بسم الله الرحمن الرحيم
لا يجوز التهوين من أمور الجاهلية وأعظمها شراً تلك المتعلقة بالقبور والأضرحة والأوثان التي باتت تعبد من دون الله - عز وجل - في كل البلدان على هذا الكوكب إلا ثلاث دول بل وأرسل الله- تبارك وتعالى -أول رسول ليمكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ليبذل جهده كله في إزالة هذا المنكر العظيم، وحتى نزول عيسى - عليه السلام - ستكون من مهمة الفرقة الناجية إزالة آثار الشرك. وجاء في الحديث (ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) والاحتجاج بأن هذه كانت موجودة وفتح باب الشبهات والسكوت عنه وقول بعضهم: (وما وسع السابقين في تركها يسع اللاحقين) هذه كانت مقولة الملأ <وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق> وللأسف الشديد فإن الغفلة عن إنكار منكر الأضرحة والأوثان زاد من الغلو في الصالحين وغيرهم واتخاذهم أرباباً يحللون ويحرمون وينادون للتوسل..هذه الغفلة دفعت بعض العوام والدهماء للتوغل في البدع تائهين في أودية الضلال معادين للكتاب والسنة ومن قام بهما!
إن الدعوة إلى فتح باب الأوثان والأضرحة أنست العوام الغاية من خلقهم وهي حق الله - عز وجل - على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً \" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق \"، وترك البعض البينة من خلال الأدلة الساطعة والبراهين القاطعة في الكتاب والسنة، والحديث بلا علم سوى أن فلاناً قال: مما قلل هيبة الدين عند العامة وسهل لهم الجرأة في الحديث حتى أصبح لكل ساقطة لاقطة، وهنا مكمن الخطورة لأنه نوع من التلبيس \" لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون \" كما أن التهوين من هذه المسألة دفع البعض لجعل أغلب المساجد في العالم الإسلامي بها أضرحة! قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد) وقال أيضاً: (أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح - أو الرجل الصالح - بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله).
{ومن صور الجاهلية الدعوة إلى عصبية اللون أو الجنس أو اللسان أو القبيلة أو الطائفة قال: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟!) عندما صرخ رجل وقال يا للأنصار، وقال الآخر يا للمهاجرين - وكادت تحدث فتنة لولا لطف الله - عز وجل - ثم تدخل النبي | وكذا لما قال أبو ذر - رضي الله عنه - لأحد الصحابة يا ابن السوداء فقال له رسول الله: أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية.
{ومن صور الجاهلية تبرج النساء وإظهار المفاتن قال - سبحانه -: \" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى \" قال ابن كثير تبرج الجاهلية كانت المرأة تخرج رقبتها وحلقات الذهب من أذنها وتظهر نصف ساقها ومعصم يديها!
{ومن الجاهلية الاحتكام إلى غير شريعة الله - عز وجل - وقبول شرائع تضاهيهاº قال - تعالى -: \" أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون \" فينبغي أن يزرع المسلم في نفسه وفي نفوس الآخرين أن شريعة الله هي الأنفع والأكمل والرادعة التي تقلل من الجرائم وتحفظ العباد والبلاد وتزيد البركات والرحمات على الأفراد والمجتمعات فيتعلمها ويطبقها على نفسه وأهله حتى يكون لها القبول في الأرض.
{ومن الجاهلية التقليد وترك الاتباع، فمطلوب من المسلم اتخاذ الرسول وأزواجه وصحابته - رضي الله عنهم - القدوة الحسنة والمثال الحي قال - تعالى -: \" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون \" وكان أهل الجاهلية أمثلتهم في الآباء والأجداد وتقليد الكثرة ولحن الحجة فوقعوا في ربقة التقليد، وأصبحوا أسرى لكلام الآباء والأجداد فلا يحكمون رأيا ولا يشغلون فكراً فتاهوا في أودية الجاهلية.
{ومن الجاهلية التمسك بخرافات الشعوذة والدروشة والضلال حتى استحوذ عليهم الشيطان، فالناس يعتقدون أن كل من يتعاطى أعمال السحر ويضع السيف في البطن أو يضع الإبرة في الفم أو يمسك الحيات ويدخل في النيران أو يمشي على الماء أنه صاحب كرامات ومعجزات \" الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال : (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد).
والله المستعان والهادي إلى الصواب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد