بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي ما أعظمك - سبحانك - أي حكمة ينطق بها بديع صنعك، أي عظمة وأي جلال.
إن هذا الوجود الذي نعيش فيه لا يزال وسيظل فوق الإدراك، وأكبر مما تتخيله عقولنا القاصرة، فعدد النجوم والكواكب مثلاً أمر استحال على العلماء الوصول لحقيقته، وفي كل مرة يصل العلم عن طريق أجهزة أكثر دقة وحساسية، وأبعد رصداً إلى عدد جديد يفوق سابقه - يقول حجة الفلك العالمي جيمس جينز في كتابه (الكون الغامض) عن عدد النجوم: (ربما كان مجموع عدد النجوم التي في الكون قريباً من مجموع عدد حبيبات الرمل التي تغطى شواطئ البحار في العالم كله)، ويقول كذلك في كتابه ( النجوم ومسالكها ): (يكاد يكون من المؤكد أن هناك أكثر من ستين نجماً مقابل كل رجل وامرأة وطفل على وجه الأرض، وقد يصل العدد إلى ضعف هذاº بل ربما إلى ثلاثة أضعاف أو خمسة أمثاله)، ثم يضرب مثلاً لذلك فيقول: (يجب أن نتصور مكتبة ضخمة تحوى على الأقل نصف مليون كتاب من الحجم المتوسطº فجميع حروف الطبع التي في جميع هذه الكتب عددها مساوٍ, تقريباً لعدد نجوم السماء، وإذا كنا نطالع بسرعة صفحة في الدقيقة مدة ثمان ساعات في كل يوم لابد لنا من سبعمائة سنة لقراءة هذه المكتبة، كذلك لو كنا نعد النجوم بسرعة ألف وخمسمائة نجم في الدقيقة لاستغرقنا في ذلك سبعمائة سنة، أما الأرض التي نعيش عليها فهي أقل من نقطة على حرف في مكتبتنا ذات النصف مليون مجلدº أو على الأصح يجب أن نشبهها بهباءة من التراب بين صفحتين في أي كتاب من هذه الكتب في هذه المكتبة).
فإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للنجوم فكيف يكون الحال بالنسبة لعدد الكواكب إذا ما عرفنا أن شمسنا هي واحدة من هذه النجوم، وأرضنا أحد الكواكب التي تكون المجموعة الشمسيةº فإذا كان كل نجم ليس له سوى تسعة كواكب كما للشمس فقط فيا ترى كم يكون عدد الكواكب؟
سبحانك ربى يا من تفرد بالبهاء وبالصفاء في عزه، وله البقاء السرمدي، يا من له وجب الكمال لذاته، فلذلك ترفع من تشاء وتسعد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد