بسم الله الرحمن الرحيم
من كلام الامام ابن القيم الجوزية
\" أشهد أن لا الــــه الا الله وحــده لا شريـك لـه \"
كلمة قامت بها الأرض والسموات ، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات ، وبها أرسل الله تعالي رسله ، وأنزل كتبه ، وشرع شرائعه ، ولأجلها نصبت الموازين ، ووضعت الدواوين ، وقام سوق الجنة والنار ، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، فهي منشأ الخلق والأمر ، والثواب والعقاب ، وهي الحق الذي خلقت له الخليقة، وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب، وعليها يقع الثواب والعقـاب وعليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ومفتاح دار السلام، وعنها يسأل الأولون والآخرون، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟
فجواب الأولي بتحقيق \" لا الـــه الا الله \" معرفة وإقرارا وعملا
وجواب الثانية بتحقيق \" أن محمدا رسول الله \" معرفة وإقرارا وانقيادا وطاعة
\" وأشهد أن محمـدا عبـده ورسولـه \"
وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمـــة للعالميـن، واماما للمتقين، ورحمة على الخلائق أجمعين. أرسله على حين فترة من الرسل فهدي به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، وافترض علي العباد طاعته وتعزيزه وتوقيره ومحبته ، والقيام بحقوقه وسد دون جنته الطرق ، فلن تفتح لأحد الا من طريقه، فشرح له صدره ، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار علي من خالف أمره قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار علي مـــــن خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
وكما أن الذلة مضروبة علي من خالف أمره ، فالعزة لأهل طاعته ومتابعته قال الله - سبحانه وتعالـــى \"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين\"(آل عمران: 139)
وقــــال تعالى\" ولله العـزة ولرسوله وللمؤمنيـن \"(المنافقون: 8)
وقــــال تعالى\" قلا تهنوا وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم \" (محمد: 35)
وقـــال تعالـــى\" يـا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين \" (الأنفال: 64)أي الله وحده كافيك ، وكافي أتباعك ، فلا تحتاجون إلى أحد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد