, ومغرّبِ
قال - تعالى -: ((أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب)) [الرعد: 19]. وقال: ((ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى)) [الرعد:31].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
[1] - رواه الترمذي وقال (حسن صحيح) أبواب فضائل القرآن. وانظر تفسير ابن كثير (ذكر ما ورد في فضل سورة البقرة).
[2] - انظر: (بيان إعجاز القرآن) للخطابي، تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام ص70.
[3] - انظر: تهذيب سيرة ابن هشام ص53، والرحيق المختوم ص107، وتفسير سورة فصلت في تفسير ابن كثير.
[4] - انظر: الرحيق المختوم للمباركفوري ص93.
[5] - انظر تهذيب سيرة ابن هشام ص66.
[6] - انظر التصوير الفني في القرآن لسيد قطب ص12، والرحيق المختوم للمباركفوري ص102.
[7] - انظر: تهذيب سيرة ابن هشام ص63.
[8] - أضواء البيان للشنقيطي [7 / 441] وقد ذكر هذه القصة غير واحد من المفسرين كالقرطبي في تفسيره، وسيد قطب (في ظلال القرآن).
[9] - سير أعلام النبلاء للذهبي [8 / 421].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد