بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الوضوء شرط للصلاة. جاء في الصحيح: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" والوضوء امتثال لأوامر الله -تعالى-، وعلى المسلم التسليم بأمر الله وإن لم يدرك الحكمة من وراء الأوامر والنواهي، بيدأن التشريع الإلهي يتضمن حكماً لم تظهر إلا مع تقدم البحث العلمي، ويعرض هذا المقال المختصر بعض الحكم الطبية في الوضوء والصلاة مما كشف عنها البحث العلمي في مجال الطب.
الحكمة من استعمال السواك:
أثبتت الأبحاث أن في السواك مواد مطهرة ومواد قاتلة للجراثيم، فمن مكوناته، العفص وزيت الخردل ونوع من المضاد الحيوي شبيه بالبنسلين، ومنها الصمغ وبلورات سليس والأملاح المعدنية ومواد خلوية إلى جانب أحماض ومواد عطرية.
جاء في كتاب السواك للدكتور عبد الله عبد الرازق السعيد أن العفص يمنع التعفن والنزيف والتهابات اللثة. أما زيت الخردل Sinnigrin فهو يحتوي على رائحة حادة وطعم حارق يفتك بالجراثيم.
وأثبت الدكتور عبد الحميد القضاة من جامعة كراتشي أن المضاد الحيوي الموجود في السواك له مفعول طبي شبيه بمفعول البنسلين على المكورات العنقودية.
وهناك أبحاث أخرى لكل من د. محمد وليد حمودة ود. ظافر العطار. ود. تينيث كيوديل، والصيدلي صلاح الدين حنفي، أثبتت ما للأحماض والأملاح والمواد الأخرى الموجودة في السواك من مفعول طبي في تنظيف الأسنان ومنع التسوس وعلاج جراثيم الفم.
الحكمة الطبية من الوضوء بالماء:
في صحيح مسلم مرفوعاً: "الطهور شطر الإيمان" والمسلم يحقق الطهارة في جسده بنظافة المخرج بعد قضاء الحاجة من بول أو غائط، وكذلك بالاغتسال، وحق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً يغسل فيه رأسه وجسده. كما جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
الطهارة فيها ضمان النظافة المستمرة لجسم المسلم، ومن ثم حماية الجسم من الجراثيم.
ولقد أثبتت دراسة منظمة الصحة العالمية ببنجلاديش أن مجرد استعمال الماء النظيف في غسل اليدين يزيل حوالي 90% من المكروبات في المرة الواحدة فكيف بالوضوء والغسل وبنظافة الجسم والثياب والمكان بصفة مستمرة في دراسة قام بها فريق من الأطباء في جامعة الاسكندرية لأثر الاستنشاق والاستنثار في الوضوء لدى الأشخاص الأصحاء، ثبتت بالمقارنة وجود فوارق واضحة بين حالات الوضوء والصلاة وحالات أخرى لعدم الوضوء والصلاة.
لقد ظهر باطن الأنف لدى غير المصلين شاحب اللون دهني الملمس مع ترسب الأتربة، في حين أن باطن الأنف ظهر لدى المصلين لامعاً نظيفاً خالياً من الأتربة. وظهر شعر الأنف للفئة الأولى (غير المصلين) متلاصقاً مغبراً وتعلوه بعض القشور وقد يتساقط. وفي المقابل كان شعر الأنف لدى المصلين واضحاً نظيفاً خالياً من القشور.
وبالفحص المجهري للمزارع الجرثومية اتضح وجود جراثيم عنقودية وعقدية ودفتروئيدية وبروتوس وكلبسيلا، في حين خلي باطن الأنف لدى المصلين من أي نوع من الجراثيم.
هذا -بلا شك- بيان لحكمة التشريع الذي جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما يقول: "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر" صحيح مسلم.
لقد أثبتت الدراسة التي قام بها أطباء الجامعة في الأسكندرية على خمسة آلاف مريض سكري، وجود التهابات فطرية في الأنف والجيوب الأنفية لدى غير المصلين وخلت العينة من أية حالة إصابة وسط المصلين.
وورد في الدراسة نفسها أن نسبة الالتهابات الفطرية في الفم مثل الكانديرا عند مرضى السكر المصلين لم تتجاوز 2ر0% مع أن الأرقام العالية تصل إلى أضعاف ذلك، وعزا البحث السبب إلى المضمضة.
ومن الملاحظات أيضاً أن نسبة الالتهابات في منطقة العانة كانت مفقودة تماماً عند مرضى السكر المصلين، وذلك بسبب الاستنجاء بالماء.
الحكمة من غسل القدمين في الوضوء:
أجرى الأستاذ الدكتور مجاهد أبو المجد دراسة عن الوقاية من القدم السكرية لتحديد نسبة الإصابة عند خمسة آلاف مريض سكري ومقارنتها بالإحصاءات العالمية.
جاءت النتائج بأن الإصابة بالقدم السكرية بين المصلين لا تزيد عن 6% مقارنة مع الإحصاءات العالمية التي أثبتت أن النسبة قد تصل إلى 25% .
والعبرة أن غسل القدمين خمس مرات في اليوم أثناء الوضوء مع تخليل الأصابع بالماء، يقلل الإصابة الجرثومية، ويزيد كفاءة الدورة الدموية الطرفية بالتدليك مع خلع الحذاء عدة مرات في اليوم، واندفاع الدم في القدمين مما يقلل وقوع التقرحات فيها.
فوائد الصلاة النفسية في مرضى السكر:
وفي دراسة أخرى للباحث الأستاذ الدكتور مجاهد أبو المجد عن تحديد الفوائد الجسمية والنفسية للصلاة في مرضى السكر، ثبت وجود انخفاض نسبة المرض لدى المنتظمين في الصلاة مقارنة مع غيرهم، والأمراض التي ظهرت فيها الفروق هي: آلام الصدر والخفقان والصداع وضغط الدم، وأمراض الجهاز الهضمي مثل فقد الشهية والغثيان والقيء وحرقان المعدة والإسهال والإمساك، وبعض الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والهستريا والخوف النفسي.
وتحسنت أعراض لدى المنتظمين في الصلاة مثل العطش وكمية التبول والتهاب الأعصاب، وحدث انخفاض في السكر والدهون في الدم.
حكمة طبية من قراءة القرآن في الصلاة:
أجرى الدكتور أحمد القاضي بحوثاً في تأثير القرآن العضوي على جسم الإنسان، وقد اتضح وجود أثر عضوي علاوة على التأثير الروحي.
وقد خضع خمسة من المتطوعين الصم لمائتين وعشرة تجربة في جلسات متعددة بلغت أكثر من أربعين جلسة.
واستعمل لرصد النتيجة جهاز كمبيوتر يراقب التغيرات الفسيولوجية لهؤلاء الصم غير المسلمين وغير الناطقين بالعربية أثناء سماعهم لتلاوة القرآن مقارنة مع سماعهم نصوصاً عربية أخرى غير قرآنية.
جاءت النتيجة: 65% إيجابية، وهدوء التوتر في الجلسات القرآنية مقارنة مع 35% ايجابية وهدوء التوتر في الجلسات غير القرآنية.
ومن النتائج المباشرة نقص متوسط الجهد الكهربائي في العضلات ونقص في التوصيل الكهربائي وتغيرات في الدورة الدموية ونقص عدد ضربات القلب، وزيادة الدم الجاري في الجلد وارتفاع حرارته، وينتج عن ذلك ارتخاء العضلات وهدوء الأعصاب الودية وسيطرة الجهاز جار الودي وانفتاح الشعيرات الدموية.
ومن المعروف أن نقص التوتر يؤدي إلى تقوية المناعة في الجسم بخفض الكرتزول.
وإذا كانت كلمات القرآن -بغض النظر- عن فهم المعاني لها هذا الأثر المهدىء فلا شك أن للتدبر والفهم آثار إيجابية أكثر. وصدق الله العظيم (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
الخشوع وراحة الجهاز العصبي:
ثبت أن التفكير في المعاني الدينية السامية أثناء العبادة يؤدي إلى الخشوع والاسترخاء.
هذا مما لاحظه الأطباء في تجاربهم، فمن الآثار الناتجة عن الخشوع العميق تغييرات بيولوجية وفيزيوكيماوية، وهي تغيرات يمكن الوصول إليها بطريقة بيوفيدباك أي التحكم الإرادي في الوظائف غير الإرادية ومنها موجات الدماغ الكهربائية.
إن تسجيل موجات الاسترخاء في الدماغ أثبت خفض التوتر العضلي في حالة الخشوع، وهذا يساعد على علاج أزمات القلق والانفعالات الشديدة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد