إلى أهل القرآن ..

 بسم الله الرحمن الرحيم

جميل أن نقرأ القرآن.. عظيم هو الأجر، وعظيم هو الأثر في القلب والعقل..

لكني أحببت أن نبتدئ هذه المرة ختمات أخرى، وبصورة أخرى، ولا بدّ أن يكون العطاء والأثر بصور أخرى والله أعلم.

فكم أظنه عظيم وجميل أن يكون لأحدنا 3 ختمات متوازيات:

1- ختمة القراءة الشهرية، ووردها جزء يومياً.. فهذه قراءة التعبد والأجر بالأصل.

2- ختمة الحفظ.. نحفظ بها كتاب الله، كل على قدر عزمه وعزيمته، وحسب وقته ومخططه.. ولنسمها ختمة الترقي في درجات الجنة.

3- ختمة التدبر، وهذه أجلها منزلة فيما أظن وهدفها التعامل مع القرآن بعمق الفكرة، ووجوب التأثر والتطبيق.. وليكن وردها قليل لأنها تستلزم منك الكثير..

نقرأ في هذه الختمة المقدار المعين من الآيات، ونتفكر في معانيه، ونبحر في أعماقه، ونتساءل ونسأل، ونسجل الأفكار والمعاني التي ظهرت لنا، ونطبق ما تحويه الآيات من أحكام... ولا أحبذ العودة إلى تفسير البتة، حتى تنتهي من هذه الختمة، وبعدها ستعود إلى أحد كتب التفسير إن شئت وعندك هدف تريد الوصول إليه من قراءة ذلك التفسير، وقد تجده لا يُجيبك، فتذهب تفتح باب علم قد لا يكون طُرق!!

وبالنسبة لي، فقد أحببت مشاركتكم في طريقتي الخاصة للقراءة التدبرية:

فلقد اخترت أن أبدأ من الفاتحة طبعاً، وأن يكون وردي صفحة واحدة يومياً، أقرؤها بتمعن قبل النوم، وأقرأ ما في تلك الصفحة من أوجه القراءات المختلفة، وهذا سهل بفضل الله في مصحف القراءات العشر، ثم ّ أنام متفكراً بتلك الآيات وفي ذلك رسائل جمة للعقل الباطن..

ثمّ إذا أصبحت أعدت قراءتها، وفي العمل أجعلها على شاشة الكمبيوتر، فتظل أمامي غالب الوقت.. وجعلت لهذه الختمة دفتراً صغيراً أُدون فيه ما توارد لي من خواطر أو أفكار أو تساؤلات حول الآيات. فان طرأت لي كلمات لا أفهمها، عدت إلى أحد المعاجم (كل ما سبق يمكن تحميله على الكمبيوتر أو في الذاكرة المتنقلة، وهو متوفر على شبكة الإنترنت)!! وأحب هذه الطريقة، وهي العودة بالكلمة إلى جذورها والبحث عنها في نفس القرآن عن طريق المعجم المفهرس أو برنامج المصحف الرقمي.. فأتعلم الربط بين آيات الكتاب، وهذا تدريب عملي على مبدأ تفسير القرآن بالقرآن.. وأحياناً أرجع بكلمة مفتاحية إلى موقع الدرر السنية فأنظر إن وُجد في هذا المعنى حديث صحيح.. وهذا تطبيق لمبدأ تفسير القرآن بالحديث..

والآن ما رأيكم أيها الأحبة؟!

والله إنه لكتاب يستحق أن تُفنى في تدبره الأعمار!

وإن كان كل ما ذكرنا(من الختمات الثلاث) قد لا يأخذ من وقتك أكثر من ساعتين يومياً على أقصى تقدير.. وأنا أدعوكم لمثل هذا، وأحسبه عند الله عظيم.. فلتكن ختمتنا هذه هي بداية تعامل جديد مع القرآن

وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى...