بسم الله الرحمن الرحيم
لعل أخطر ما يروج له أعداء الإسلام في مجتمعات المسلمين السخرية بالدين والاستهزاء بالمؤمنين وتشويه مبادئ الإسلام وإظهار المسلمين بمظهر السوء.
وهذه ظاهرة خطيرة تدخل في دائرة هدم أصول الإيمان، وتأتي على قواعد الدين، وتساهم في إبعاد الأمة الإسلامية عن معتقداتها وإضعاف مكانتها وتقويض مصادر عزها.
وما كان لهذه الظاهرة أن تنتشر في بلاد المسلمين إلا بسبب ضعف الإيمان والابتعاد عن تعليم الإسلام والغفلة عن مكايد الأعداء وفقدان الغيرة على الحرمات.
والأصل في ظاهرة الاستهزاء بالدين والمتدينين أنها من صفات الكافرين والمنافقين يصدون بها عن سبيل الله، لا يجوز أن يتصف بها مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أو تشاع في مجتمع المسلمين.
ومن الشواهد الدالة على أن صفة الاستهزاء من صفات الكفار والمنافقين قول الله - تعالى -:\"زُيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا\".(البقرة: الآية 212).
وقال الله - تعالى - في قصة موسى مع فرعون:\"فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون\".(الزخرف: الآية 47). ومن كانت هذه صفته فيا حسرة عليه، قال الله - تعالى -:\"يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون\". (يس: الآية 30).
وقد شدد علماء الإسلام فيمن استهزأ بشيء من دين الإسلام أو رسوله أو بشيء من الصلاة أو القرآن أو التمسك بسنن الإسلام وعدوا ذلك من نواقض الدين مستدلين بقوله - تعالى -:\"قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذرون قد كفرتم بعد إيمانكم\". (التوبة: الآية 66). وقالوا لا فرق في ذلك بين الهازل والجاد إلا المكره فليحذر المسلم أن يقع في شيء من ذلك.
ومن غفلة بعض الناس أنه أصبح يروج لهذه الظاهرة.. فمنهم من يستهزء بالمسلم لعيب خلقي فيه.. وهذا كبيرة من الكبائر وهو محرم على المؤمن فعله لقوله - تعالى -:\"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون\". (الحجرات: الآية 11).
ومنهم من يستهزأ إما جهلاً منه أو متعمداً بعبادة العباد وبتقوى الصالحين، كأن يستهزأ بطول صلاتهم أو لحيتهم، أو ينكر عليهم في قيامهم بواجب الدعوة أو الأمر بالمعروف، أو يستهزأ بالعلم الشرعي وأهله وعدم احترامهم أو الوقيعة فيهم، فمن وقع في ذلك نخشى عليه أن يكون من المنافقين الذين قال الله فيهم:\"الذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم\". (التوبة: الآية 79).
أما سبيل القضاء على هذه الظاهرة المشينة فقد وضحها علماء الإسلام وأكدوا أنه من ابتلي بشيء من ذلك فعليه التوبة النصوح والإقلاع عن هذا الفعل وعقد العزم على أن لا يعود والندم على ما فعل.
وتحوطاً من الوقوع في منحدر الارتداد عليه أن يجدد إسلامه ويكثر من الاستغفار والعمل الصالح من حج وعمرة وصدقة وحب لله ولرسوله وللمؤمنين... وينصح العلماء بترك المجالس التي يستهزئ فيها بآيات الله مستدلين على ذلك بقول الله - تعالى -:\"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره\". (الأنعام: الآية 68).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد