بسم الله الرحمن الرحيم
متى سيأتي النصر؟ ونحن مازلنا ندافع عن أمريكا أكثر من دفاعنا عن مقدساتنا وكرامتناº بل وعن ديننا.
إن الكثير يسترضي أمريكا بخنوع مقيت، ويسعى إلى إرضائها قبل أن يطلب الرضا من الله، وهذا هو عين المذلة والاستسلام.
لماذا يا ترى يقبل الكثير على ثقافة الانبطاح، ويقدم التنازلات التي نحن في غنى عنها؟! ويصر البعض على تقديمها تقرباً لأم الخبائث \"أمريكا\"، وكل ذلك لن يشفع ما زالوا في دائرة الإسلام (( ولن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )).
إن التزلف المقيت جعلنا ندور في دائرة مفرغة، وجعلنا نوجه السهام إلى ذواتنا، ومفكرينا، وعلمائنا، ناعتين لهم بالإرهاب، وبشتى الاتهامات، علَّ ذلك يشفع لنا عند \"أبي جهل المعاصر\"!
وأنَّى لنا ذلك، وأمريكا بعدما قدمت إلى العراق لم تفرق بين أبناء العراق سواء الذين ينتمون للبعث أو للسنة أو للشيعة أو للعرب أو للأكراد، أو حتى أولئك الذين باعوا العراق بثمن بخس!! الكل في \"معجم الحرب\" عند أمريكا سواسية! لقد ساوت بينهم في الاعتقال، والتعذيب، والقتل.
إن الذعر المستكين في أقلام كثير من المثقفين جعلهم يبوحون بما كان - في يوم من الأيام - سراً مكنوناً في نفوسهم من حقد على الإسلام، متبرئين منه قبل أن تصل إليهم قذائف العدو!! ولم يستطيعوا أن يمسكوا أقلامهم عن أن تخط هذا الحقد، وهذا كان أقل القليل الذي يجب عليهم تقديمه للأمة، بدلاً من أن يدخلوا أبناء الأمة في الخلاف، والترصد للعثرات، فكان من الأجدر بهم أن يوجهوا كل قواهم إلى العدو، وبالعدة التي يملكون، وقدر المستطاع.
وبأقوالهم ومقالاتهم يدَّعون بأنهم ممن يحاربون الإرهاب بكل أشكاله، إلا أنهم - وللأسف الشديد - يرهبوننا بما تحمله مقالاتهم من تهكم على الدين، وعلى حملته، وعلى من ينتسبون إليه! ليصبح الإعلان عن الانتساب إلى الدين، والاعتزاز بذلك، وتطبيقه في ميدان الحياة في نظرهم أمراً غير محمود، فيما يحق لهم الاعتزاز بكل لاقط من الأفكار المستوردة والبالية!! وبكل فخر يعلنون إنتماؤهم إليها!! لكن لماذا يتحامل هؤلاء على الآخرين عند أن يعتزوا بقيم الدين وشرائعه، وبأصوله وفروعه؟
ويظهر الكثير من المثقفين ومن منابر متعددة ليقولوا: إن علينا إن نتنازل عن بعض التصرفات بحجة الانفتاح على العالم، وعدم الانغلاق والتقوقع، لماذا ينصحون الآخرين، وهم بالمقابل يتشبثون بأفكارهم، ويتفوهون بملء أفواههم بها ليخرسوا الآخرين!!
فأين الانفتاح الذي ينادون إليه؟ وأين تقع مساحة الحرية وحقوق الإنسان في برنامج هؤلاء؟
انبرى أحدهم ليعض الأمة \"بأن لأمريكا أحقية الدفاع عن نفسها\"! لكنه نسي أحقية العراقيين في الدفاع عن كرامتهم، وعن حقوقهم، وعن أنفسهم، وكذلك أحقية الفلسطينيين!!
ختاماً أتساءل: هل نحن بحاجة إلى إشعال فتيل الخلاف فيما بيننا، وتقديم الاتهام ضد بعضنا البعض ليكون ذلك عربون صداقة مع أمريكا؟ هل نحن في هذا الوقت الذي تذبح الأمة فيه من الوريد إلى الوريد بحاجة إلى تجسيد ثقافة \"التدليك\"؟ هل نحن بحاجة إلى تجسيد الاستبداد الذي هوى بنا إلى مستنقع الهزيمة الشنعاء؟ هل نحن بحاجة إلى إقناع الآخرين بأن الدفاع عن حق الأمريكان واجب مقدس، والدفاع عن حقنا من باب المستحب، أو هو في الرأي الراجح عند بعض المثقفين مكروه؟ هل نحن بحاجة إلى التراشق بالألفاظ فتصبح الأمة في معمعة الآراء الرخوة، وفي قبضة الجدل المتهرطق!
أسئلة تبحث عن الإجابة..!!
وبينما الكثير يسعى إلى تقديم صورة الواقع على أنه طبيعي - إذا لم يكن جميلاً لديهم - فإن الصورة الحقيقة للمأساة القائمة تزداد قتامة يوماً بعد يوم، مهما رقصت الأقلام على نغم الأكاذيب، وغنت القانيات!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد