عن أنس - رَضيَ اللهُ عَنهُ - قال: كان رجل نصرانياً فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب للنبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فعاد نصرانياً فكان يقول: ما يدري مُحَمَّد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه فأصبح، وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل مُحَمَّد وأصحابُه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه. فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض. قالوا: هذا فعل مُحَمَّد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم، فألقوه خارج القبر. فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه. أخرجه مسلم. والبخاري (6/723) رقم(3617) كتاب المناقب - باب علامات النٌّبوٌّة في الإسلام.
في انكشاف كذب من ادعى النٌّبوٌّة في عصره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -وبعد عصره،وهذا دليل على أن نبينا مُحَمَّداً-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-مرسل من عند الله لتأييد الله له وإقراره إياه على دعوى النٌّبوٌّة:
عن ابن عمر- رَضيَ اللهُ عَنهُما-: أن عمر انطلق مع النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - في رهط قبل ابن صياد، حَتَّى وجدوه يلعب مع الصبيان عن بني مغالة، وقد قارب ابن صياد الحلم، فلم يشعر حَتَّى ضرب النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - يده، ثم قال لابن صياد: (تشهد أني رسُول اللهِ؟) فنظر إليه ابن صياد فقال: (أشهد أنك رسول الأميين). فقال ابن صياد للنبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: أتشهد أني رسُول اللهِ؟ فرفضه، وقال: (آمنت بالله وبرسله). فقال له: (ماذا ترى؟) قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (خلط عليك الأمر)، ثم قال له النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (إني قد خبأت لك خبيئاً). فقال ابن صياد: هو الدخ؟ فقال: (اخسأ فلن تعدو قدرك). فقال عمر - رَضيَ اللهُ عَنهُ -: دعني يا رسُولَ اللهِ أضرب عنقه. فقال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله). أخرجه البخاري - مع الفتح (6/185) رقم (3033) كتاب الجهاد والسير- باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته.
وعن ابن عباس - رَضيَ اللهُ عَنهُما - قال: قدم مسيلمة الكذاب على عهد النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فجعل يقول: إن جعل لي مُحَمَّد الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشر كثير من قومه، فأقبل إليه رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - قطعة من جريد. حَتَّى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: (لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت). البخاري - الفتح (6/725) رقم (3620) كتاب المناقب - باب علامات النٌّبوٌّة في الإسلام.
وعن أبو هُرَيرةَ أن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - قال: (بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما، فأوحى الله إلى في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا، فأولتها كذابين يخرجان بعدي)، فكان أحدهما العنسي، والآخر مسيلمة الكاذب صاحب اليمامة. البخاري - الفتح (6/725) رقم (3622) كتاب المناقب - باب علامات النٌّبوٌّة في الإسلام.
ومن دلائل النٌّبوٌّة استجابة دعائه-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-:
عن ابن عباس - رَضيَ اللهُ عَنهُ -قال: ضمني رسُول اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - وقال: (اللهم علمه الكتاب). وقد استجاب الله الدعوة النَّبَويَّة فصار ابن عباس أكثر الصحابة تفسيراً للقرآن. رواه البخاري - الفتح 7/126) رقم 3756) كتاب فضائل الصحابة-باب ذكر ابن عباس-رَضيَ اللهُ عَنهُما- .
وعن ابن عباس - رَضيَ اللهُ عَنهُ -: (أن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- دخل الخلاء فوضعت له وضوءاً. قال: (من وضع هذا؟) فأخبر. فقال:(اللهم فقه في الدين). البخاري - الفتح (1/294) رقم(143) كتاب الوضوء - باب وضع باب وضع الماء عند الخلاء.
وعن ابن عباس-رَضيَ اللهُ عَنهُ - قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - طهوره، فقال: (من وضع هذا؟) فقالت ميمونة عبد الله. فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) مُسند أحمدَ رقم (2274)-كتاب مسند بني هاشم- باب بداية مسند عبد الله العباس رَضيَ اللهُ عَنهُ، قال الشيخ مقبل: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، انظر الصحيح المسند.
وعن عبد الله مسعود - رَضيَ اللهُ عَنه ُ-: أن النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، إذ قال بعضهم لبضع: أيكم يجيء بسلى جزور فلان فيضعه على ظهر مُحَمَّد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حَتَّى إذا سجد النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئاً لو كانت لي منعة. قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - ساجد لا يرفع رأسه، حَتَّى جاءته فاطمة وطرحت عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: (اللهم عليك بقريش ثلاث مرات)، فشق عليهم إذ دعا عليهم. قال: وكانوا لا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى: (اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط)، وعد السابع فلم أحفظه.
قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - صرعى في القليب قليب بدر. والبخاري- الفتح (1/416) رقم (240) كتاب الوضوء - باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته.
علامات متفرقة:
عن جابر بن عبد الله - رَضيَ اللهُ عَنهُما-أنه سمع رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - يقول: (لما كذبني قريش قمت في الحِجر، فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه). البخاري - الفتح (7/236) رقم (3886) كتاب مناقب الأنصار باب حديث الإسراء.
وعن أبي هُرَيرةَ - رَضيَ اللهُ عَنهُ - قال: قال رسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قط. قال: فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي أقرب به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم - عليه السلام- قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحَمَّد! هذا مالك صاحب النَّار، فسلم عليه. فالتفت إليه فبدأني بالسلام) صحيح مسلم (1/156) رقم (287) كتاب الإيمان - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيخ الدجال.
وعن عائشة - رَضيَ اللهُ عَنهُ - قالت: لما رجع النَّبيٌّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل - عليه السلام - فقال: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه، فاخرج إليهم. قال: (إلى أين؟) قال: هاهنا - وأشار إلى قريظة- فخرج النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - إليهم. البخاري - الفتح (7/470) رقم (4117) كتاب المغازي - باب مرجع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة ومحاصرته إياهم.
ومن دلائل نبوته كراماتُ بعضِ أتباع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -:
عن أبي هُرَيرةَ-رَضيَ اللهُ عَنهُ-,قال: بعث رسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - رهط سرية عيناً، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حَتَّى إذا كانوا بالهدأة - وهو بين عسفان ومكة - ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريباً من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حَتَّى وجدوا مأكلهم تمر تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب. فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحداً. فقال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصماً في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وابن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر. والله لا أصحبكم إن لي في هؤلاء لأسوة يريد القتل، وجروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب، وابن الدثنة حَتَّى باعوهما بمكة بعد وقيعة بدر. فابتاع خبيباً بني الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف - وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر- فلبث خبيب عندهم أسيراً، فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته، فأخذ ابناً لي وأنا غافلة حَتَّى أتاه. فوجدته مجلسه على فخذيه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي. فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك. والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب. والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يديه وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيباً. فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها. اللهم أحصهم عدداً.
على أي جنب كان في الله مصرعـي *** ولست أبالي حين أقتل مسلماً
يبارك على أوصال شـلـو مـمزع *** وذلك في ذات الإله وإن يشأ
فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو الذي سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً. فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلاً من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا. البخاري - الفتح (7/438) رقم (4086) كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة، وحديث عضل، والقارة، وعاصم بن ثابت، وخبيب وأصحابه.
عن عائشة -رَضيَ اللهُ عَنهُا- قالت: أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - من الخندق، وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل - عليه السلام - وهو ينفض رأسه من الغبار. فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعته. أخرج إليهم. قال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة. فأتاهم رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد. قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم. قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة أن سعداً قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني له حَتَّى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فأفجرها واجعل موتتي فيها. فانفجرت من لبته فلم يرعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار- إلا الدم يسيل إليهم. فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذوا جرحه دماً، فمات منها - رَضيَ اللهُ عَنهُ -. البخاري - الفتح(7/475) رقم (4122) - باب المغازي - باب مرجع النَّبيّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة.
الإخبار عن استقامة القرون الثلاثة:
عن عمران بن حصين - رَضيَ اللهُ عَنهُما -قال: قال النَّبيٌّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). قال عمران: لا أدري أذكر النَّبيٌّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-بعد قرنين أو ثلاثة. قال النَّبيٌّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن). البخاري - الفتح (5/306) رقم (2651) كتاب الشهادات - باب لا يشهد على شهادة جور إذا اشهد.
إخباره- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-بفتح بعض الأمصار وخروج بعض أصحابها إليها:
عن سفيان بن أبي زهير -رَضيَ اللهُ عَنهُ- أنه قال: سمعت رسُول اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ- يقول: (تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون، فيتحلمون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق فيأتي قوم (يبسون) فيتحلمون بأهلهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون). البخاري - الفتح (4/107) رقم (1875) كتاب فضائل المدينة - باب من رغب عن المدينة.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بقتل عمر بن الخطاب-رَضيَ اللهُ عَنهُ-:
عن حذيفة قال:قال عمر-رَضيَ اللهُ عَنهُ -:من يحفظ حديثاً عن النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة). قال: ليس أسأل عن هذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال: وإن دون ذلك باباً مغلقاً، قال: فيفتح أو يكسر، قال: يكسر قال: ذاك أجدر ألا يغلق إلى يوم القيامة. فقلنا لمسروق: سله أكان عمر يعلم من الباب؟ فسأله، فقال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة. البخاري - الفتح (4/132) رقم (1895) كتاب الصوم - باب الصوم كفارة.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -بقتل عثمان -رَضيَ اللهُ عَنهُ-مظلوماً:
عن النعمان بن بشير عن عائشة- رَضيَ اللهُ عَنهُا - قالت: أرسل رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فلما رأينا رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - أقبلت إحدانا على الأخرى، فكان من آخر كلام كلمه أن ضرب منكبه، وقال: (يا عثمان إن الله - عَزَّ وجَلَّ - عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حَتَّى تلقاني، يا عثمان إن الله - عَزَّ وجَلَّ - عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حَتَّى تلقاني، يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصاً إن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخعله حَتَّى تلقاني ثلاثاً). فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله فما ذكرته. قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم (يرض) بالذي أخبرته حَتَّى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبي إلي به، فكتبت إليه به كتاباً). مُسند أحمدَ رقم (23427) - كتاب باقي مسند الأنصار - باب حديث عائشة رَضيَ اللهُ عَنهُا، وقال الشيخ مقبل: وهذا حديث صحيح على شرط مسلم، انظر الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
إخباره-صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -أن أم المؤمنين عائشة-رَضيَ اللهُ عَنهُا-ستشهد يوم الجمل:
عن قيس بن أبي حازم أن عائشة - رَضيَ اللهُ عَنهُ - قالت: لما أتيت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظني إلا راجعة، إن رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -قال لنا: أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله - عَزَّ وجَلَّ - أن يصلح بك بين الناس. مُسند أحمدَ رقم (23513)- كتاب باقي مسند الأنصار - باب حديث عائشة، قال الشيخ/هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
ومنها:إخباره أن فاطمة - رَضيَ اللهُ عَنهُا - أول أهل بيته لحاقاً:
عن عائشة - رَضيَ اللهُ عَنهُا - قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فقال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ -: (مرحباً يا ابنتي)، ثم أجسلها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسُول اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى قبض النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ - فسألتها، فقالت: أسر إلي (أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي) فبكيت، فقال: (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجَنَّة أو نساء المؤمنين؟) فضحكت لذلك. البخاري - الفتح (6/726) رقم (3623)- كتاب المناقب- باب علامات النٌّبوٌّة في الإسلام، ورواه مسلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد