كيف تحقق حلمك في حفظ القرآن الكريم


بسـم الله والحمد لله والصلاة والسـلام على رسـول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

أيها الإخوة الأعزاء أقيمت في عصر يوم الخميس العاشـر من شـهر ذو القعدة في الغرفة التجارية بجده دورة بعنوان كيف تحقق حلمك في حفظ القرآن الكريم .. ولقـد أعطى الدورة الدكتور عبد الله الملحم وهو اسـتشـاري في الأمراض النفسـية وحصل على شـهادته من كندا .. المحاضر قام بتطبيق نظريات علم النفس في المسـاعدة على حفظ القرآن الكريم.. ولقد كان هو أول من طبقها على نفسـه حيث كان يحفظ من القرآن خمسـة أجزاء قبل حصوله على شـهادة الدكتوراه ثم وبعد تطبيق نظرياته في علم النفس تمكن من حفظ القرآن كاملا خلال عام واحد فقط.

 

في الحقيقة أنني شـخصيا استفدت كثيرا من هذه المحاضرة حيث أزالت من ذهني الكثير من العقبات التي كنت أظنها قائمة.. وأعطتني همه أكبر في المضي قدما في حفظ القرآن... ولذا قررت أن أدون ما تعلمته من هذه الدورة ثم وضعها عليكم حتى تعم الاسـتفادة.. راجيا من الله المعونة.

 

لماذا هذه الدورة:

يقول الدكتور أنه يهدف من هذه الدورة تحقيق ثلاثة أهداف وهي:

أن الكثير من الناس يشـعر برغبة جادة في حفظ كتاب الله.. بل يحلم ويتمنى أن يحفظ ولو خمسـة أجزاء منه فقط.. ومثل هؤلاء في حاجة إلى دفعة صادقة تعينهم وتدفعهم إلى تحقيق مبتغاهم.

الاسـتفادة من النظريات والأبحاث العلمية في حفظ كتاب الله.

إزالة الفكرة السـائدة عن الطب النفسـي من أنه مجرد طب لعلاج المجانين.

 

وقال الدكتور أنه سـيتبع في هذه المحاضرة نظريات ما يسـمى في علم النفس العلاج المعرفي وهو نوع من العلاج النفسـي يستخدم لعلاج حالات الاكتئاب وبدءوا الآن في اســتخدامه لتحقيق الآمال والأحلام.

 

قبل أن تبدأ الدورة:

هناك عدة أمور واحتياطات ينبغي التنبيه عليها قبل الدخول في فحوى هذه الدورة وهي:

 

انتبه إلى سـارقي الأحلام:

هناك من الناس من قد يثبطك ويضعف من همتك في المضي قدما في حفظ كتاب الله فقد يأتيك من يقول لك \" أن حفظ القرآن بأكمله يحتاج إلى أن تكون عالما ومتفرغا، وحتى لو حفظته فبعد ذلك سـوف تنسـاه لأنك لن تجد الوقت الكافي لمراجعته \".. و هؤلاء سـماهم الدكتور ((سـارقي الأحلام)) لأنهم يثقلون الأمر عليك ويجعلونك تشـعر أن تحقيقه من ضرب المسـتحيلات، وعليك أن تحذر من هؤلاء لأنهم وبكل سـهوله قد يثنونك عن عزمك وبالتالي ضياع الحلم منك.

 

هذه الدورة تخصك أنت وحدك:

إن شـعورنا بالتقصير في حفظ القرآن يدفعنا إلى جلب الرضا لأنفسنا عن طريق حض من حولنا كزوجاتنا أو أبناؤنا لحفظ القرآن في حين أننا لا نشـعر أن هذا الأمر يتعلق بنا.. وهذا بالطبع ليس صحيحا، فالمفروض أن نجعل دائما نصب أعيينا أن هذه الدورة وأن حفظ القرآن يخصنا نحن أولا قبل غيرنا.

 

تذكر ضريبة تحقيق النجاح:

بعملية حسـابية بسـيطة نجد أنه للحصول على شـهادة البكالريوس في العلوم الدنيوية يجب علينا أمضاء ســتة عشـر سـنه من أعمارنا في المقاعد الدراسـية، بدءا بالمرحلة الابتدائية، ثم المتوسـطة، ثم الثانوية وأخيرا الجامعية، وإمضاء هذه الأعوام العديدة من أعمارنا في المقاعد الدراسـية له مبرر وهو ضريبة النجاح، وكذلك الأمر بالنسـبة للقرآن الكريم، للحصول على بكالوريوس في القرآن الكريم عليك أمضاء عدد من السـنوات أو الأشهر في التعلم والمثابرة.

 

رحلة إيمانية:

دعنا الآن نذهب في رحلة تخيلية.. أغمض عينيك.. تخيل أن أمامك الآن جنازة ورجل مسـجى بها والناس جميعا من حولك يسـتعدون لحلمة إلى قبره.. حملتموه.. سـرتم به إلى المقبرة.. ها قد فتح القبر.. شـمرت أنت عن سـاعدك ودخلت معه في القبر للمسـاعدة في دفنه.. قمت بفتح الرباط من رأسـه.. وفجأه وبدون قصد أنقشـع الغطاء من رأسـه فنظرت إليه فإذا به أنت.. نعم.. أنت.. أنت من دفن.. وأنت الآن في القبر وحيدا بعد أن دفنك أحبابك.. وهذا صوت أقدامهم وهم يسـيرون مبتعدين عن قبرك.. تركوك وحيدا.. وجاءك الملكان.. (لا إله إلا الله).. ترى في هذه اللحظات ماذا تتمنى أن تكون.. ألا تتمنى أن تكون من حفاظ كتاب الله.. محميا به.. مؤَمنا به.. ألا تتمنى لو أنك كنت ممن حفظ كتاب الله قبل الممات وأنك ممن يقال له يوم القيامة رتل كما كنت ترتل وأرق في درجات الجنة.. افتح عينيك الآن

 

عليك أخي العزيز أن تسـتشـعر هذه الرحلة كل يوم قبل النوم.. وكلما خطر لك خاطر حفظ كتاب الله... فسـوف تأتيك همة عالية للحفظ والمواصلة.

 

يقول علماء النفس أن أكبر عيب فينا أننا لا نفكر.. وأنه يجب علينا أن نختلي بأنفسـنا وأن نفكر.. ماهي أهدافنا في هذه الحياة؟.. هل هي تتحقق؟.. هل نحن ماضين على المسـار الصحيح نحو تحقيقها؟.. هل هناك أخطاء يجب علينا تقويمها؟.. وهكذا.. وبنفس الطريقة يجب أن تجلس مع نفسـك جلسـة خالية وفكر في الحلم الذي تتمنى أن تحققه في هذه الدنيا وقبل الممات.. هل حفظ كتاب الله جزء من حلمك.. (ويجب هنا أن يكون هدفك هو خدمة كتاب الله ودينه وليس حفظ القرآن لذاته).

 

تجربتك مع القرآن:

يجب أن تجعل القرآن جزء من برنامجك اليومي.. تماما مثل مشـاهدة التلفاز.. أو مجالسـة الزوجة أو الأبناء.. أو حتى الذهاب إلى العمل..

 

أمور لا بد منها:

الإخلاص:

يجب أن تكون نيتك في حفظ كتاب الله لتطبيقه قدر استطاعتك على نفسـك وأن تخلص لله - سبحانه - في ذلك، وليس لأي سـبب دنيوي أو للرياء والسـمعة.

 

الدعاء:

عليك أخي العزيز أن تخلص في دعاءك لله - سبحانه وتعالى - لإعانتك في الحفظ.. لما لذلك من آثار عجيبة في تذليل كل الصعاب أمامك.

 

التوبة:

أن تكون صادقا في توبتك إلى الله - سبحانه وتعالى - والإقلاع عن الذنوب.

 

ثلاثة مبادئ رئيسـية لتحقيق أي حلم:

خصص مزيدا من الوقت والطاقة:

هناك قاعدة في علم النفس تقول (الطاقة تتناسـب طرديا مع مقدار التركيز والانتباه) بمعنى أنه على قدر ما يكون هذا الحلم مهما لديك وعلى قدر رغبتك في تحقيقه سـوف تجد أن طاقتك لتحقيقه تزداد، وسـوف تجد أن كافة الأعذار التي تقف بينك وبين تحقيق حلمك قد تلاشـت تدريجيا.. وبناءا على هذا القانون فإن علماء النفس يقولون أنه ولكي تحقق حلمك عليك أن تقضي يوميا سـاعة في العمل لتحقيق هذا الحلم. وفي تطبيق هذه النظريه على حفظ كتاب الله.. فلو تمكنت من تخصيص سـاعة من وقتك يوميا لحفظ كتاب الله.. فهذا يعني أنك سـوف تتمكن من حفظ كتاب الله خلال ثلاث سـنوات على أقصى تقدير.. وما أسـرع ما تنقضي السـنين.. وعلى كل منا أن يحدد وقت هذه السـاعة بما يناسـب ظروفه.. ولكن هناك دراسـة تقول أن أفضل وقت للحفظ هو آخر خمسـة وأربعون دقيقة قبل النوم..

 

تجنب الأشخاص السـامين:

(السامين بمعنى الذين ينفثون السـموم) تجنب الأشخاص الذين لا يتخذون حفظ كتاب الله هدفا لهم... لأن هناك من قد يلقي لك كلمة كالسـم وقد تثنيك عن هدفك، وفي المقابل ينبغي عليك ملازمة شـخصا حافظا لكتاب الله أو من طلبة التحفيظ وعليك أن تقوم معه بمراجعة ما حفظت كلما سـنحت لك الفرصة والتشـجع معه على إتمام الهدف.

 

تذكر أنت المسـؤول 100%:

ضع في ذهنك دائما أنك أنت المسـؤول أولا و أخيرا عن تحقيق هذا الهدف ولا ترمي بالمسـؤولية على أي شخص أو جهة أخرى... فلو كان هناك قصور.. أو لم تتمكن من تحقيق حلمك لأي سـبب. لاتقل أن العمل كان هو السـبب.. أو الزوجة هي السـبب.. وإنما قل أنك أنت السـبب.. وعليك أن تبحث عن العيب في ذاتك ثم قم بإصلاحه.

 

سـتة خطوات رئيسـية لتحقيق حلمك:

حدد ما تريد:

لكي تحقق حلمك في حفظ كتاب الله عليك أولا أن تحدد هدفك وذلك بأن تحدد ماتريد حفظه.. هل تريد حفظ خمسـة أجزاء.. عشـرة أجزاء.. أو كل القرآن.. وهنا يجب تذكيرك بقول الشـاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتـي على قدر الكرام المكارم وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ربما يكون من الضروري أن تبتغي العلا وأنت تسـتهدف حفظ كتاب الله كاملا.. ولكن أنت الوحيد من يعرف قدراتك وعليك أن تحدد هدفا ضمن قدراتك وبإمكانك تحقيقه.. ليس من المهم تحقيقه خلال سـنة أو سـنتين وحتى لو لم تتمكن من تحقيقه ألا خلال خمسـة عشـر سـنه المهم أن يكون لديك هدف وأن تثابر على تحقيقه وأن لا تقل أنك سـوف تحفظ وتترك الباقي على البركة، لأن هذا هو أقرب مدعاة للتخاذل مع مضي الوقت.. بعد أن تحدد هدفك عليك أن تشـارك الناس في تحقيق حلمك مثل طلب الوالدين بالدعاء لك.. وكذلك أخوانك وأخواتك.. والفائدة من ذلك أن هؤلاء الناس سـوف يكونون حافزا كبيرا لك فيما لو تسـرب الملل الى نفسـك.. كما أنك قد تجد منهم من يشـاركك في هدفك ويحفظ معك وبالتالي لن تمل ولن تتوقف.

 

حدد أهداف ووسـائل محددة:

هناك قاعدة إدارية تقول (إذا فشـلت في التخطيط فأنت تخطط للفشـل) أي أن عليك أن تخطط وأن تكون لديك خطة وإلا فإنك تسـتهدف شـيئا سـوف تفشـل فيه، ولذا فعليك عمل خطة وكتابتها ويجب أن تحدد في خطتك متى تريد أن تحفظ، لأن عقلك الباطن لن يقبل منك إذا لم تحدد له الزمن، ويجب أن تسـرد الخطة المدة الذي تريد أن تقضيها في تحقيق هدفك في الحفظ.. هل هو سـنة.. سـنتين.. خمسـة سـنوات.. عشـرة سـنوات.. أنت أعرف بضروفك وإمكانياتك لذا حدد أهدافك رجوعا إلى ذلك، بعد ذلك عليك أن تحدد وسـائلك لتحقيق هدفك.. مثلا.. هل تريد أن تحفظ جزء في الشـهر، إذن هذا يعني أنك تحفظ صفحة في كل يوم (لأن الجزء عشـرون صفحة) والعشـرة الأيام الباقية عليك تخصيصها للمراجعة وهكذا.. يجب أن تحدد ذلك رجوعا إلى ما تعرفه عن نفسـك وظروفك ووقتك.

 

تخيل النتيجة التي تريد:

تخيل نفسـك قبل النوم على أنك حافظا للقرآن الكريم وكيف سـتكون بعد تحقيق هدفك، لأن هذا سـوف يعطيك دافعا قويا، إذ أنك سـوف تسـتهين الشـيء وسـوف يسـاعدك ذلك على اسـتهانة تحقيق الهدف. التخيل يعود إلى أهدافك أنت في الحياة وهو يزيدك في الحماس للعمل، ويكسـر العقدة في النفس عن صعوبة تحقيق الهدف، وعليك بالتكرار.

 

ابدأ بالعمل:

ابدأ فورا ولا تؤجل.. لأن الموانع لن تنتهي وبالتجربة التأجيل لن يزيدك سـوى تكاسـلا وبالتالي عدم التنفيذ.

 

تقبل التوجيه:

إن من السـهل علينا انتقاد الآخرين بل ونكثر من ذلك ولكننا لا نفكر أبدا في عيوبنا ونادرا مانتقبل انتقادات الآخرين لنا.. يجب عليك أن نتقبل التوجيه والإرشاد عن طرق الحفظ وإصلاح العيوب في الحفظ، وربما يكون من الأفضل بعد وضع الخطة أن تعرضها على أحد الحفاظ ليبدي رأيه عليها.

 

أبداً لا تيأس:

ربما لن تحقق هدفك بسـهولة أو قد تواجه عقبات.. يجب أن لا تيأس أبدا بل أعمل واجتهد وكافح... وتذكر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي وصى فيه بأنه إذا قامت الساعة وفي يدك فسـيلة واستطعت أن تغرسـها فافعل... وربما يجدر الإشارة هنا إلى أن طب النفس يشـير إلى أن الحفظ يزيد من إفرازات لبروتينات خاصة بالحفظ في الدماغ وكثرة الحفظ تكثر من إفرازات هذه البروتينات مما يسـهل حفظ الأجزاء التالية في وقت أقل.

 

هناك قانون نفسـي يقول:

(اسـأل.... اسـأل.... اسـأل.... اسـأل) يجب أن لا تتردد في السـؤال فقد تجد لدى غيرك جوابا نافعا وشـافيا لمشـكلة تواجهها.. وبالذات أسـأل الحفاظ.. هناك أفكار قد تأتيك أثناء مسـيرتك لتحقيق هدفك في الحفظ تسـمى في علم النفس (الأفكار الاتوماتيكية).. ونسـميها نحن في علم الشـرع (وسـاوس الشـيطان) هذه الأفكار هي السـبب الرئيسـي لمشـاكل الفرد من القلق وغيره وذلك لأنها تصدر من الفرد نفسـه وقد تكون مثبطة إلى حد بعيد، وتسـبب في أقفال عقلك عن الحفظ وتدفعك إلى اليأس،..

 

من أمثلة هذه الأفكار الاتوماتيكية:

- قول الشـخص إذا حفظت القرآن سـوف أعود لنسـيانه أذن لا فائدة من الحفظ.

- لكي أتقن حفظ القرآن كله وأراجعه بعد حفظه ينبغي أن أتفرغ تماما وأنا لا أسـتطيع ذلك.

- أنا كثيرا ما أذنب، فلو حفظت القرآن سـأكون منافقا.. فلا داعي للمحاولة.

وهكذا من أمثلة هذه الوسـاوس التي يجب عليك للتخلص منها أن تسـتعيذ بالله أولا من الشـيطان الرجيم ثم مناقشـتها مناقشـة عقلية.

 

خطة حفظ القرآن الكريم:

كما ذكرنا أعلاه عليك وضع خطة لحفظ القرآن الكريم توضح فيها العدد المسـتهدف من الأجزاء للحفظ، أوقات وكميات الحفظ التي تريد تنفيذها في كل يوم أو كل أسبوع أو كل شـهر.. وكم سـيأخذ منك حفظ الجزء.. وكم سـيأخذ منك حفظ العدد المسـتهدف من الأجزاء.. وهكذا..

ولكي تنجح في وضع هذه الخطة ينبغي أن تراعي النقاط التالية أثناء وضعها:

 

واقعية:

يجب أن تكون الخطة واقعية ترتكز على قدراتك في مقدار ما تريد أن تحفظه و الأوقات التي يمكنك توفيرها لتحقيق الهدف.

 

يمكن قياسـها:

أي بإمكانك من خلال هذه الخطة تحديد أوقات الحفظ والمراجعة وكذلك تحدد متى يمكنك أن تكمل تحقيق هدفك في الحفظ.. هل هو خلال سـنة، سـنتين، عشـرة سـنوات.. وعليك أن تحدد ذلك بناءا على أوقاتك وظروفك.. ومن المهم هنا أن تجعل نصب عينيك أن العبرة ليسـت بالوقت الاقل ولكن بالاتمام والاتقان.

 

كيف أحدد زمن حفظ القرآن الكريم:

كما ذكرنا أعلاه.. رجوعا إلى قدرات وإمكانيات كل منا، فسـوف تحتلف المدة التي يمكننا من خلالها حفظ القرآن أو العدد المسـتهدف من أجزاءه... ولكن حتى تكون المدة الزمنية التي حددتها صحيحة وأقرب إلى الواقع عليك أن تراعي النقاط التالية:

 

- أعرف حجم ا لقرآن الكريم وأعرف قدراتك على الحفظ!

- كم تأخذ أنت في الصفحة أو في الجزء أو في نصف الصفحة وارسـم خطتك بناءا على ذلك!

- أعرف التزاماتك الأخرى بحيث لا يتضارب الحفظ مع خططك الأخرى!

 

أمور هامة يجب مراعاتها في تطبيق الخطة:

1) المرونة:

غير الخطة بما يتناسـب مع متطلبات حياتك.. مددها أو أنقصها أذا تطلب الامر.

 

2) اغتنم الفرص الذهبية:

في الإجازات وأوقات الفراغ حدد وقت أكبر للحفظ بحيث تقصر المدة.

 

3) عليك بإعادة تقييم الخطة دوريا:

إذا كنت قد كتبت الخطة بحيث تنتهي من حفظ الجزء خلال شـهر ولكن وجدت أن هذا لم يتم أذا قد تكون الخطة غير صحيحة.. ولذا يجب مراجعتها.

 

خطط للمراجعة:

إن أهم عوائق الحفظ هو النسـيان السـريع للآيات وذلك لأن عقل الإنسان به ذاكرة قصيرة وذاكرة طويلة وعند الحفظ تكون المادة في الذاكرة القصيرة ولكن بالمراجعة والتكرار تنتقل المادة إلى الذاكرة الطويلة، ولذا يجب أن يكون لديك خطة للمراجعة بجانب خطة الحفظ، وينبغي أن تكون خطتك مبينة على أساس أن تتمكن من مراجعة كل ما حفظته في الشـهر مرة، ومن الأفضل أن تكون خطة المراجعة يومية.

 

ولكن رجوعا إلى ظروفك وقدراتك ربما تفضل مراجعة أسبوعية أو شـهرية.. وهذا متروك لك لتحديده المهم أن تكون المراجعة مسـتديمة وكافية.. ولقد أشـار علي أحد الحفاظ بأن أفضل طريقة للمراجعة هي أن تراجع يوميا عددا من الصفحات بمقدار عدد الأجزاء التي حفظتها.. أي إذا كنت قد انتهيت من الجزء الأول، فعليك مراجعة صفحه في كل يوم وبذلك سـوف تنتهي من مراجعة الجزء خلال عشـرون يوما.. إذا كنت قد أنهيت حفظ جزئين فعليك مراجعة صفحتين في كل يوم بدءا من الجزء الاول ثم الثاني وبهذا تنهي مراجعة جزئين خلال شـهر.. وهكذا إذا تممت ثلاثون جزءا فإنك سـوف تراجع جزءا كل يوم وبالتالي سـوف تكمل تلاوة القرآن مرة في كل شـهر.

 

و لاتنسـى الصلوات والنوافل مثل قيام الليل.. أجعلها وسـيلة لك للمراجعة.. المهم أن تدرك القاعدة التي تقول أن الحافظ يجب أن لايقضي أكثر من نصف سـاعة في مراجعة الجزء.

 

قاعدة هامة:

مهما نظمت وخططت لحفظ القرآن سـيكون هناك خلل.. ولكن هذا أفضل من من لم يخطط أو ينظم.

 

لا تنسـى كتابة الخطة

 

وأخيرا...

يجب أن أؤكد لك أخي العزيز أن الخطة يجب أن تكون مكتوبة ومفصلة على الورق!

 

وختاما..

أرجو من الله أن يوفقك أخي العزيز في حفظ كتابه وأن يجعله شـاهدا لك يوم لقياه أنه سـميع مجيب.. وأرجو أن لا تنسـى أن أخيك كاتب هذه السـطور والدكتور الذي ألقى هذه المحاضرة من صالح دعائك!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply