بسم الله الرحمن الرحيم
أبو أيوب الأنصارى
من هو :
أَبُو أَيٌّوبَ الأَنصَارِيٌّ، خَالِدُ بنُ زَيدِ بنِ كُلَيبٍ,
الخَزرَجِيٌّ، النَّجَّارِيٌّ، البَدرِيٌّ، السَّيِّدُ الكَبِيرُ، الَّذِي خَصَّهُ النَّبِيٌّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِالنٌّزُولِ عَلَيهِ فِي بَنِي النَّجَّارِ، إِلَى أَن بُنِيَت لَهُ حُجرَةُ أُمِّ المُؤمِنِينَ سَودَةَ، وَبَنَى المَسجِدَ الشَّرِيفَ.
اسمُهُ: خَالِدُ بنُ زَيدِ بنِ كُلَيبِ بنِ ثَعلَبَةَ بنِ عَبدِ عَمرٍ,و بنِ عَوفِ بنِ غَنمِ بنِ مَالِكِ بنِ النَّجَّارِ بنِ ثَعلَبَةَ بنِ الخَزرَجِ.
استضافته لرسول الله
لما هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة قَالَ أَهلُ المَدِينَةِ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: ادخُلِ المَدِينَةَ رَاشِداً مَهدِيّاً.
فَدَخَلَهَا، وَخَرَجَ النَّاسُ يَنظُرُونَ إِلَيهِ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَى قَومٍ,، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَا هُنَا.
فَقَالَ: (دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَأُمُورَةٌ)- يَعنِي النَّاقَةَ -.
حَتَّى بَرَكَت عَلَى بَابِ أَبِي أَيٌّوبَ.
عَن أَبِي رُهمٍ,، أَنَّ أَبَا أَيٌّوبَ حَدَّثَهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- نَزَلَ فِي بَيتِنَا الأَسفَلِ، وَكُنتُ فِي الغُرفَةِ، فَأُهرِيقَ مَاءٌ فِي الغُرفَةِ، فَقُمتُ أَنَا وَأُمٌّ أَيٌّوبَ بِقَطِيفَةٍ, لَنَا نَتَتَبَّعُ المَاءَ، وَنَزَلتُ، فَقُلتُ:
يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ يَنبِغِي أَن نَكُونَ فَوقَكَ، انتَقِل إِلَى الغُرفَةِ.
فَأَمَرَ بِمَتَاعِهِ، فَنُقِلَ - وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ -.
قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنتَ تُرسِلُ بِالطَّعَامِ، فَأَنظُرُ، فَإِذَا رَأَيتُ أَثَرَ أَصَابِعَكَ، وَضَعتُ فِيهِ يَدِي.
عَن أَبِي أَيٌّوبَ، قَالَ:
أَقرَعَتِ الأَنصَارُ: أَيٌّهُم يُؤوِي رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؟
فَقَرَعَهُم أَبُو أَيٌّوبَ، فَكَانَ إِذَا أُهدِيَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- طَعَامٌ، أُهدِيَ لأَبِي أَيٌّوبَ.
و روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام من خضرة فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبي أن يأكل، فقال له: ما منعك؟ قال: لم أر أثر يدك قال: أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم
حبه و حرصه على رسول الله
عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قَالَ:
لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِصَفِيَّةَ، بَاتَ أَبُو أَيٌّوبَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا أَصبَحَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ كَبَّرَ، وَمَعَ أَبِي أَيٌّوبَ السَّيفُ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَت جَارِيَةً حَدِيثَةَ عَهدٍ, بِعُرسٍ,، وَكُنتَ قَتَلتَ أَبَاهَا وَأَخَاهَا وَزَوجَهَاº فَلَم آمَنهَا عَلَيكَ.
فَضَحِكَ النَّبِيٌّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ لَهُ خَيراً.
جرأته و شجاعته فى الحق
قَدِمَ أَبُو أَيٌّوبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وَحَادَثَهُ، وَقَالَ:
يَا أَبَا أَيٌّوبَ، مَن قَتَلَ صَاحِبَ الفَرَسِ البَلقَاءِ الَّتِي جَعَلَت تَجُولُ يَومَ كَذَا وَكَذَا؟
قَالَ: أَنَاº إِذ أَنتَ وَأَبُوكَ عَلَى الجَمَلِ الأَحمَرِ مَعَكُمَا لِوَاءُ الكُفرِ.
فَنَكَّسَ مُعَاوِيَةُ، وَتَنَمَّرَ أَهلُ الشَّامِ، وَتَكَلَّمُوا.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَه! وَقَالَ: مَا نَحنُ عَن هَذَا سَأَلنَاكَ.
دَخَلَ أَبُو أَيٌّوبَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- سَمِعتُهُ يَقُولُ: (يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ، إِنَّكُم سَتَرَونَ بَعدِي أَثَرَةً، فَاصبِرُوا).
فَبَلَغَت مُعَاوِيَةَ، فَصَدَّقَهُ، فَقَالَ: مَا أَجرَأَهُ! لاَ أُكَلِّمُهُ أَبَداً، وَلاَ يُؤوِينِي وَإِيَّاهُ سَقفٌ.
وَخَرَجَ مِن فَورِهِ إِلَى الغَزوِ
وفاته
مَرِض أبو أيوب الأنصارى َº فَعَادَهُ يَزِيدُ بنُ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ عَلَى الجَيشِ، فَقَالَ: هَل لَكَ مِن حَاجَةٍ,؟
قَالَ: نَعَم، إِذَا أَنَا مِتٌّ، فَاركَب بِي، ثُمَّ تَبَيَّغ بِي فِي أَرضِ العَدُوِّ مَا وَجَدتَ مَسَاغاًº فَإِذَا لَم تَجِد مَسَاغاً، فَادفِنِّي، ثُمَّ ارجِع.
فَلَمَّا مَاتَ رَكِبَ بِهِ، ثُمَّ سَارَ بِهِ، ثُمَّ دَفَنَهُ.
وَكَانَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ: {انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً} لاَ أَجِدُنِي إِلاَّ خَفِيفاً أَو ثَقِيلاً.
عَن أَبِي ظَبيَانَ، قَالَ:
أَغزَى أَبُو أَيٌّوبَ، فَمَرِضَ، فَقَالَ: إِذَا مِتٌّ، فَاحمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفتُمُ العَدُوَّ، فَارمُونِي تَحتَ أَقدَامِكُم، أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُم بِحَدِيثٍ, سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-:
سَمِعتُهُ يَقُولُ: (مَن مَاتَ لاَ يُشرِكُ بِاللهِ شَيئاً، دَخَلَ الجَنَّةَ).
تُوُفِّيَ عَامَ غَزَا يَزِيدُ فِي خِلاَفَةِ أَبِيهِ القُسطَنطِينِيَّة وَصَلَّى عَلَيهِ يَزِيدُ، وَدُفِنَ بِأَصلِ حِصنِ القُسطِنطِينِيَّةِ .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد