الرسول في الكتب السابقة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




يقول الله - سبحانه - (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين).

تبين هذه الآية الكريمة أن الله - سبحانه - أخذ عهدا على كل نبي إذا أدرك نبيا بعده أن يؤمن به وينصره في دعوته. وقال كثير من المفسرين إن المراد بالرسول الذي أخذ الله العهد على الرسل أن يؤمنوا به هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وعليه فيكون معروفا لهم قبل أن يولد ويبعث وقد يكون هذا الميثاق مسطورا في الكتب المنزلة على الأنبياء. ويدل عليه قوله - تعالى -: \" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) وجاء في السنة ما يتفق مع القرآن ويوضحه، فقد أخرج البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق. ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما، وقلوبا غلفا. وزاد ابن اسحاق أسدده بكل جميل، وأهب له كل خلق كريم.



ثم أجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة معقولة، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته والحق شريعته والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه أهدى به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأسمى به بعد النكرة، وأكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة. وأؤلف به بين قلوب مختلفة، وأهواء مشتتة، وأمم متفرقة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس.



إن اليهود بالذات كانوا يعرفون أن نبيا يبعث آخر الزمان بصفات محددة في كتبهم، وكانوا يطمعون أن يكون من نسبهم فلما جاء من العرب سلالة إسماعيل حسدوه وأنكروه. وذلك الموقف مسطور في القرآن الكريم. يقول الله - تعالى - (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) ولما أسلم بعضهم قال والله إني لأعرفه أكثر مما أعرف ابني. ويقول - سبحانه - (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده.



ولقد ثبت أنهم حرفوا كل ما يدل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتبهم كما قال - سبحانه - أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) وقال (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) وقال (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون).



لقد نجت بعض نصوص التوراة من تحريفهم ونقلها ابن ظفر في كتابه \" البشر بخير البشر ومنها: تجلى الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران، فسيناء هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى، وساعير هو الجبل الذي كلم الله عليه عيسى، وفاران اسم عبراني يطلق على جبال بني هاشم التي كان يتحدث في بعضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت فيها فاتحة الرسالة أن البشائر بمولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورسالته كثيرة في كتب الأقدمين، تدل على شرف المبشر به، السلام عليك يا رسول الله في الأولين والآخرين وسلام عليك في العالمين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply