الدرة الستينية في تلخيص العقيدة السنية


 

بسم الله الرحمن الرحيم


في باب صفات الله تعالى

الشيخ فخر الدين بن الزبير المحسي أبو العالية



المقدمة :


أحمَدُ ربي مُلهِمَ الصوابِ *** حمداً يُفيض أَجزَلَ الثّوَابِ



مُصَلِياً عَلى النَّبِي المُرتَضى *** وَآلِهِ وَصَحبِهِ ذَوي الرِّضَا



والتَّابِعِينَ سُبُلَ النَّجَاةِ *** وَنَهجَ أَهلِ السٌّنةِ الهُدَاةِ



وأَسأَلُ الإلَه صِدقَ القَولِ *** وَالعَفوَ وَالثَّباتَ عِندَ الهَولِ



فاجعَل لَنا إلهَنَا بَصِيرة *** وَحُجةً وَحِكمةً وَفِيرَة



***

الفصل الأول في مجمل اعتقاد أهل السلف

فهذه عقيدة من الأثر *** نظمتها تبصرةً لذي نظر



منيرة لنا سبيل من سلف *** منجية عن زيف كل من خلف



الله فوقنا عليُّ في السَّما *** من غير تشبيه - تعالى -قد سما



- سبحانه - استوى على العرش كما *** قد جاء في الوحيين نصاً محكما



وقل مع المخلوق حيث كانا *** بعلمه و حفظه وبانا



ولا تخض في هذه الكلمات *** الحد والمكان والجهات



كذا تحيز ولفظ الجسم *** وجوهر وعرض للسلم



فلم يرد شرع بذكر ذاكا *** فقف و دوما خالفن هواكا



ولازم من ذاك نفي الذات *** فاحذر قبول النفي والإثبات



من غير ما تبين لما قصد *** من ذلك الإطلاق فاسأل واقتصد



كلامه أيضا به ندين *** منزل من عنده مبين



بصوته وحرفه للباري *** فوصفه قد جاء في الأخبار



ومن يقل بخلقه فقد كفر *** مكذبا بما به نص الخبر



وفي ختام ليلنا فهو الذي *** - سبحانه - ينزل للسماء ذي



مناديا عباده بالرحمة *** يرجونه إجابة للدعوة



وربنا يأتي لدى التناد *** للحكم بالقسط إلى العباد



فاحكم لنا إلهنا الكريما *** بجنة نحظى بها نعيما



إيماننا بالعين و اليدين *** والساق لا كيف بغير مين



ووجه كما به يليق *** ونوره أيضا به حقيق



وكل ذا وغيره قد جاءا *** في الوحي لا تبد له العداء



وكن له مصدقا مسلما *** فذاك نهج كل من تقدما



صحابة الرسول أجمعينا *** فالزم و تابعيه أبتعينا



ولا يضر بعد ذاك من ردى *** فزمرة قليلة أهل الهدى



و فاض في ذاك الحديث و الأثر *** فافقهه إنه نجاة للبشر



***



الفصل الثاني في الرد على المعطلة

قد جاءنا معطل محرف *** يقول إثبات الصفات يردف



تشبيه ربنا بوصف خلقه *** فأولنها كي تفي بحقه



فردنا يا صاحب التعطيل *** شبهت قبل ذالك التعليل



فأولا شبهته في قدسه *** وبعده نفيت وصف نفسه



وليس يلزم الذي قد خلقا *** لوازم من الذي قد خلقا



وإن تجد لفظين قد توافقا *** فكنهها و الكيف قد تفارقا



فربنا منفرد بالذات *** وهكذا الإثبات للصفات



فاعتقد الكمال للإله *** وكن عن التكييف دوما لاهي



فوحده العليم بالحقائق *** وواجب إيماننا باللائق



فأثبت الظاهر للتنزيل *** من غير تحريف ولا تمثيل



***

الفصل الثالث في الرد على المجهلة

وجاء فوج آخر فأعرضوا *** قد زعموا تشابها و فوضوا



وجردوا اللفظ عن المعاني *** فنسبوا الإبهام للقرآن



فعطلوا صفات رب الناس *** وفارقوا طريقة الأكياس



فقولنا: يا صاحب التفويض *** جهلت لاترد إلى الحضيض



فليس في القرآن لفظ دونما *** معنى فكن ملازما معلما



كذا الصفات للإله الرب *** لها معان كيفها في الغيب



والصحب و الأتباع قد تكلموا *** فيها وما زادوا وما تأثموا



إذ قال مالك في الاستواء *** معناه معلوم بلا امتراء



وإنما كان الحرام المنفي *** إن كان ذاك عن سؤال الكيف



فاحرص على فهمك للقرآن *** تدبرا من غير ما توان



فليس في نهجك من عرفان *** و إنما وساوس الشيطان



الفصل الرابع في الرد على الممثلة

وجاء قوم أوردوا التمثيلا *** فجانبوا التنزيه و التنزيلا



و قد أتوا بأرذل البهتان *** فإنهم عباد ذي الأوثان



وليس في آرائهم من عبرة *** إذ خالفوا عقيدة في الفطرة



كذاك قول ربنا الجليل *** وليس في الأشياء من مثيلي



فقدر الإله حق القدر *** وخالف البلبال في ذا الفكر



الخاتمة

فهذي ستة من الأبيات *** مضروبة في عشرة سهلات



ضمنتها بالحمد والبيان *** بكل حق يصفو عن بطلان



عقيدة سنية نقية *** فطرية وسطية تقية



سطرها الفقير للمقتدر *** ابن الزبير بن علي الأثري



فالحمد لله على الدوام *** على الهدى والرشد والتمام

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply