بسم الله الرحمن الرحيم
قال الدكتور زغلول النجار عالم الجيولوجيا وعضو لجنة الإعجاز العلمي في القرآن: إن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الزلازل مثل ما ورد في سورة النحل: ( قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) 26 (النحل)، هي أبلغ وصف للزلزال كعقاب للعصاة، وإن على المؤمن أن يعتبر من حدوث هذه الظواهر الكونية، وأن يضعها في الإطار الصحيح بأنها \"عقاب للعاصين، وابتلاء للصالحين، وعبرة للناجين\"..وقال في حوار مع المجتمع تعقيباً على زلزال شرق آسيا: إن من أخطاء الإنسان أنه يحكم على الأحداث بعلمه هو، وهو علم محدود للغاية، ولو اطلع على علم الله كما تحدثت الآيات في سورة الكهف مثلاً لأدرك تمام الإدراك أن القدر في صالحه، وإن بدت الأمور في غير ذلك، وبالتالي فلا يجوز للإنسان أن يعترض على قضاء الله، وعليه أن يسلم بالقضاء والقدر رضيً بما كتب الله، وهذا هو موقف المؤمن..وفيما يلي تفاصيل الحوار.
ما سر هذا الزلزال الأخير \"تسونامي\" ولماذا جاء بهذه القوة التدميرية الهائلة؟
تسونامي Tsunami كلمة يابانية الأصل وتعني \"أمواج البحر العاتية المدمرة\"، وسميت بهذا الاسم لأن أغلب الزلازل في هذه المنطقة قريبة من اليابان.. وهي ظاهرة متكررة في هذه المنطقة، و\"تسونامي\" تسمى هزات بحرية أحياناً، والأمواج العالية للبحر الناجمة عنه ترتفع عشرات الأمتار وتدمر مساحات شاسعة من المناطق الساحلية عندما تهجم عليها، خصوصاً، إذا لم يكن هناك عائق أمامها.. ومن رحمة الله بنا أنها لا تحدث إلا في المحيطات، وأن أغلب البلاد العربية قد حماها الله منها ومن الزلازل عموماً، باستثناء منطقة المغرب العربي التي تقع نسبياً في حزام الزلازل. والمنطقة التي حدث فيها الزلزال معروفة بأنها ضمن حزام الزلازل، وهي تقع في أعمق أعماق المحيط تحت قاع البحر، وسبق أن حدثت بها زلازل أخرى ضخمة مثل زلزال عام 1883م عندما حدث انفجار ضخم كبير في إحدى الجزر هناك (كراكتوا) أدى إلى نسفها واختفائها تماماً، وتناثر غبارها في الهواء ووصل ارتفاع غبار الانفجار إلى 80 كيلومتراً عن سطح الأرض، وسمع صوت الانفجار من شدته في ولاية كاليفورنيا في أمريكا، رغم بعد المسافة بينهما، وانخفضت درجة حرارة الأرض نصف درجة مئوية على مدار عام كامل، حتى إن العلماء سموا هذا العام بأنه \"عام بلا صيف\" لأن التراب الذي نجم عن الانفجار ظل معلقاً مدة عام كامل تقريباً.
وما يحدث هو أن الزلازل العنيفة في باطن المحيطات تنتج عنها أمواج مائية عملاقة تهجم على السواحل بسرعة كبيرة تقدر أحياناً ب750 كيلومتراً في الساعة وبارتفاع بين 30 و40 متراً، وتصب نحو 100 ألف طن من الماء على كل متر مربع من الشاطئ، وبالتالي تفضي إلى خسائر أفدح من خسائر الزلزال نفسه خصوصاً أن قوة الماء هائلة.
والزلازل ليست هي المسبب الوحيد لحدوث أمواج \"تسونامي\"، وإن كان أغلبها يقع بسببها، فهناك أيضاً الانهيارات الصخرية، والثورات البركانية، وتأثيرات سقوط الأجسام الفضائية كالنيازك.
وهناك قرابة ألف \"تسونامي\" سجلت في هذه المنطقة، وأهم ظاهرة تسونامي عرفها التاريخ تلك التي ضربت الساحل الشرقي من جزيرة هونشو اليابانية نتيجة زلزال بحري ضخم انطلق في 5 يونيو 1896م في منطقة الصدع تحت البحري في أخدود اليابان، فقد اندفعت أمواج البحر الزلزالية نحو اليابسة بارتفاع نحو 30 متراً، وغمرت قريً بأكملها وجرفت أكثر من عشرة آلاف منزل وأغرقت نحو 26 ألف شخص، وانتشرت أمواج تسونامي شرقاً عبر المحيط الهادئ لتصل إلى جزيرة هيلو في هاواي، ثم توجهت إلى الساحل الأمريكي وانعكست مرتدة تجاه نيوزيلندا وأستراليا.
والغلاف الصخري للأرض ممزق بشبكة هائلة من الصدوع، تمتد لعشرات الآلاف من الكيلو مترات طولاً وعرضًا، وتمتد إلى أعماق تتراوح بين 65 كم و150 كم، هذه الصدوع تحيط بالأرض إحاطة كاملة لتمزق غلافها الصخري إلى عدد من الألواح الكبيرة والصغيرة، وعبر هذه الصدوع تندفع الحمم والبراكين بملايين الأطنان، وتؤدي إلى تحرك هذه الألواح الصخرية متباعدة عن بعضها البعض، في ظاهرة تعرف باسم ظاهرة اتساع قيعان البحار والمحيطات، أو متصادمة مع بعضها البعض أو منزلقة عبر بعضها البعض، وحدود ألواح الغلاف الصخري كلها عرضة لحدوث الزلازل، خاصة حدود التصادم التي تتحرك عندها قيعان البحار والمحيطات، تحت كتل القارات، فتحدث الزلازل ضحلة المنشأ أو متوسطة المنشأ أو عميقة المنشأ، ونطاق الزلازل الرأسي لا يتعدى 700 كم في العمقº ولذلك استطاع العلماء أن يحددوا أحزمة تصادم الغلاف الصخري للأرض، وهي أحزمة الزلازل المعروفة لنا التي يكثر عندها حدوث الزلازل، وهذا لا يمنع أن تحدث الزلازل في أي بقعة من بقاع الأرض، فلا يمكن لإنسان أن يتخيل أن أي نقطة على سطح الأرض بعيدة عن وقوع الزلازل فيها، وتبقى الأحزمة المعروفة مناطق خطر لا بد من تحاشي سكناها، وإقامة العمران فيها، وأواسط ألواح الغلاف الصخري للأرض تكون عادة أقل عرضة لحدوث الزلازل من أطرافها.
الزلازل والبراكين من آيات الله الكبرى لخلقه مثل زلزال شرق آسيا الأخير.. ما الأبعاد الإيمانية في هذه الظواهر الكونية؟
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: \"ما وقع عذاب إلا بذنب، وما ارتفع إلا بتوبة\"، وآيات العقاب المختلفة في كتاب الله نزلت كلها ردًّا على ذنوب الناس، ومن أبرز الآيات القرآنية التي تتحدث عن الزلازل ما ورد في سورة النحل، حيث يقول ربنا- تبارك وتعالى -: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) 26 (النحل).
وأنا لا أجد ولم أجد وصفاً أفضل وأبلغ للزلزال من هذا الوصف، والآيات القرآنية التي تتحدث عن عقاب العصاة كثيرة.
فالعقاب يأتي ردًّا على مكر هؤلاء الماكرينº وعلى المؤمن أن يعتبر من حدوث هذه الظواهر الكونية، وأن يضعها في الإطار الصحيح بأنها عقاب للعاصين، وابتلاء للصالحين، وعبرة للناجين.
وبشكل عام، فإن جميع الظواهر الكونية، مثل الزلازل والبراكين والعواصف، هي من جند الله، التي يسخرها عقابًا للمذنبين، وابتلاءً للصالحين، وعبرة للناجين، وليس معنى أن نفهم \"ميكانيكية\" حدوث أي من هذه الظواهر أننا يمكن أن نسيطر عليها أو يخرجها هذا من كونها جندًا لله.
كثيراً ما يقال إن الزلازل تكون غضباً من الله على فساد البشر وموعظة لغيرهم خاصة أن بعض مناطق آسيا التي أصابها الزلزال كانت بؤراً سياحية فاسدة للغربيين ويقال إن ثلث القتلى منهم.. ولكن البعض يقول: إن من ضحايا الزلازل والكوارث أيضاً من المسلمين والفقراء الأبرياء؟
كثيراً ما يسألني الناس هذا السؤال، وقد جاءني بعض الإيرانيين وقالوا إنهم مسلمون فلماذا تصيبهم الزلازل في إيران؟.. والحقيقة أن من أصول الإسلام الإيمان بالقضاء والقدر، وإذا تعرض المسلم لشدة من الشدائد وعلاقته بالله طيبة، فإنه مطالب بالرضا بقضاء الله، مع التسليم بأن الحوادث التي تعرض لها هي لمصلحته ولخيره وإن بدت في ظاهرها على غير ذلك لأنه عبد فقير ضعيف لا يعلم الحكمة الإلهية مما حدث.
وحدوث هذه الكوارث في كثير من مناطق الفقراء والمساكين ليس معناه أنهم كلهم من العصاة، وإن كان لا بد أن يكون من بينهم عصاة، أما الذين يُقتلون أو يصابون بأضرار عبر هذه المحن فقد يكون ذلك ابتلاء من الله لهم تكفيرًا لذنوبهم ورفعًا لدرجاتهم وتطهيرًا لهم، وقد يكون فيها خير كثير لا يعلمه إلا الله لأننا لو اطلعنا على الغيب لاخترنا الواقع.
ثم إن الله يمهل العصاة سنوات وسنوات ثم يأتي عقابه.. وأنا سمعت أن بعض أماكن السياحة في هذه المناطق التي ضربها الزلزال مثل تايلاند وتيمور الشرقية التي فصلوها عن إندونيسيا الأم وأصبحت مرتعاً للتنصير، كانت مراكز للفاحشة والفساد وتجتذب آلاف السياح الغربيين، وكانت هذه المناطق أكثر المراكز دماراً.
والعقاب الإلهي لا ينزل إلا جماعياً، ويذهب ضحيته أبرياء ولكن لا أحد يعلم الغيب ولا الحكمة الربانية من وراء هذا الأمر، فربما يريد الله المغفرة لهؤلاء المسلمين الأبرياء ويأخذهم مع العصاة في هذه الكوارث الطبيعية حتى يبعثهم، وقد غفر لهم ذنوبهم كلها.. وربما أراد الله أن ينقل لنا هذا المعنى في سورة \"الكهف\" كي يدرك الإنسان تمام الإدراك أن من أخطاء الإنسان أنه يحكم على الأحداث بعلمه هو، وهو علم محدود للغاية ولو اطلع على علم الله كما تحدثت الآيات في تلك السورة لأدرك تمام الإدراك أن القدر في صالحه، وإن بدت الأمور في غير ذلك، وبالتالي فلا يجوز للإنسان أن يعترض على قضاء الله، وعليه أن يسلم بالقضاء والقدر رضى ًبما كتب الله، وهذا هو موقف المؤمن.
فمن الذي يتصور ما جاء في سورة الكهف من أن خرق مركبٍ, في عرض البحر هو خير لصاحب المركب؟!!، أو أن قتل طفلٍ, في عرض الشارع هو خير لوالديه؟!، أو أن بناء جدار في قرية أبت أن تُضيف موسى وصاحبه فيه خير كثير؟!.
سمعنا عن تجربة حوارية إيمانية لك مع علماء أمريكان في دبي قبل بضعة أيام انتهت بإقناعهم بحقائق الإسلام الكونية رغم أنهم بدأوا بالهجوم عليه.. هل تعتقد في ضوء هذه التجربة أن أفضل وسيلة للدعوة مع علماء الغرب الملحدين هي الحوار بالحقائق الكونية التي تحدث عنها القرآن قبل أكثر من 1400 عام، ثم اكتشفها العلم الحديث مؤخراً.. بعبارة أخرى هل ترى أهمية تغيير أساليب الدعوة في العصر الحديث مع انتشار الإلحاد؟
ما حدث هو أن الأمير محمد بن راشد أرسل في طلبي لحضور نقاش مع عدد من رجال الأعمال الأمريكيين في دبي بلغ عددهم حوالي 12 رجلاً، وكانوا يهاجمون الإسلام بشكل مبالغ فيه، ويصفون المسلمين بالتخلف والديكتاتورية وكل الأوصاف السيئة، ويعتقدون أن الإسلام هو السبب وراء هذه الحالة التي يعيشها مسلمو اليوم.
وقد جلست معهم ساعتين، ووالله الذي لا إله إلا هو، لقد تغيرت مناقشتهم معي تماماً ومفاهيمهم عندما عرفوا بحقائق القرآن الكونية التي تحدث عنها قبل أكثر من 1400 عام، وأصبحوا أكثر احتراماً للإسلام، ووصل الأمر إلى سؤال بعضهم عن عدد السنوات التي أتوقع أن يعلو شأن الإسلام والمسلمين بعدها ويسيطروا على العالم وفقاً لهذا العلم الغزير الذي يعتمد عليه القرآن، وقد تحدثت معهم في خمس آيات فقط من الإعجاز العلمي في القرآن انبهروا بها لأنهم لم يكونوا يعلمون عنها شيئاً، وطلبوا معلومات عن الإسلام ووزعت عليهم بعض الكتيبات.
فأنت لو تحدثت مع الغربي الآن عن عذاب القبر مثلاً لضحك بشدة، ولو حدثته عن الغيب لتولى عنك، ولو ذكرت له الحياة الآخرة لما صدقك أو اقتنع بها أصلاً.. أما لو حدثته بالحقائق الكونية الملموسة التي يعرفها، فسوف يقتنع لأنه يعلم بهذه الحقائق التي عرف بعضها العلم الحديث وتحدث عنها الإسلام منذ 1400 عام.
وهم، بالمناسبة، متقدمون عنه وهناك عشرات المجلات العلمية التي تتحدث للقارئ بلغة بسيطة غير علمية صرف مثل science وnature فتعلمه الحقائق الكونية فيصبح أكثر علماً منا، ولهذا يسهل إقناع هذا الشخص بعلم الله، لو خلصت نواياه وكان على الفطرة.. وبالتالي فمن الطبيعي أن تتغير أساليب الدعوة في العصر الحديث ونكلم الناس بما يفهمونه..
ما أبرز الحقائق الكونية عن الإعجاز العلمي في القرآن التي واجهت بها علماء الغرب؟
في اللقاء مع رجال الأعمال الغربيين في دبي ركزت على الحقيقة الكونية التي جرى اكتشافها مؤخراً وسبقهم القرآن ب 1400 سنة، وهي إنزال الحديد من السماء وليس خلقه في باطن الأرض كما ورد في الآية:
( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ) 25 (الحديد).
فالحديد أكد القرآن أنه أُنزل من السماء إلى الأرض ولم يكن موجوداً بها، وهي حقيقة كشفها العلم الحديث قبل بضع سنوات فقط، حيث رجم وابل من النيازك الحديدية، والصخرية، والحديدية الصخرية، الأرض، وتحرك هذا الحديد المنصهر بحكم كثافته الأعلى من كثافة الأرض في بداية نشأتها إلى مركز تلك الكومة منصهرة تحت وطأة حرارة المنشأ التي أتت منه، وصهرت معها كومة الرماد، ورسخت في باطن الأرض.
وفي العصر الحديث فقط ومع تطور العلم أمكن تسجيل ومشاهدة العديد من حالات سقوط الصخور النيزكية على كوكبنا الأرضي، فخلال عام 1868 المجتمع تهاوت في بولندا 100 ألف قطعة حجرية في وابل واحد، أما في عام 1912 فتهاوى في هولبروك بأيرزونا وابل من 10 آلاف قطعة، وآخر في الاتحاد السوفيتي عام 1947.
ومن الأمور الأخرى التي تحدثت عنها آية \"البحر المسجور\" التي وردت في القرآن الكريم والتي تعني وجود حمم مصهورة في أسفل المحيطات لا هي تصعد لأعلى فتسخن المياه ولا مياه البحر تبردها لأن الغاز الساخن الناتج عنها عندما يتبخر لا يعلو و\"يسجر\" ويبرد فيعود مرة أخرى إلى أسفل، وعندما يبرد الماء الطبقة العازلة بين هذه الحمم والماء، يسخنها الغاز مرة أخرى فلا تنطفي هذه الحمم بفضل الله ما يكشف عظمة الخالق - سبحانه وتعالى - عندما أقسم بالبحر المسجور.
أيضاً حدث في إحدى المرات أن كنت أجلس مع بعض الجنرالات الأمريكيين السابقين في ضيافة رجل أعمال سعودي، وكانوا يريدون معرفة بعض الأمور عن الإسلام، ولاحظ أحدهم أنه كلما دخل شخص عرفه عليهم رجل الأعمال السعودي بأنه \"أخو فلان \" أو ابن أخي فلان أو ابن أخت أو ابن عم، فاستغرب هذا التلاحم الأسري واحترام الأجيال للكبار خصوصاً، عندما كان البعض يقبل يد أو رأس الكبار خلال الجلسة!.
فتأثر الرجل بشدة لهذا التلاحم وتأثير الإسلام على أخلاق المسلمين في التراحم وصلة الرحم واحترام الكبير، وروى وهو يكاد يبكي أن له ابناً وابنة أنفق كل ثروته على تعليمهما، ومع ذلك تركاه وحيداً ولا يزورانه حتى إنه يكاد يطير فرحاً عندما تصله بطاقة معايدة بأعياد الكريسماس من أبنائه رغم أنهم يطلقون عليه فيها اسم \"الرجل العجوز\" old man ولا يقولون له \"أبي\"، وانتهى الأمر بالرجل عندما رأى هذا السلوك الجيد العملي من المسلمين للتحول إلى الاسلام.
انتشرت مؤخراً أقمار الفضاء العربية التي تهدف إلى إطلاق قنوات للأغاني والفيديو كليب والترفيه عموماً، وبالمقابل انتشرت أقمار التجسس الصهيونية حتى بلغت ستة أقمار.. هل ترى برنامجاً عربياً حقيقياً ومفيداً للفضاء؟
ليس هناك برناج فضائي عربي واضح ومفيد، وما هو موجود مجرد فضائيات للهو والغناء وإلهاء الناس، حتى أصبح لدينا قنوات للغناء والطرب والرقص الخليع المسمى الفيديو كليب، بل ونتبارى في إطلاق هذه القنوات عبر برامج فضائية إعلامية عربية ولا نلتفت لما يفعله الأعداء بنا ويتربصون بنا من خلاله من برامج فضائية للتجسس وأخرى عسكرية لقتالنا والقضاء علينا.
والفضائيات الحالية إلهاء للشعوب وفي مصلحة الحكام بحيث يسعى كل حاكم لإمضاء فترة حكمه بأي صورة دون أن يسعى للتطوير وتنمية القدرات العربية العلمية والتكنولوجية، والشعوب في لهو بسبب هذه الفضائيات، في حين يتسلح الصهاينة بالأقمار للتجسس علينا والاستعداد لحروب المستقبل.
نحن نحيا الآن في عصر المعلومات، وحجم المعرفة في الكون ومكوناته يتضاعف مرة كل خمس سنوات تقريباً، وتقنيات المعرفة العلمية تتجدد كل ثلاث سنوات تقريبًا، وهذه الثورة العلمية والتقنية المتسارعة تحتاج إلى قيم روحية عليا وضوابط أخلاقية وسلوكية صحيحة، وإلا فإنها قد تؤدي إلى دمار الإنسانية، والمسلمون مطالبون بألا يتخلفوا عن العصر، فلا بد أن يأخذوا بأسباب التقدم العلمي والتقنيº حتى يتمكنوا من وضع الضوابط الأخلاقية والسلوكية للإنسان في عصر تفجر المعرفة الذي نعيشه.
ولو تركنا هذا التقدم المعرفي بأيدي غير المسلمين، فإنهم سيقضون على البشرية من خلال اختراعاتهم وتسارع تقنياتهم، وفي نفس الوقت إذا تخلف المسلمون عن الركب فلن يسمع لهم أحد وهم حملة آخر الرسالات السماوية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد